أقلام وأراء

السّبت 05 أغسطس 2023 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

الانشغال الإسرائيلي وامتلاك الضفة

في خضم الانشغال الإسرائيلي الداخلي فيما يتعلق بالقضاء والنزاع الجماهيري والسياسي مع الحكومة، واستمرار المظاهرات بين الطرفين المتنازعين مع ميزة حجم اتساع حِراك المعارضة، فإن الأمر لم ينعكس في مساحة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من جهة التنبّه لأهمية الحل، بما هو الأصل في كل المشاكل القائمة على جانبي الخط الأخضر، وما سينشأ عنها لاحقًا. وكأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد استطابت عملية الإهمال المتعمد للتسوية خاصة بعد أن توقفت عند اتفاق (ابرام-ترامب) الذي مكّن الإسرائيلي أن يتخذ موضع السيّد في منطقة "الشرق الاوسط"، ويهيمن على الدول العربية ومن لم تنصع لهذه الهيمنة الابرامية، فدورها قادم ضمن الصفقات اللاحقة.


الوضع الداخلي في المجتمع الإسرائيلي والتحييد العربي ضمن صفقة القرن، أتاح المجال الواسع لكل الخطط والأفكار الاستعمارية الاستيطانية لليمين الديني بأن يتمدد ويطبّق من خططه ما كان سابقًا غير قابل للتطبيق ويتم التعبير عنه بصوت خافت، ولكنه مع الوزراء الفاشيين الحاليين وخاصة "بن غفير وسموتريش" أصبح شغلهم الشاغل هو إحكام السيطرة على المساحة من أرض فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) المتفق دوليًا –وإن ضمنيًا لدى البعض-على أنها تمثل الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال.


الانشغال الإسرائيلي الداخلي ما بين تظاهرات وإضرابات وتعارضات ومساجلات لم يمنع من (إهمال أو رعاية) استمرار مسلسل القتل في الوسط العربي الفلسطيني من جهة وهذه مساحة تشتيت مقصودة في أحد جوانبها، كما أنه زاد وعظّم من قوة المستوطنين وعصاباتهم في سرقة الأرض والاعتداء المحمي من الجيش على الناس في الضفة الغربية ووصل الأمر لإظهار ما كان مخفيًا من مخططات من مثل خطط (الاستيطان الرعوي) الذي يبتلع مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية، الى جانب (الاستيطان السياحي) الذي سيمكّن الإسرائيلي من الاستيلاء على مساحات واسعة من الضفة الغربية،إضافة لما هو قائم من تدمير لممتلكات الفلسطينيين وتثبيت مراكز أستيطانية بالمنطاق (ج)، ثم الانتقال الفعلي للسيطرة حتى على المناطق (أ) والمناطق (ب) وليس فقط المصنفة (ج).


لقد تمكن المستوطنون وزعاماتهم والعصابات من تثبيت ملكيتهم بل وحكمهم للأرض بالضفة الغربية كلها، وهاهم فعليًا يقيمون أسس دولتهم بلا أدنى شك.
بهذا الشأن يذكر تقرير مركز الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أنه "من موقعه الجديد كوزير استيطان في وزارة جيش الاحتلال يدفع الإرهابي سموتريتش بالتواطؤ مع نتنياهو لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وفي الوقت نفسه يخطط لهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين ليس في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية وحسب، بل وفي المناطق المفتوحة في (أ ) و (ب) ويقوم بتقليص إخطارات الهدم وعمليات الرقابة القانونية على البناء غير القانوني في المستوطنات والبؤرالاستيطانية، مقابل زيادة كبيرة في عمليات الهدم والرقابة على البناء الفلسطيني ويستعين لهذا الغرض بما تسمى بدائرة الاستيطان التي أوكل رئاستها للمدعو يهودا إلياهو الذي كان قد أقام معه منظمة "ريغافيم" الإرهابية التي تخوض حربًا شاملة ضد البناء الفلسطيني تبدأ برصد وتوثيق ما يسمى بالمخالفات وتنتهي بهدمها بالتعاون مع جيش الاحتلال."


رغم حرارة الصيف وحرارة الخلافات الإسرائيلية الداخلية، يشتد سُعار الاستيطان الاستعماري، وتهويد القدس والضفة. وبناء الحواجز الاستيطانية الدائمة بين شمال ووسط وجنوب الضفة، وتتواصل عمليات التهويد مقترنة بعمليات الهدم لمنازل ومنشئات الفلسطييين بما أسماه التقرير الهدم العسكري، والهدم العقابي، والهدم الإداري، إضافة للهدم القضائي المتواطيء.


يظهرمما سبق أن لاصلة بين مجال الانتباه والتركيز السياسي الإسرائيلي الأساسي وبين ما يحصل بالضفة بتاتًا، وكأن ما يحدث من تظاهرات عارمة قد أفاد أو تم استغلاله كثيرًا لصالح الخطة الاستيطانية من حيث التشتيت وتحويل الأنظار.
المستوطنون ووزرائهم وحكومتهم المتواطئة يحققون بأفعالهم العدوانية اليومية استجلاب الثورة والانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، حينما يندفعون لسلب ما بقي من الأراضي حتى في ألف وباء، مع ما تسلبه أفعالهم الاستفزازية المقصودة من أمن وكرامة بشكل يومي.

دلالات

شارك برأيك

الانشغال الإسرائيلي وامتلاك الضفة

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 211)

القدس حالة الطقس