قرار مجلس الجامعة العربية اثر اجتماع غير عادي عقد امس في القاهرة، على مستوى وزراء الخارجية ، هو خطوة في الاتجاه الصحيح من اجل عودة العلاقات العربية - العربية الى سابق عهدها ووقف الخلافات والصراعات الداخلية، التي ألحقت الضرر بشعوب المنطقة والعديد من الدول العربية ، لما خلّفته من قتلى وجرحى وهجرة للخارج أدت الى مقتل المئات ان لم نقل الآلاف وهم في رحلة الهجرة عبر البحار او اليابسة وغيرها من الطرق غير الآمنة.
كما ان هذا القرار يعد انتصارا للسعودية التي تقود العالم العربي نحو التوحد وإنهاء النزاعات والصراعات، وهو نتيجة جهود المملكة التي تؤكد يوما بعد الآخر انها زعيمة للعالم العربي وربما ايضا الاسلامي من خلال ما تقوم به حاليا لجعل المنطقة آمنة وخالية من الصراعات الدموية الداخلية والتئام الجرح العربي والعودة لبناء صرح عربي جديد، يقوم على التعاون وحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار، بدلاً من الحروب التي دمرت البلاد وشردت العباد، الامر الذي ادى الى طمع الدول الاستعمارية ودولة الاحتلال في العمل على الهيمنة على المنطقة العربية تحت ذرائع مختلفة منها ان دولة الاحتلال ليست عدوة للدول العربية، بل هي ايران في محاولة لخلق عدو جديد يرهب الدول العربية في حين ان دولة الاحتلال هي العدو الحقيقي ليس فقط للشعب الفلسطيني الذي تحتل ارضه وأقامت دولتها على انقاضه، بل لجميع شعوب ودول المنطقة العربية والاسلامية، فهي دولة ترفع شعار من النيل الى الفرات ارضك يا اسرائيل حسب المزاعم الصهيونية والتوراتية.
وهذا القرار هو نصر ايضا لسوريا التي ستعود او عادت الى الحضن العربي الذي لا غنى عنه من اجل وقف الحرب الداخلية واعادة اعمار البلاد والمساهمة في استعادة الامن والاستقرار في المنطقة، بعد الحروب التدميرية التي دمرت العديد من البلدان العربية.
وكذلك الامر فان قرار مجلس الجامعة العربية ، يؤكد من جديد ان المنطقة مقبلة على تطورات جديدة، وعلاقات قائمة على الاحترام والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ، الامر الذي سيؤدي الى ايجاد سبل تعاون جديدة تعتمد على جهود بلدانها وعدم الرهان على الدول التي لا ترغب بمشاهدة العالم العربي يسوده الوحدة والتعاون.
وجميع هذه الامور الحالية والقادمة ، هي نتيجة حتمية لعودة العلاقات السعودية - الايرانية بوساطة صينية، الامر الذي سيحول دون تدخلات خارجية في الدول العربية والاسلامية، وان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة وتطورات لصالح الدول والشعوب العربية، الاجتماع الذي عقد لبحث تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا، اكد بما لا يجعل مجالا للشك، بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى وان الاحتلال الى زوال وسينال شعبنا حريته واستقلاله ان عاجلا ام اجلا وسيرحل الاحتلال عن الارض الفلسطينية مدحورا.
شارك برأيك
عودة سوريا للحضن العربي خطوة بالاتجاه الصحيح