تشن اسرائيل في هذه الايام حربا ضد التعليم الفلسطيني في القدس وتحاول فرض المنهاج الاسرائيلي والغاء التعليم وفق المنهاج الفلسطيني وسحب الترخيص من اية مدرسة تتبعه، وهي تتخذ هذه الخطوات الاستبدادية اعتقادا منها ان خطوة كهذه ستغير المفاهيم والعقلية لدى طلاب الاجيال القادمة.
الكل يعرف ان التعليم هو الذي يعطي للطلاب المعلومات والمفاهيم الواسعة والمتكاملة، ولكنه بالتأكيد لا يعطي لهم ولا يصدقون اية مفاهيم غير مقتنعين بها او تتعارض مع مشاعرهم وانتماءاتهم الوطنية الراسخة في عقولهم وتفكيرهم.
ومن ابرز دلائل هذه الحقيقة ان الفلسطينيين داخل حدود ٤٨ يتعلمون المناهج الاسرائيلية بكل الابعاد والمطالب التي يريدها الاحتلال، ولكن ذلك، وكما نرى لم يغير المفاهيم ولا قلل من الاحساس بالوطنية والمسؤولية وواجب العمل والتصرف وفق ما يريدونه هم وليس ما تريده المناهج ولا الذين وضعوها وخططوا لها في اسرائيل.
والتهديد بسحب تراخيص المدارس التي لا تطبق النظام الاسرائيلي هذا، هو خطوة ابتزاز تتنافى مع كل القوانين والمفاهيم التعليمية والتربوية في كل العالم، ومهما فعلوا وحاولوا ففي النهاية بان الفلسطيني يظل فلسطينيا مخلصا مدافعا عن تاريخه وحقوقه ومستقبله، ويتعلم المنهاج الوطني حتى لو تم فرض كل المناهج الاسرائيلية وغيرها، لأن التعليم من خلال الكتاب يظل جزئيا وغير كامل، وطلابنا وطالباتنا يتعلمون التاريخ عبر ما يرونه من ممارسات للاحتلال، وما يعيشونه من معاناة واستبداد ويتوصلون بالتالي الى الموقف الوطني الرافض للاحتلال بكل مفاهيمه ومطالبه واستبداده، والتمسك بالحق الفلسطيني والمفاهيم الوطنية الصحيحة والتي لا تخفى على احد والايام القادمة بيننا وفيها اكبر واصدق دليل على ان المشاعر الوطنية لا تصنعها مجرد الكتب وانما التفكير والتفهم ورؤية ما يجري وما هو لهم ومن تاريخهم الماضي والمستقبل القادم والحاضر الواضح.
ان حرب اسرائيل ضد المدارس والتعليم والكتب في القدس الشرقية المحتلة هي بالتأكيد حرب خاسرة ولن تؤدي الى تحقيق ما يريدونه اطلاقا.
شارك برأيك
التعليم في القدس ومعركة اسرائيل الخاسرة