أقلام وأراء

السّبت 03 يونيو 2023 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

وليس حدادا لدينا يصنع السيوف

في كل مرة تحل فيها ذكرى النكسة ، يقفز الى ذهني قولان ، الأول لسيد المقاومة حسن نصر الله ، من ان إسرائيل آنذاك احتلت كل ما احتلته من باقي فلسطين الى مصر الى سوريا الى الأردن الى لبنان في ست ساعات لا في ستة أيام ، والقول الثاني للشاعر نزار قباني "وليس حدادا لدينا يصنع السيوف" من قصيدة طويلة شهيرة بعنوان "هوامش على دفتر النكسة" .


الأول ، استطاع في غضون عشرين سنة من تأسيس حزبه ان يحرر جنوب لبنان بعد ان اجتاحته القوات الإسرائيلية ومعه عاصمته التاريخية الاجمل من بين كل عواصم العرب "بيروت" ، والمجازر التي ارتكبتها في مخيمات الفلسطينيين ، والجيش المصطنع الذي اوجدته في الجنوب، "أنطوان لحد وسعد حداد والأرز" عبر تفسيخ الشعب الواحد وتقسيمه الى طوائف وملل وكتائب، كل ذلك انتهى تقريبا مع انسحاب آخر جندي إسرائيلي او لحدي عميل في أيار عام 2000 تحت ضربات المقاومة اللبنانية والفلسطينية بقيادة هذا الحزب وهذا الشيخ الثائر بدون توقيع أي اتفاق مع هذه الدولة التي قال عنها أنذاك انها اوهن من بيت العنكبوت .


أما الثاني فهو الشاعر نزار قباني،الذي قدم تحليلا فكريا وتشخيصا عميقا للهزيمة / النكسة ، في القصيدة الملحمة "هوامش على دفتر النكسة" التي مر عليها الآن ست وخمسين سنة ، دون ان يذهب النظام العربي لقراءة هذه الهوامش ولا حتى الى فتح الدفتر . فرأيناهم بدلا من محاربة إسرائيل يذهبون الى مصالحتها ، وفتح سفارات وتبادل سفراء وسجاد أحمر ورفع علمها مرفرفا في أثير سمائنا ؛ كامب ديفيد فأوسلو فوادي عربة فاتفاقيات ابراهام ، ناهيك عما هو تحت الطاولة في العديد مما تبقى من عواصم العرب .


في القصيدة الملحمة ، نعى لنا نزار (اللغة القديمة والكتب القديمة ونهاية الفكر الذي قاد الى الهزيمة . لأننا ندخل الحرب بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة، بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة ، وبمنطق الطبلة والربابة ..) . ثم استعرض تاريخنا الحديث والبعيد والموغل في القدم (خمسة آلاف سنة... ونحن في السرداب، ذقوننا طويلةٌ ، نقودنا مجهولةٌ، عيوننا مرافئ الذباب) .. و اقترح أن نكسر الأبواب ونغسل الأفكار والأثواب .. (جربوا أن تقرأوا كتاب... أن تزرعوا الحروف والرمان والأعناب )... وعرج على نفطنا الدافق في الصحاري (أن يستحيل خنجراً... من لهبٍ ونار... لكنه...وا خجلة الأشراف من قريشٍ ، يراق تحت أرجل الجواري .. نجعل من اقزامنا ابطالا ومن أشرافنا أنذالا... نرتجل البطولة ارتجالا... نقعد في الجوامع... تنابلاً... كسالى ، ونشحذ النصر على عدونا... من عنده تعالى...... لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم... لا تلعنوا الظروف .. فالله يؤتي النصر من يشاء وليس حداداً لدينا ... يصنع السيوف ).

دلالات

شارك برأيك

وليس حدادا لدينا يصنع السيوف

المزيد في أقلام وأراء

جرائم ضد الإنسانية

حديث القدس

تحذيرات بايدن والفعالية المنقوصة--

حسن ابو طالب

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

بكر عويضة

رغم نفاق الاعلام الغربي .. هزمت إسرائيل...

فتحي كليب

أسباب تغيير الموقف الأميركي ودوافعه

حمادة فراعنة

حول مقولة (المسرحية) واستدخال الهزيمة

وسام رفيدي

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل أول الرصاص وأول الحجارة

عباس زكي

١٧ نيسان : فلتهز صرخة أسرى فلسطين المدوية أرجاء العالم

حديث القدس

إيران ضربت إسرائيل في حزامها

حمدي فراج

الفلسطينيون والمنطقة بدون الأونروا؟!

علي هويدي

مقبرة مستشفى الشفاء الإجرامية

حمادة فراعنة

جبهة الضفة الغربية تشتعل

راسم عبيدات

الاحتلال الإسرائيلي وترتيبات اليوم السابق لانتهاء الحرب على غزة

محسن محمد صالح

تومــاس فريدمــان والنصائح المسمومة‎

هاني المصري

"الاستدامة والابتكار: كيف تغير البنايات الذكية المشهد العمراني؟"

المهندس حسين هريش

إسرائيل تقرر ضرب ايران والشرق الأوسط في حالة غليان

حديث القدس

عيدُ غزةَ .... ؟!

عطية الجبارين

هُزمت إسرائيل.. فهل انتصرت المقاومة؟

ياسر سعد الدين

مسرح أم لا مسرح...

سهيل كيوان

ضربة محدودة بقرار مسبق

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%71

%24

%5

(مجموع المصوتين 124)

القدس حالة الطقس