القمة العربية في جدة هي الرقم 32 من القمم العربية التي انعقدت في عواصم مختلفة وكما هي العادة فان القضية الفلسطينية تتصدر دائما جداول اعمال هذه القمم، وما يشكل تطورا هذه المرة هو مشاركة سوريا بعد انقطاع دام طويلا.
وقد تحدث عدد من الزعماء والقادة المشاركين عن اهمية القضية الوطنية وتصدرها للرأي العام وضرورة مواصلة الدعم القوي في مختلف انواعه السياسية والاقتصادية، كما القى الرئيس ابو مازن كلمة شرح فيها كل تفاصيل القضية وكل ممارسات الاحتلال وانتهاكاته لكل القوانين الدولية والانسانية، وطالب باستمرار الدعم الفعلي وليس اللفظي فقط، حتى يدرك الاحتلال انه ما يقوم به سيلقى ردا قويا ومؤثرا.
لقد بادرت بعض الدول العربية الى نوع من التطبيع مع الاحتلال وهذه المواقف تشكل طعنة في صلب القضية، والمطلوب من قمة جدة ليس تكرار المواقف والكلمات، ولقد اوعز الوزير الاسرائيلي المغرق بالتطرف والغطرسة سموتريتش الى الوزارات بالاستعداد لاضافة نصف مليون مستوطن في الضفة بالاضافة طبعا لمن هم موجودون فيها وهم عدد كبير للغاية، وما يزيد الامر سوءا انهم يعملون على شرعنة واعادة المستوطنات التي تم التخلي عنها قبل عدة سنوات.
ومسيرة الاعلام الضخمة التي اقتحمت القدس القديمة بعد تجمع واسع للغاية عند باب العمود وهو اهم ابواب القدس القديمة، كانت مظهرا لهذا الاقتحام، والتعدي على حقوقنا. ورغم ذلك فقد كان للحشد الامني الضخم الذي رافق المسيرة، دلالة على ان القدس لنا وليست لهم وان اعتداءاتهم لن تغير الواقع جوهريا، ولولا ذلك لما كانوا بحاجة الى كل هذا الحشد العسكري لحماية هذه المسيرة.. وفي كل هذا الواقع والمعطيات، فان حماية ارضنا ومستقبلنا لن يكون من غيرنا وانما من صمودنا وثباتنا.
شارك برأيك
العرب والعالم معنا .. ولكن اسرائيل تتمادى عمليا