قال من يعرف بوزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير ان الاعتداء على المسيحيين تقليد طبيعي ممارسته وهو ليس مخالفة لأية قوانين او مفاهيم، وهذا كلام في منتهى انعدام المسؤولية او حتى الشخصية، لأن فيه تبريرا وتشجيعا لهذه الاعتداءات التي قام ويقوم بها عدد من غلاة المتطرفين اليهود، ولا نستبعد بعد هذه الاقوال مضاعفة الاعتداءات من هذا النوع وشعور المعتدين بانهم يقومون بشيء طبيعي وعادي غير مخالف لأية مفاهيم.

ان اقوال بن غفير هذه يجب الا تمر بدون مساءلة ليس من المسيحيين فقط ولكن من المجتمع الدولي والمؤسسات العالمية وهي كثيرة وتدعو باستمرار الى عدم المس بأية حقوق لأية طائفة او جهات مختلفة، ولكنها تظل صامتة صمت اهل الكهف عن اقوال كهذه تصدر من شخص مسؤول وفي مركز رسمي كبير .. فالى متى هذا الصمت الجنوني الذي يشجع على الاعتداء واحتقار الآخرين؟!.

ما الذي يحمله بلينكن؟!
وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن سيزور اسرائيل والضفة الغربية خلال فترة قصيرة وحسب التقارير الاخبارية المتنوعة فان محادثاته في الجانب الاسرائيلي ستتمحور حول اتفاقية التطبيع مع السعودية ومستلزماتها، وبالمقدمة التنسيق الامريكي الاسرائيلي حول الخطوات التي يتعين على اسرائيل تنفيذها وبالمقدمة تقديم تسهيلات لصالح الفلسطينيين ومصادقة اسرائيل على طلب السعودية تخصيب اليورانيوم في اراضيها.

وحسب المصادر نفسها فان الادارة الامريكية ابلغت اسرائيل انه بدون تنفيذ خطوات هامة للفلسطينيين سيكون من الصعب موافقة مجلس الشيوخ على الصفقة الامنية - العسكرية مع السعودية وتشمل التطبيع، بينما تواصل الحكومة الاسرائيلية الاستخفاف بالمطالب الفلسطينية.

لم تطلب واشنطن انسحاب اسرائيل من الضفة وبمقدمتها القدس، ولا باقامة الدولة الفلسطينية، وانما بتقديم تسهيلات هي مجرد كلام في الهواء، لأن ما يطلبه شعبنا هو ليس مجرد تقديم تسهيلات، وانما انسحاب اسرائيلي كامل من الضفة واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولتنا الموعودة وازاحة المستوطنات التي تملأ الضفة وتلتهم الارض وتعمل على تهجير شعبنا وجعل اقامة الدولة امرا مستحيلا.

ان بلينكن يجيء لتسهيل الطريق للتطبيع بين اسرائيل والسعودية ولكن شعبنا الذي يتحمل كل اعتداءات الاحتلال ومخططاته التوسعية ويقاومها بكل ما لديه من امكانات، لن يقبل بما يخطط له بلينكن ولا بما تنفذه اسرائيل من اعتداءات، وسيظل صامدا صابرا وقويا ومدافعا عن حقه باقامة الدولة والعيش بسلام واستقرار ، ومهما طال الزمان او قصر فان المستقبل لنا مهما كانت التحديات والعقبات.