الهجمة الاحتلالية على مناهج التعليم الفلسطينية ليست وليدة اليوم ، بل انها تزداد تصعيدا في هذه الايام بهدف النيل من الرواية الفلسطينية الحقيقية واستبدالها بالرواية الاسرائيلية المزيفة، وتدريسها للطلبة الفلسطينيين على اعتبار انها الرواية الصحيحة في محاولة لترسيخها في عقولهم ظناً منها بأن من شأن ذلك ، جعلهم ينسون الرواية الفلسطينية الصحيحة وبالتالي التعايش مع الاحتلال ومحو الذاكرة الفلسطينية وغيرها من الامور الاخرى التي تستهدف الاجيال الفلسطينية خاصة بعد فشل سلطات الاحتلال في ارغام شعبنا على الرحيل عن ارضه سواء عبر ممارساتها وجرائمها التي لا تعد ولا تحصى او من خلال تقديم ما يلزم من تسهيلات لهم للرحيل، ولكن هيهات ان تنجح في ذلك، رغم كل ما تقوم به وقامت به من ممارسات وانتهاكات وصلت لحد جرائم الحرب.
فعلى صعيد المنهاج الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإن دولة الاحتلال تقوم بتحريض الدول الداعمة لدولة فلسطين ماديا، من خلال اتهام المناهج الفلسطينية بانها تحريضية ضد دولة الاحتلال ، ولا يؤدي الى ما يسمونه السلام رغم ان دولة الاحتلال هي التي ترفض السلام وتعمل على ضم الضفة الغربية اليها من خلال مصادرة الاراضي واقامة المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها وشرعنة البؤر الاستيطانية ورصد الاموال الكبيرة لزيادة عدد المستوطنين في الضفة بما فيها القدس ليصل الى اكثر من مليون مستوطن في غضون سنة او سنتين ، وهذا ما صرح به اكثر من مسؤول في حكومة نتنياهو الاكثر يمينية وعنصرية في تاريخ حكومات دولة الاحتلال التي اقيمت على انقاض شعبنا بدعم من الدول الاستعمارية.
وهذا التحريض الاحتلالي على المناهج الفلسطينية ادى الى قيام بعض الدول التي تدعم التعليم بتشكيل لجان لدراسة التحريض الاسرائيلي ولكن بقيت المناهج الفلسطينية على حالها حيث تتضمن الرواية الفلسطينية الحقيقية ، وفشلت دولة الاحتلال في هذا التحريض، ولكن بين الفينة والاخرى تقوم دولة الاحتلال بالعودة لهذا التحريض وحث الدول التي تقدم الدعم المادي وسواه على وقف هذا الدعم وتقوم بهدم المدارس التي يساهم في بنائها الاتحاد الاوروبي خاصة في منطقة الاغوار وقضاء الخليل وبيت لحم.
اما على صعيد القدس المحتلة فحدث ولا حرج ، فإن دولة الاحتلال تعمل ليل نهار على تغيير المناهج الفلسطينية واستبدالها بمناهج اسرائيلية، بهدف مسح الذاكرة الفلسطينية ، وتعميم الرواية الاسرائيلية الكاذبة والمزورة والمناقضة للتاريخ والحقائق.
وفي هذا السياق هددت المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني باغلاقها في حال مواصلتها تدريس هذا المنهاج وعدم استبداله بالمنهاج الاسرائيلي الذي يحذف منه كل ما يتعلق بفلسطين وانتماء شعبنا لهذه الارض الاسلامية والعربية.
كما انها اي سلطة الاحتلال تقدم الاغراءات المالية للمدارس التي توافق على تدريس المنهاج الاسرائيلي المزيف والمزور، وتمارس كل اشكال التضييق على المدارس الاخرى.
وباختصار شديد فإن المطلوب في مواجهة ذلك هو ان يكون تمويل التعليم بالكامل من قبل الجهات الفلسطينية المسؤولة، وبالتعاون مع رجال الاعمال الفلسطينيين الذين قدموا ومن واجبهم مواصلة تقديم العون في هذا المجال خاصة وان التعليم هو عماد الامة، وعماد شعبنا الفلسطيني ، وعدم انتظار الدعم من الخارج خاصة من الدول الغربية التي هي منحازة لدولة الاحتلال بالكامل.
شارك برأيك
التمويل الذاتي ضرورة للحفاظ على المناهج التعليمية