Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 03 يونيو 2023 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس

النكبة تتكرر في مسافر يطا

سمحت السلطات الإسرائيلية بإقامة " ٦" بؤر استيطانية عشوائية في منطقة مسافر يطا، جنوب الخليل، بعد أن صادقت المحكمة العليا، على طرد السكان الفلسطينيين الأصلانيين من هذه المنطقة، بذريعة أنها تستخدم للتدريبات العسكرية وإطلاق النار الحي.


لقد صدر قرار الطرد الجماعي من اعلى سلطة قضائية في اسرائيل ضد آلاف المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في مسافر يطا منذ مئات السنين، حيث يقبعون في كهوف وبيوت بسيطة ويعتاشون على الزراعة وتربية المواشي، والان باتوا بلا مأوى واصبحوا مشتتين في عدة مناطق، فيما يعيد الى الاذهان مشاهد نكبة العام ٤٨ التي تعرض لها شعبنا .


ان ما جرى في منطقة المسافر ، يعتبر جزءا من الحرب الشاملة التي تشنها اسرائيل على ابناء شعبنا في الاراضي الفلسطينية، وخاصة في مناطق شمال وجنوب الضفة الغربية وفي المنطقة المصنفة "سي" وفق اتفاق اوسلو ، حيث قرر سموتريتش وبضوء اخضر من نتنياهو، زيادة عدد المستوطنين في الضفة الى نحو مليون مستوطن ، وهو ما يهدف الى احداث توازن ديمغرافي في نفس البقعة الجغرافية التي يسكنها الجانبان،ما يعني ان اسرائيل تدفع الى حرب شاملة في المنطقة تأكل الاخضر واليابس.


وما جرى في المسافر ليس ببعيد عما يجرى في القدس من عملية تطهير عرقي بحق المواطنين المقدسيين والتضييق عليهم في كل سبل ومجالات الحياة بهدف دفعهم الى الهجرة عن المدينة واللجوء للسكن في محيطها، وذلك يرمي الى جعل القدس العربية الاسلامية ذات اغلبية يهودية في المدى القريب.


كما يتزامن ذلك ايضا، مع تلويح اسرائيل، بتنفيذ عملية "سور واقي ٢" في الضفة الغربية على غرار ما جرى في انتفاضة الاقصى التي اندلعت عام ٢٠٠٠، حيث تقول اسرائيل ان هناك خلايا مسلحة يجب اجتثاثها من جذورها وخاصة في نابلس وجنين وطولكرم، وهذا لا يتأتى الا بعملية عسكرية واسعة النطاق في تلك المناطق، ما يعني ان دماء كثيرة وغزيرة ستهرق في طول الوطن وعرضه، فيما المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا ويكتفي ببيانات الشجب والادانة والاستنكار والتي لا تحمي الشعب الفلسطيني ولا تحقق له العدالة .


وبالعودة الى مسافر يطا، فإن اقرار اسرائيل اقامة "٦" بؤر استيطانية في المنطقة الشاسعة المساحة، هو مقدمة لتحويلها الى مستوطنات كبيرة وواسعة في اطار التنفيذ التدريجي لخطة سموتريتش بدفع نحو نصف مليون مستوطن جديد الى الضفة الغربية من شمالها الى جنوبها ليصبح العدد يناهز المليون كما ذكرنا آنفا، لتتحول بذلك الى دولة للمستوطنين الذين توفر لهم اسرائيل السلاح والحماية والتحصين، في مواجهة المواطن الفلسطيني الاعزل الا من ارادته في البقاء والصمود على ارض الاباء والاجداد وحمايتها بكل المقدرات المتاحة مهما كلف ذلك من ثمن.


امام ذلك، نرى اننا نواجه نكبة جديدة، فقبل نحو اسبوعين تم طرد السكان البدو من منطقة عين سامية في محافظة رام الله والبيرة وامس، يتم طرد سكان مسافر يطا واحلال المستوطنين مكانهم، وهذه بتقديرنا نذر تهجير جديدة تنتظر الشعب الفلسطيني الذي يصرخ بأعلى الصوت "نريد حماية دولية من آخر احتلال في التاريخ البشري".

دلالات

شارك برأيك

النكبة تتكرر في مسافر يطا

المزيد في أقلام وأراء

أكلت يدها

عيسى قراقع

يان بيتر هامرفولد... حين وجدت فلسطين في قلب نرويجي

اياد أبو روك

تحقيق هآرتس: مكتب رئيس الوزراء اختار جهة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلف ظهر المؤسسة...

ترجمة مصطفى إبراهيم

القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين

عصام أبوبكر

الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل

مصطفى ابراهيم

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

تحولات لصالح فلسطين

نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار

أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر

حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي

ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟

تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1273)