أقلام وأراء

الأربعاء 23 أغسطس 2023 9:57 صباحًا - بتوقيت القدس

مناطق 67 طاردة للاستيطان والمستوطنين

رغم أن سياسات حكومات المستعمرة التراكمية المتواصلة، تعمل إجرائياً، من خلال سلوكها العدواني العنصري على توحيد الفلسطينيين، باعتبارهم أعداء، طابور خامس، لم تتمكن من طردهم جميعا خارج بلادهم، فباتوا في خندق أمامي لمواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ولا خيار لكل منهما سوى مواجهة الاخر.


عملت سياسات المستعمرة على تمزيق الخارطة الجغرافية الإدارية للاراضي الفلسطينية من جهة، والتمزيق الوطني القومي الديني للفلسطينيين من جهة أخرى، سواء لفلسطينيي مناطق 48، او لفلسطينيي مناطق 67، وفصل فلسطينيي القدس عن اهل الضفة الفلسطينية، وكلاهما عن اهالي قطاع غزة.


في مناطق 48، سبق وأن سعت في تفصيلها بين العرب والشركس والارمن، وبين المسلمين والمسيحيين والدروز، وبينهم وبين البدو و هكذا بين الجميع على قاعدة "فرق تسد"، بهدف اضعافهم، وجعلهم يفتقدون لوحدتهم كشعب واحد، وقسمت المصالح والحقوق والامتيازات بينهم لتعميق التفريق والتباين ، طوال مرحلة الأحكام العرفية في مناطق 48 حتى العام 1967، حينما أوقفت الحكم العسكري المتسلط الذي كان مفروضا على مجمل فلسطينيي مناطق 48، وتم ذلك تمهيداً للتوسع واحتلال المناطق الفلسطينية عام 1967: مناطق الضفة والقدس والقطاع.


سياسات المستعمرة اليومية، وخاصة بعد ازدياد نفوذ الاتجاهات اليمينية السياسية المتطرفة وتحالفها مع الاتجاهات الدينية اليهودية المتشددة، بدت المعاملة موحدة في مضمون تعاملها مع كافة الفلسطينيين سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، وإن اختلفت في الإجراءات، ولكن النتيجة واحدة وهي أن الفلسطينيين، سواء كانوا مواطنين عرب "إسرائيليين" في مناطق 48، أو مواطنين فلسطينيين تحت إدارة السلطة الفلسطينية في مناطق 67، فالحصيلة واحدة ونتيجتها واحدة، أن ثمة شعب عربي فلسطيني موحد، يتجاوز السبعة ملايين نسمة يعيشون في وطنهم على امتداد خارطة فلسطين، وطنهم الذي لا وطن لهم غيره.


ولكن مثلما أن إجراءات حكومة المستعمرة تختلف من منطقة إلى أخرى، وأن مضمونها واحد، فالنضال الفلسطيني تتغير أشكاله الكفاحية من منطقة إلى أخرى وفق الظروف والمعطيات والأولويات، ولكن الهدف واحد وهو: تقويض المستعمرة والعمل على هزيمتها، واستعادة الشعب العربي الفلسطيني كامل حقوقه على كامل أرض وطنه فلسطين.


أدوات النضال وخياراته وأولوياته يجب أن تنسجم والظروف الحسية لكل منطقة، وهنا تكمن أهمية التوافق على البرنامج السياسي المشترك لكل الفصائل والأحزاب الفلسطينية، خاصة بعد أن غيّرت حركة حماس برنامجها نحو تحرير مناطق 67 وإعطاء الأولوية لإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية.


لذا يجب تركيز العمل الكفاحي في مناطق 67 لجعل القدس والضفة الفلسطينية طاردة للاستيطان والمستوطنين، وجعلها عنوان قلق ورعب لجيش الاحتلال وأجهزته طالما انه يحمي الاستيطان والمستوطنين، مما يعني تركيز العمل الكفاحي في مناطق 67، وترك مناطق 48 لأهلها في نضالهم المدني الديمقراطي السلمي لتحقيق المساواة في المواطنة والحقوق واستعادة أراضيهم المصادرة المنهوبة، ووقف التوسع على حساب قراهم وتوسيع خرائط البناء في أحياء مدنهم الضيقة.


النضال بأشكاله الكفاحية المتعددة في مناطق 67 ضد الاحتلال والاستيطان يجب أن تكون له الأولوية، على ما عداه من مناطق، تحقيقاً وتطلعا وانسجاماً مع القرارات الدولية المطالبة بالإنسحاب وفق القرار 242 وغيره من القرارات ذات الصلة، وقرارات الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة مراقب لدى الأمم المتحدة.

دلالات

شارك برأيك

مناطق 67 طاردة للاستيطان والمستوطنين

المزيد في أقلام وأراء

في انتظار الموت المؤجل ...

يونس العموري

القرار في غزة والجواب في القاهرة

حديث القدس

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

فوزي علي السمهوري

تناقض أم تكامل الخطابين: العسكري والسياسي

سماح خليفة

الحكومة, الانتخابات والوحدة: ما هي استراتيجية الخروج؟

د. دلال صائب عريقات

تحديات أمام الأحزاب

حمادة فراعنة

الشارع الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب ودفع الثمن

حديث القدس

الحجر بكى من وجع غزة

ريما محمد زنادة

الحرب على " ظهور الماعز"

عطية الجبارين

حصار إسرائيل وأميركا في الأمم المتّحدة

عائشة البصري

الهدنة وقرار اجتياح رفح

بهاء رحال

الاستحقاق الانتخابي في موعده

حمادة فراعنة

غزة ... والحرب العالمية الثالثة ... والعرب يتفرجون !!!

ابراهيم دعيبس

الهجوم الإسرائيلي على رفح محكومٌ بالفشل

محسن محمد صالح

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%4

(مجموع المصوتين 178)

القدس حالة الطقس