أقلام وأراء

الإثنين 22 مايو 2023 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس

الى متى سنبقى نستجدي العالم؟

في تحد جديد ليس فقط للجانب الفلسطيني، بل وللعالم العربي والاسلامي، والعالم أجمع، عقدت حكومة الاحتلال جلستها الاسبوعية في الانفاق التي حفرتها تحت المسجد الاقصى، كما ان وزير الامن القومي بن غفير اقتحم المسجد الاقصى على رأس مجموعة من المستوطنين للمرة الثانية منذ اصبح وزيراً في حكومة نتنياهو.


والى جانب كل هذا التحدي والاستفزاز، هاجم نتنياهو ما يتعلق بخطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للامم المتحدة، حول فلسطينية وعربية واسلامية المدينة، بزعمه بأنها كانت عاصمة لإسرائيل قبل فرنسا ولندن وواشنطن.


ان هذا التمادي الاحتلالي في التصعيد بالمدينة المقدسة، هو نتيجة حتمية لضعف المواقف الفلسطينية والعربية والاسلامية من مدينة القدس، كما ان افلات دولة الاحتلال من العقاب على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، يشجعها على التمادي بالمس بالمسجد الاقصى وسائر الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ليس في القدس وحدها ولكن في سائر انحاء فلسطين التاريخية.


وجميع هذه التحديات وغيرها ما كان لها ان تتم لولا الدعم الاميركي والغربي الاستعماري لدولة الاحتلال، وتوفير الحماية لها من العقوبات التي قد يفرضها عليها المجتمع الدولي نتيجة جرائمها والتي وصلت منذ زمن لمستوى جرائم الحرب التي تحاسب وتعاقب عليها المحاكم الدولية وفي مقدمتها محكمة جرائم الحرب والجنائية الدولية.


فأمام ذلك كله لم تعد تجدي بيانات الشجب والاستنكار على ما تقترفه دولة الاحتلال يومياً بحق شعبنا وارضه وسائر ممتلكاته ومقدساته، بل على العكس من ذلك فإن دولة الاحتلال لم ولن تعيرها أي اهتمام لأنها تعتبر نفسها فوق القوانين والاعراف الدولية، ما دامت امريكا والغرب يوفرون لها الحماية من العقوبات ويشجعونها على انتهاكاتها لحماية مصالحهم في المنطقة، ولمنع اقامة وحدة عربية حقيقية على ارض الواقع.


وليس أمام الجانب الفلسطيني من سبيل لمواجهة هذه الجرائم والانتهاكات، سوى انهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة هذه التحديات، التي لولا الوضع الفلسطيني المتشرذم لما استطاعت دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين القيام بما يقومون به حالياً في اطار محاولاتهم مواصلة تهويد المدينة المقدسة وتضييق الخناق على المقدسيين لارغامهم على الرحيل.


فكفى مناشدات للمجتمع الدولي لحماية شعبنا من الاحتلال، لأن هذا المجتمع، ما دامت أميركا على رأسه، فإن غالبية دوله تغط في سبات عميق، ما دام أصحاب القضية منقسمين ولا حول لهم ولا قوة لمواجهة هذا الاحتلال الغاشم. فاليوم وفي هذه المرحلة فإن القوة هي التي تتحكم في العالم، وان الضعفاء لا يجدون أي محل لهم في هذا الكون الذي تحكمه شريعة الغاب.


فلا مجال أمام الفلسطينيين والعرب سوى استخدام نفوذهم وتقوية أنفسهم ليس فقط لإرغام الاحتلال على التراجع عن جرائمه، بل ليكون لهم التأثير في العالم وقراراته، فإلى متى سنبقى ضعفاء ونستجدي المجتمع الدولي ليعيد لنا حقوقنا، والذي لم ولن يعيدها لنا سوى وحدتنا التي هي طريق الانتصارات.

دلالات

شارك برأيك

الى متى سنبقى نستجدي العالم؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

ابو بشارة قبل 11 شهر

بالله عليكم يا حديث القدس، كم مرة تكررت مقالتكم حول نفس الموضوع؟

المزيد في أقلام وأراء

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

"نيتساح يهودا" ... رشوة سخيفة ونكتة سمجة في قصة هزلية

تيسير خالد

مئتا يوم على حرب إبادة غزة

بهاء رحال

يحق لحماس أن تتباهى

حمادة فراعنة

التقرير الأخير حول عمل الاونروا.. دسمه قليل وسُمه كثير

سامي مشعشع

نتنياهو ومحاولات قتل الأسرى الإسرائيليين في غزة

حمزة البشتاوي

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 164)

القدس حالة الطقس