أقلام وأراء

الأربعاء 31 مايو 2023 10:58 صباحًا - بتوقيت القدس

أيمن عودة والنظام السياسي العربي في البلاد.. الى أين؟

أعلن النائب أيمن عودة رئيس قائمة الجبهة للسلام والمساواة، في بيان شخصي مصوّر بثه مساء الثلاثاء السادس عشر من مايو/ أيار 2023، أنه اتخذ قرارًأ شخصيًا يقضي بعدم الترشح للدورة المقبلة للكنيست الإسرائيلي في إطار قائمة الجبهة الديمقراطية ، مؤكدًا استمرار عضويته الحالية حتى الدورة المُقبلة في عام 2026.


وأضاف عودة في بيانه أنه سيسعى من أجل بناء أوسع وحدة مبنية على خط وطني كريم وعلى البرنامج السياسي الذي أوصلنا إلى 15 مقعدًا في الكنيست، مشيرًا إلى أنه سيكرّس المرحلة المقبلة لـ"إحلال السلام بين الشعبين"، على حد تعبيره.
واعترف عودة أنه اتخذ أصعب القرارات في حياته السياسية مضيفًا أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة للكنيست في إطار الجبهة.


ولم يكشف عودة عن سبب هذه الخطوة، لكنه قال: “القضية المركزية التي سأعمل كل جهدي من أجلها هي المساهمة الجدية والمنهجية من أجل القضية الأكبر، القضية الأم، وهي إنهاء الاحتلال”.


وكان عودة وفي مارس/آذار 2020، قد ترأسَ تحالفاً مكوناً من 4 أحزاب عربية (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة)، تحت اسم “القائمة المشتركة”، التي حصلت آنذاك على 15 مقعداً، لتصبح ثالث قوة بالكنيست.


وعشية الانتخابات التي جرت في مارس/ آذار 2021، انشقت “القائمة الموحدة”، برئاسة منصور عباس عن “القائمة المشتركة”، وخاضت الانتخابات بشكل منفصل، وحصلت على 4 مقاعد، بينما حصلت “المشتركة”، بأحزابها الثلاثة الأخرى، على 6 مقاعد.


وفي الانتخابات الأخيرة، التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تفككت “القائمة المشتركة” رسمياً، بعدما خاض حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” الانتخابات من دون الحزبين الآخرين، ولم يتجاوز عتبة الحسم، وهي 3.25 بالمئة من أصوات الناخبين الصحيحة، فيما حصل تحالف الحزبين المتبقيين الجبهة والتغيير على 5 مقاعد.


وقد أحدث قرار الاستقالة القادمة لأيمن عودة هزّة أرضية خفيفة على النظام السياسي العربي في البلاد، حيث اننا لم نسمع تصريحات وتعليقات جدية من قبل كبار السياسيين في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ولم يستغل عودة المؤتمر السنوي العام الذي عقد في أواخر شباط\ فبراير الماضي في شفاعمرو للإعلان عن هذه الاستقالة، وكان إعلانه هذا نابعًا أكثر مما يدور في مخيلته عن استمراره في العمل السياسي مستقبلًا بدون أن يعير الأهمية الكافية للجبهة، ودار صراع قوي في مؤتمر الجبهة بين القوى الشبابية الصاعدة والنواب الذين امضوا ويمضون مددًا طويلة في نفس المراكز ولم تكن هنالك تحضيرات جدية للانتخابات المحلية والبلدية المقبلة، كما أنه لم يكن نوع من استخلاص العبر من الفشل الذريع في الانتخابات الماضية حيث حققت الجبهة بقيادة أيمن عودة ثلاثة مقاعدة مناصفة المقعد الخامس مع احمد طيبي.


كما أنه لم يكن هنالك أي جدل جدّي بكلّ ما يتعلّق بعدم خوض الانتخابات الماضية مع التجمع والذي أدى إلى خسارة التجمع والذي أدى إلى خسارته وعدم عبوره نسبة الحسم إضافة إلى صعود رئيس القائمة الموحدة منصور عباس، ولم يكن هنالك أي اتهام مباشر داخل الجبهة في أجهزتها وفي إعلامها لأيمن عود للسبب الحقيقي في عدم حصول القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة على 15 مقعدًا بل على خمسة مقاعد.


ولا نعرف بالضبط ما هي الأهداف الحقيقة لعدم إجراء نقاش جدي وحقيقي في عدم تحقيق النائب أيمن عودة أي تقدم أو إنجازات جدية في قيادته للجبهة للسلام والمساواة خاصة وللجماهير العربية عامة.


حيث فضل الاستمرار في وحدته مع قائمة العربية للتغيير بقيادة احمد الطيبي وتنازل عن حلفه مع التجمع ولم يعِ النوايا الحقيقية لاستراتيجية منصور عباس بالانسحاب من المشتركة وقبوله المشاركة باي حكومة مقبلة أوصلته إلى حكومة لبيد بينت ويمكن القول إن عدم تمسّك أيمن عودة بثوابت القائمة المشتركة لتوحيد كافة القوى وخاصة التمسك بالتجمع كحليف استراتيجي أودى في نهاية الامر بتفككها وصعود حكومة نتنياهو بن غفير.


على عكس ما أعلنه في خطاب الاستقالة بأن أكبر إنجازاته كانت إقامة القائمة المشتركة والحفاظ عليها.


وعلى عكس ما أعلنه بأن القائمة المشتركة كانت من اكبر إنجازات العرب الفلسطينيين في هذه البلاد بقيادة النائب عودة، الا انها كانت إنجازات حبر على ورق حيث لم تحقق أي تقدم في ماهية العمل السياسي العربي ولم تنتخب أشخاصًا جددًا، كان يمكن أن يمثّلوا المجتمع العربي في البلاد فمع أنه سافر العديد من المرات إلى الولايات المتحدة واجتمع ببعض من أعضاء الكونغريس في مبنى الكابيتول وكتب في صحيفة نيويورك تايمز عددًا من المقالات، إلا أن هذا كله لم يحدث تغييرًا جذريًا وحقيقيًا في وضع العرب في المجتمع الدولي حيث بقي التأييد الاعمى لهذه الشريحة اليهودية في نيويورك وواشنطن تأييدًا غير متناهٍ لإسرائيل، وكان عليه التوجه فقط إلى بعضٍ من الليبراليين الذين يؤمنون بحتمية الارتباط الحتمي بين إسرائيل والولايات المتحدة.


ومرة ثانية وبكلّ ما يتعلّق بإعلانه الاستقالة في الانتخابات المقبلة، فقد كان من الاجدر له أن يعلن ذلك مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات وان يأخذ على عاتقه مسؤولية الخسارة وانخفاض تأييد الجبهة لتصبح القوة الثانية في المجتمع الفلسطيني!!


وهنالك أهمية فائقة في هذا الشأن تتبدى باستراتيجيته التي تتلخص بأنه لم يجرؤ على خوض الانتخابات بدون التحالف مع الحركة العربية للتغيير لمخاوفه الحقيقية من ألا تعبر الجبهة نسبة الحسم.


أما اليوم فهنالك خطر حقيقي على القوائم العربية في الانتخابات المقبلة في حال لم تصغ استراتيجية واضحة المعالم، تنتخب فيها الأحزاب شخصيات شابة وفاعلة ومؤثرة يمكنها أن تعمل بأسس ومنطق مختلف كليًا عما عملت فيه السياسية العربية منذ العشرين عامًا الأخيرة، وهذه المفاهيم تتعلّق أيضا بقائمة الجبهة للسلام والمساواة التي تملك رصيدًا نضاليًا ضخمًا واسعًا في المجتمع العربي، إضافة إلى قوى جديد يمكنها أن تظهر على السطح، لكن بدون أن تكون سياسة القائمة الموحدة هي الطاغية والمستميتة للمشاركة في أي حكومة حالية او مستقبلية.


وعلى الرغم من أن أيمن عودة يستمر بعدم الكشف عن أوراقه أين يذهب مستقبلًا، فإني اقترح عليه أن يدون تلك التجربة السياسية القصيرة وينشط على كتابة مذكراته، كي نتفحّص نحن الباحثين ماذا جرى في تلك السنوات السابقة من العمل السياسي العربي.

دلالات

شارك برأيك

أيمن عودة والنظام السياسي العربي في البلاد.. الى أين؟

المزيد في أقلام وأراء

مساومة أميركية اسرائيلية على دماء الفلسطينيين

حديث القدس

أمريكا تريدها وهماً تفاوضياً وإسرائيل تسعى لمنعها واقامة الدولة الواحدة اليهودية العنصرية

مروان أميل طوباسي

من يردع عصابات المستوطنين ومن يحمي شعبنا؟

بهاء رحال

في معاني الليلة الإيرانية

أحمد جميل عزم

"اسرائيل" ومأزق الرد وعدم الرد

راسم عبيدات

دعوات الصقور لضرب إيران الآن مخطئة

مارك شامبيون

جرائم ضد الإنسانية

حديث القدس

تحذيرات بايدن والفعالية المنقوصة--

حسن ابو طالب

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

بكر عويضة

رغم نفاق الاعلام الغربي .. هزمت إسرائيل...

فتحي كليب

أسباب تغيير الموقف الأميركي ودوافعه

حمادة فراعنة

حول مقولة (المسرحية) واستدخال الهزيمة

وسام رفيدي

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل أول الرصاص وأول الحجارة

عباس زكي

١٧ نيسان : فلتهز صرخة أسرى فلسطين المدوية أرجاء العالم

حديث القدس

إيران ضربت إسرائيل في حزامها

حمدي فراج

الفلسطينيون والمنطقة بدون الأونروا؟!

علي هويدي

مقبرة مستشفى الشفاء الإجرامية

حمادة فراعنة

جبهة الضفة الغربية تشتعل

راسم عبيدات

الاحتلال الإسرائيلي وترتيبات اليوم السابق لانتهاء الحرب على غزة

محسن محمد صالح

تومــاس فريدمــان والنصائح المسمومة‎

هاني المصري

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%24

%5

(مجموع المصوتين 127)

القدس حالة الطقس