أقلام وأراء

السّبت 04 مايو 2024 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

تلخيص

كان أمراً ملفتا للنظر العقلاني والانتباه التراكمي، ما قاله الرئيس السابق والقادم للولايات المتحدة الامريكية - وفق استطلاعات الرأي – دونالد ترامب عن اقتحام جامعة كولومبيا، أكثر جامعة في حصول خريجيها على جائزة نوبل بالعالم ، من انه "مشهد ممتع يستحق المشاهدة" ، الأمر بالتأكيد ينسحب على عشرات الجامعات العظيمة الأخرى . ويتساءل المرء : هل صحيح ان رئيس الدولة، يستمتع بمشاهدة اقتحام جامعاته والاعتداء على حرمتها واعتقال طلبتها وإهانة معلميها، وكأنها زريبة غنم ، أو معاقل معادية ، تابعة للروس والصينيين او الإيرانيين، يتعاطون فيها تعليم مبادئ الدين والتخلف والتطرف والولاء للفقيه . فماذا عن اقتحام رفح ، آخر معاقل حماس حسب حساباتهم، التي يقف على أبوابها جيش إسرائيل الجبار، الأكثر اخلاقا في العالم والأكثر سلاحا أمريكيا فتاكا، والأكثر اغداقا بالمال عليه، حيث يقف منذ أربعة أشهر تقريبا على تخومها ويتهددها: ندخل او لا ندخل.
يقول لكم بايدن: لا تدخل ، فهناك طرق أخرى للقضاء على حماس ، ويقول لكم ترامب : ادخل ، من أجل المتعة، متعة القتل والدمار. سيقول لكم شعب رفح : نحن لسنا قطيعا ينتظر الذبح في المسلخ، قد تقتل خمسين ألفا آخرين منا، لكنك لن تقضي علينا، نحن لسنا "هنودا حمر" ، نحن شعب ننشد التحرر من نير همجي ظالم ، طال واستطال .

القوة الامريكية ، من خلال شرطتها و بلديتها وحاكمها وحرسها الوطني دخلت الجامعات ، وقمعت الاحتجاجات ، واعتقلت المئات من النشطاء ، طلابا وطالبات ، فماذا حققت؟ زاد تصميم الطلبة على الاستمرار ، وتوسعت رقعة الجامعات داخل أمريكا وخارجها ، وتوقفت الامتحانات ، وتوقف التخرج . هل يعرف ترامب ما معنى استيعاب الاب والام وربما الجد والجدة ، ان يتأخر تخريج ابنهم او ابنتهم بعد عشرين الى ثلاثين سنة من الجهد والدراسة ، ان يتأخر الى أجل غير مسمى . وهل يعتقد ترامب ان عائلات الطلاب ستنظر الى الموضوع كما نظر هو له بانه "ممتع ويستحق المشاهدة" ، أم تراهم يذهبون الى أبنائهم ، يسألونهم لماذا يفعلون ما يفعلون ، ولماذا يغامرون بمستقبلهم ، وهل يستحق السبب أيا كان كل هذه التضحيات ، والتي بها ومعها يواجهون سلطة الدولة والولاية والمدينة والجامعة . وحين يعرفون انها حرب إبادة جماعية تشنها دولة إسرائيل منذ سبعة أشهر ، على شعب أعزل ، مهجر منذ سبعين سنة ، محتل منذ خمسين ، محاصر برا وبحرا منذ عشرين ، وان دولتنا أمريكا تشارك في هذه الحرب بقدم وساق، وبالباع والذراع ، بالعتاد والمال والرجال. حينها ، سيشد الأب على يد ابنه، و يقول له : امض قدما يا بني، لا قيمة لعلمك دون خلقك ، وأنا معك .

سيقول الرفحيون: يكفينا فخرا ان جامعة كولومبيا - بما تمثل في العلم والفكر والمعرفة والتقدم - أن تقف الى جانبنا.

دلالات

شارك برأيك

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 70)

القدس حالة الطقس