تعود بعثة حماس مجددا إلى القاهرة اليوم السبت لاستمرار عملية التفاوض بشأن امكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار ونهاية الحرب بعد أيام دراماتيكية شهدت كرا وفرا متواصلا في الحلبة الدبلوماسية النشطة ، تخللها اتصالات على مدار الساعة من أجل تعديل وتنقيح وتصحيح بعض الفقرات والمصطلحات في ورقة المقترحات المصرية حتى توافق عليها حماس من اجل الشروع في عملية وقف إطلاق النار وانطلاق خطوات التبادل تحت غطاء البند الإنساني الذي يغلف المرحلة الاولى ..
رئيس وكالة المخابرات المركزية الاميركية وليام بارنز ، وصل هو الآخر إلى العاصمة المصرية في محاولة لتحريك عجلة التفاوض بشكل اسرع من اجل الوصول إلى اتفاق ، بانتظار انتقال وفد إسرائيلي إلى القاهرة لاكمال حلقات المشهد الذي ينتظر العالم إخراجه، لفك شيفرة العدوان والسماح لاهالي غزة بتنفس الصعداء بعد سبعة اشهر كاملة من القصف والقتل والتدمير ..
كان من المقرر ان تقدم حماس جوابا سلبيا اول امس الخميس على المقترحات المصرية ، نظرا لعدم ورود بنود واضحة وصريحة ، من قبل إسرائيل فيما يخص التعهدات بانهاء الحرب كليا وسحب الجيش الإسرائيلي ، لكن مصر وقطر تدخلتا وطالبتا حماس بعدم تمرير الجواب خشية انهيار المحادثات ، لتنطلق جولة حاسمة وسريعة طيلة ساعات نهار امس ، تغلبت فيها مصر على معظم المسائل الخلافية ، وبقيت قضية التصريح بشكل واضح من إسرائيل بانهاء الحرب وعدم استئنافها بعد البدء بصفقة التبادل ووقف العدوان ، ومن هنا اصرت حماس على ضرورة تلبية شرطها هذا ، فوعدتها مصر وقطر والولايات المتحدة ، على ان يتم ذلك في المراحل التالية للمرحلة الاولى ، فطلبت حماس ضمانة تركية ، لتتطور الأمور مساء امس من خلال مصادر اسرائيلية مطلعة أشارت إلى ان حماس ربما تقدم جوابها الرسمي اليوم السبت او يوم غد الاحد للقاهرة ، لكن المعلومات الاسرائيلية تشير إلى ان حماس ربما تمرر موافقة لتنفيذ المرحلة الاولى الإنسانية من الصفقة دون اشتراطات على إسرائيل بانهاء الحرب ، بناء على رغبة الوسطاء ، ولكن حماس لاحقا ستضع العديد من الشروط الصعبة في وجه إسرائيل نحو ما يخص عدد المحتجزين الإسرائيليين المنوي الإفراج عنهم وعدد الاسرى الفلسطينيين الذين ستطالب بتحريرهم من السجون الاسرائيلية ..
مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات قال ان اجابة حماس ستكون : نعم ( ولكن) وان لكن تتضمن شروطا كبيرة ، مضيفا ان حماس لن تغلق باب التفاوض وستكون على الارجح جاهزة للوصول إلى اتفاق يتوافق مع مطالبها مع مزيد من المرونة ، وانها ستخوض مغامرة خطرة بالموافقة على تنفيذ مقترحات المرحلة الاولى التي تم وصفها بالإنسانية على ان تحصل على ضمانات ووعود في المراحل القادمة من المفاوضات ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إذا ما جاءت ردود حماس متوافقة مع الاستنتاجات الاسرائيلية ، هل تعلن إسرائيل لاحقا استعدادها لانهاء الحرب وهو اعلان بمثابة نصر لغزة وهزيمة لإسرائيل ، واذا أخلت إسرائيل بذلك ، ما هي الخطوة التالية ، في الوقت الذي تنتظر فيه إسرائيل الجواب لتحديد موقفها ، فإما توافق واما حرب على رفح ..
هل توافق حماس وتقول نعم ولكنها ستقول (ولكن ) وهل يمكن (للكن) ان تصبح نعم ام انها ستتحول لقول ( لا ) وبالتالي تعود اللاءات لتسيطر على الساحة السياسية والدبلوماسية لتشتعل النافذة العسكرية وتصبح عملية رفح البرية اقرب من اي وقت مضى ؟