أقلام وأراء

الخميس 04 أبريل 2024 11:04 صباحًا - بتوقيت القدس

استهداف المانحين وتجويع المدنيين

تلخيص

مع قرب دخول الحرب على غزة شهرها السابع يرتفع مستوى التحذيرات الدولية والأممية من انتشار المجاعة بين العديد من أهل القطاع الفلسطيني المكتظ، لاسيما في الشمال المحاصر كليا ..


وتشير ابرز التصريحات التي قدمها مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن هناك أسبابا "منطقية" تدعو للاعتقاد بأن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة ،وأن هذا الأمر يرقى إلى مستوى "جرائم الحرب" إذا ثبتت نية إسرائيل في ذلك ،مشددا على أن إسرائيل تتحمل "مسؤولية كبيرة" في إبطاء أو إعاقة عمليات دخول المساعدات إلى غزة، مشيرا إلى أن هناك أدلة على ذلك.


وأضاف "حالة حقوق الإنسان مأساوية لدرجة تتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار".


اضافة لهذه التصريحات كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد اتهم إسرائيل باستخدام "التجويع" سلاحا في قطاع غزة، وقال إن ما يحدث في القطاع يجب أن يتوقف فورا، مشددا على ضرورة التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.


ومع استفحال المجاعة التي باتت تهدّد معظم سكان القطاع المحاصر والمدمّر، البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة فان 300 ألف ممن بقوا في مناطق شمال غزة هم الأكثر معاناة من الجوع ونقص الماء وسوء التغذية، ويصعب الوصول إليهم.


لم تكن تلك الجريمة الوحيدة التي ترتكبها إسرائيل كسلاح لتجويع المواطنين في غزة ، وانما سعت منذ بداية العدوان لتفريغ وشطب دور وكالة الغوث وترك النافذة التي يلجأ لها المواطن الفلسطيني طلبا للإغاثة والإعاشة والمساعدة مقفلة تماما ، والقيام بدور اكبر من هذا التعدي في مؤامرة اخرى تستهدف من خلالها دور اي مؤسسة إنسانية تريد العمل في غزة لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، وعطفا على ذلك نشير إلى التصريح الذي قدمته امس المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز من إن إسرائيل قتلت "عن عمد" موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي في قطاع غــزة مضيفة في منشور لها على منصة إكس انه بحكم معرفتها بكيفية عمل إسرائيل، فتقييمها هو أن القوات الإسرائيلية قتلت عمدًا موظفي المطبخ المركزي العالمي حتى ينسحب المانحون وتستمر مجاعة المدنيين بصمت في غـزة.


وفي الإجمال، قُتل أكثر من 200 عامل إنساني في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، وفقا للمنظمات غير الحكومية، بينهم 165 على الأقل يعملون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأمر الذي يشير إلى سياسة اسرائيلية ممنهجة ومبرمجة لاستهداف منظمات الإغاثة الاممية ،ومن هنا لم يأت التصريح الجريء والمثير للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز من فراغ ، وانما نتاج حقيقة وأدلة دامغة تفرضها الوقائع على الارض ، فاسرائيل تسعى بكل الطرق لمحاربة قطاع غزة وتجويع اهله وناسه في محاولة لتركيعه كسياسة عقاب للجميع على هجمات السابع من اكتوبر ، وهذا يفند التصريحات التي يتسابق قادة الكيان بتغريدها وإطلاقها من انهم يحاربون المقاومة فقط ، فالكل مستهدف في القطاع وأعداد الشهداء والجرحى والنازحين والمعتقلين تؤكد ذلك وتوضح مدى تغول اسرائيل وانتهاجها اسلوبا وحشيا في التعامل مع مواطني القطاع ..


المجاعة سلاح رهيب تستخدمه اسرائيل وتسعى من خلاله لتركيع أمة تتحلى بالمجد والكبرياء ولن ترهبها الممارسات الاسرائيلية ، اما ما يخص الهيئات الاممية التي تسعى للدخول إلى القطاع لإنقاذ المواطنين وتوفير المساعدات لهم ، فهذا امر أصبح غاية في الخطورة لان ايا من هذه المؤسسات لن تقبل بارسال وفودها إلى منطقة غير آمنة ولا تأبه إسرائيل فيها للسلامة ، خوفا على مصيرهم في ضوء استهدافهم من آلة الحرب الاسرائيلية بهدف اخلاء وتفريغ ساحات القطاع من المانحين والداعمين والمؤازرين لتستمر محنة المواطنين المدنيين الجائعين وهذه بحق اكبر من جريمة حرب ، آن أوان وقفها فورا ومحاسبة اسرائيل وردعها على كل المستويات.

دلالات

شارك برأيك

استهداف المانحين وتجويع المدنيين

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترد على صفقة التبادل بعدوان متواصل

حديث القدس

احتلال معبر رفح

بهاء رحال

(كل جمعة)-- كونت لا دي نتنياهو

جواد العناني

احتجاجات الجامعات الأميركية: ماذا يفعل الفلسطينيون

مراد بطل الشيشاني

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

غسان عبد الله

فلسطين حرّة "من النهر إلى البحر"

أنيس فوزي قاسم

«رفح»... لا مفرّ؟

سوسن الأبطح

قمة البحرين.. مغادرة مربع الضعف ضرورة للأمن العربي ؟

فوزي علي السمهوري

عمليّة رفح محاولة يائسة لاقتناص إنجاز في اللحظة الأخيرة

سليمان أبو ارشيد

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

دور الداخل الفلسطيني

حمادة فراعنة

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ..؟

راسم عبيدات

"الطلبة يساهمون في صنع طريق التغيير وفلسطين هي معيار اختبار العدالة للجميع"

مروان أميل طوباسي

رفح تحت النار.. التصعيد الإسرائيلي يعمق أزمة غزة ويهدد استقرار المنطقة

فادي أبو بكر

قطر ورقة ضغط إسرائيل الخاسرة

سماح خليفة

ألتفاوض على الطريقة الفيتنامية والجزائرية..التفاوض تحت النار وبإسناد محور المقاومة

وسام رفيدي

قناة الجزيرة وانهيار سُمعة إسرائيل الهشّة

أحمد الحيلة

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 09 مايو 2024 9:40 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.98

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 242)

القدس حالة الطقس