في ضوء الاوضاع الراهنة التي تعيشها قضية شعبنا والمؤامرات التي تحيط بها من كل حدب وصوب، لا بد من إعادة التأكيد على المؤكد، وهو ان أهل مكة أدرى بشعابها، وان الفلسطينيين وحدهم هم الذين يستطيعون جعل العرب والمسلمين ان يحولوا دعمهم اللفظي، الى دعم عملي لمواجهة تحديات المرحلة، خاصة وان دولة الاحتلال انتقلت من مرحلة ادارة الصراع الى محاولات انهاء هذا الصراع لصالحها من خلال الجرائم التي ترتكبها يومياً بحق شعبنا لإرغامه على رفع الراية البيضاء والهجرة الطوعية الى خارج فلسطين ليتسنى لدولة الاحتلال الاستيلاء على ما تبقى من الارض الفلسطينية في الضفة الغربية ومواصلة تهويد وأسرلة القدس وتزوير تاريخها وتغيير معالمها والنيل من المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين. وإلا ما معنى ان يوعز الوزير المتطرف سموتريتش للوزارات المعنية بالاستعداد لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية الى نصف مليون ليصبح عددهم أكثر من مليون شخص في غضون سنوات معدودة وربما خلال فترة هذه الحكومة الاسرائيلية الاكثر تطرفاً وعنصرية وعداء للفلسطينيين خاصة والعرب والمسلمين عامة.
وما معنى التصعيد العدواني الاحتلالي في الضفة وقطاع غزة وفي القدس من عمليات قتل بدم بارد واجتياح لمناطق «أ» الخاضعة للسلطة الفلسطينية واعتقال العشرات يومياً والزج بهم في سجون الاحتلال، عدا عن جرائم قطعان المستوطنين اليومية من عمليات حرق للمنازل وتقطيع للاشجار ومصادرة الاراضي والتوسع الاستيطاني وسلسلة الهجمات العدوانية التي طالت ليس فقط الانسان الفلسطيني بل كل مقومات الحياة.
وخوفاً من قيام الشبان بتفضيل الهجرة للخارج والذي تريده دولة الاحتلال أمام انعدام آفاق المستقبل أمامهم جراء الممارسات والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، ولإفشال سياسات ونهج الاحتلال في انهاء الصراع لصالح دولة الاحتلال، فإن أولى أولويات الجانب الفلسطيني الذي يشكل رأس حربة في مواجهة الاحتلال، فإن الواجب الوطني والاخلاقي يحتم على الجميع إعلاء المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية والشخصية والعمل على وحدة الصف الوطني، لأنه بدون ذلك سيبقى الدعم العربي والاسلامي وحتى العالمي المؤيد لقضية شعبنا مجرد دعم كلامي ليس له أي وجود على ارض الواقع باستثناء اليسير من الامور التي قد لا تسمن ولا تغني من جوع.
فوحدة الصف الوطني الفلسطيني والعمل على تشكيل أو إعادة تشكيل جبهة وطنية عريضة لمواجهة تحديات المرحلة، هي الخطوة الضرورية لجعل الكل العربي والاسلامي والعالمي تحويل تأييده اللفظي والمعنوي الى تأييد عملي، مثلما تؤيد أمريكا والغرب الاستعماري دولة الاحتلال بكل مقومات وجودها الذي لا شك بأن شعبنا سيستعيد حقوقه الوطنية طال الزمن أم قصر.
شارك برأيك
لا بد من استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية