أقلام وأراء

الجمعة 05 مايو 2023 10:29 صباحًا - بتوقيت القدس

نتنياهو:عزلة محلية إقليمية ودولية

لم تكن الاحتجاجات المنظمة والمجندة التي أقامها حزب الليكود في السابع والعشرين من ابريل امام الكنيست مفاجأة, فعلى الرغم من عدم مشاركة بنيامين نتنياهو في هذه المظاهرة الكبرى الا انها أقيمت من اجل دعمه ودعم سياسته بكل ما يتعلق بالإصلاح الدستوري الذي ينوي تنفيذه قريبا.


وقد ابدع ياريف ليفين وزير القضاء المتطرف وزملاءه في الهجوم الكاسح والمريب على محكمة العدل العليا , حيث داس المتظاهرون المتطرفون من معسكر اليمين على على صور قضاة المحكمة العليا وعلى رأسهم استر حايوت من اجل التعبير عن دعمهم لنتنياهو المطلق باجراء تلك التغييرات الدستورية.


وقد بات واضحا للعيان ان نتنياهو ماضيا في طريقه لاجراء الإصلاحات الهادفة للسيطرة على السلطة القضائية كي تكون أداة فعلية وحقيقية بيديه ويتماشى في نفس الوقت ياريف ليفين والمستوطنين المشاركين في هذه الحكومة والمتدينيين الذين لم يشاركوا في هذه المظاهرة مع هذا الهدف, وجاءت هذه المظاهرة أيضا على الاحتجاجات الأسبوعية التي تديرها المعارضة واوساط سياسية اجتماعية اقتصاديه امنيه وعسكرية ضده وتؤرق تلك الاحتجاجات مضجع نتنياهو وبات يشعر بعدم الاستقرار السياسي في حكمه ولذا كانت المظاهرة المضادة من قبله للرد على هذه الاحتجاجات الأسبوعية .


ويشير كافة المحللين السياسيين بان نتنياهو غير ماض في الحقيقة بإيجاد تسوية دستورية بينه وبين معارضيه والتي يديرها الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ , وهو يراوغ في هذه المفاوضات حتى التاسع والعشرين من مايو أيار 2023 بهدف انجاز التصويت على الميزانية الثنائية لعامين ويمكن أيضا ان يحقق فيه الإصلاحات القضائية التي وعد بها والمتمثلة بتعيين القضاة.


ويحكم بذلك سيطرته على السلطة القضائية والتنفيذية والتشريعية ومن الواضح ان أجزاء كبيرة من المعارضة سوف تنسحب قريبا من الحوار معه الذي يتم بوساطة الرئيس والذين سيشكلون معارضة داخلية قوية له وسوف تتمثل هذه المعارضة بأجزاء كبيرة من الطبقة الوسطى والقوى الأمنية والعسكرية واطار واسع من المجتمع المدني الامر الذي سيدخل إسرائيل الى دوامة و حالة عدم استقرار من الصعب الخروج منها , هذا وأكدت العديد من الأوساط بأن سياسته سوف تؤدي الى مزيد من العزلة الدولية وانهيار اقتصادي وتسرب المليارات من الدولارات من إسرائيل وعدم دخول استثمارات جديدة اليها.


وسوف تتميز الفترة المقبلة في إسرائيل بعدم استقرار سياسي وامني واستقطاب داخلي واسع النطاق فعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة هناك جمود كبير في العلاقة بين نتنياهو وبايدن وكافة طاقمه السياسي والمتمثل بوزير الخارجية أنطوني بلينكن وجاك ساليبان رئيس مجلس الامن القومي وويليام بارنس رئيس ال C.I.A وكل هؤلاء مسؤولون عن الملف الإسرائيلي في الادارة الامريكية وكانوا قد حذروا نتنياهو من سياسته الداخلية هذه خلال زيارتهم الى إسرائيل وابدوا امتعاظهم ورفضهم الشديد لما يحاول ان يقوم به على الصعيد القضائي ومن الصعب التنبؤ بأن يقوم نتنياهو باي زيارة مرتقبه لواشنطن الامر الذي يمكن ان يهدئ خواطر العلاقات بينهما , ولا نرى أيضا أي زيارة لمسؤولين إسرائيليين خارجيين كوزير الخارجية ايلي كوهن او رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الى واشنطن وهناك فيتو امريكي من إعطاء تأشيرات دخول للوزراء الاخرين في إسرائيل لزيارة الولايات المتحدة .


و قد بدأ يتغلغل في أوساط حكومة نتنياهو الشعور بالعزلة الدولية حيث لا يقوم أي مسؤولين دوليين في زيارة إسرائيل وخاصة من دول أوروبية وهو وأعضاء حكومته بالتالي لا يقومون بأي زيارات متبادلة لدول اجنبية ,كما ان امنيته الكبرى بزيارة أبو ظبي والبحرين ما زالت لم تتحقق حتى الان على الرغم من انه يعلنها جهارا بأنه هو الذي كان مسؤولا عن اتفاقيات إبراهيم .


وهناك برودة بالعلاقات بين إسرائيل ودول التطبيع وذكرت لي مصادر دبلوماسية دولية في إسرائيل ان سفراء الامارات والبحرين لا يشاركون بالحفلات الدبلوماسية التي تقام في تل ابيب الامر الذي يدل على فتور ما في العلاقات المتبادلة بينمهما .


اما وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهن فيحاول إعطاء الانطباع بأن كل شيء على ما يرام في حقل السياسة الخارجية الإسرائيلية , حيث قام بزيارة الى تركمينستان وافتتح سفارة إسرائيلية في عشق اباد ليس بعيد عن الحدود الإيرانية وزار مؤخرا أيضا مدريد في اسبانيا واجتمع مع المسؤولين هناك .


وعلى الصعيد الإيراني فقد قام وزير الخارجية الإيراني بزيارة مارون الراس على الحدود اللبنانية الاسرائيلية مع مرافقين من حزب الله وغرس شجرة هناك على بعد خمسة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل , وسوف يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق في مطلع هذا الشهر الامر الذي سيشكل تحديا استراتيجيا لاسرائيل ولحكومة نتنياهو .


وامام كل ذلك فان العديد من المحللين الإسرائيليين يجمعون على ان ما يواجه حكومة نتنياهو استراتيجيا في هذه الظروف هو معركة مقبله متعددة المحاور يمكن ان تواجه فيها إسرائيل في ان واحد حزب الله , الجبهه السورية , حماس غرة وانتفاضة ثالثه في الضفة الغربية وكل ذلك بدعم إيراني بحسب هؤلاء الخبراء .


واذا تحدثنا في نفس الوقت عن الموقف الأمريكي المناوئ لنتنياهو بحيث اننا لا نعرف بالظبط كيف ستواجه الولايات المتحدة ازمة كهذه يمكن ان تنشب او لا تنشب .


وكان روندي سانتوس المرشح الجمهوري قد زار القدس لكسب التأييد للصوت اليهودي ولكن نتنياهو لم يجرؤ على استقباله ودعمه علنيا على الرغم من معارضته لأدارة بايدن الديموقراطية.


وبات من المؤكد ان هذا المسار الذي سوف تسير به حكومة نتنياهو المدعومة يمينيا واصوليا على مدى السنتين المقبلتين بحيث سيستمر بكسب التأييد الواسع النطاق من حلفائه في اليمين المتطرف والمستوطن سموترتش وبن غفير و المتدينيين الأصوليين وفي نفس الوقت سوف تستمر الاحتجاجات الضخمة والاسبوعية ضده.


ومن التوقع أيضا ان لا يأبه لتلك النداءات والتظاهرات وبعد التصويت على الميزانية فسوف يستمع لحلفائه هؤلاء ويقر الإصلاحات الذي وعد بها هؤلاء الامر الذي يزيد من عزلته الدولية وعدم الاستقرار السياسي الداخلي الإقليمي والدولي.

دلالات

شارك برأيك

نتنياهو:عزلة محلية إقليمية ودولية

المزيد في أقلام وأراء

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

مخيم "نور شمس" وإعادة تدوير الموت عنقاء ستنهض من رمادها

سماح خليفة

مَرض"الوطنّي الوحيد"

سهيل كيوان

أطفالنا القادمون!

أسامة الاشقر

فعل الإجرام واحد

حمادة فراعنة

الفيتو تقويض للسلم والعدالة والمساواة..... الفيتو الأمريكي الدليل ؟

فوزي علي السمهوري

مقابلة الرئيس مع وفا … بداية تغيير أم بقاء القديم على قدمه؟‎

هاني المصري

تراجع إسرائيل وإيران عن حافة الهاوية لا يعني نهاية المخاطر

محمود علوش

الفصح المجيد في أدبنا العربيّ التّليد

د. إياس يوسف ناصر

حرب المجازر والمقابر ..

حديث القدس

ما العمل في ظل أجواء الفقدان

غسان عبد الله

عن اليوم التالي لحرب غزّة واليوم الذي يليه

سعيد زيداني

الحرب على غزه وتصفية القضية الفلسطينية

ناجى صادق شراب

عار الفيتو

رمزي عودة

جرائم المستعمرة متواصلة

حمادة فراعنة

الاحتلال يواصل جرائمه والقيادات تواصل تصريحاتها .. والالتصاق بالكراسي

إبراهيم دعيبس

اجتماع السبعة : خطاب الاستعداء اجتماع الستة : اعتدال ينقصه الغضب

أحمد رفيق عوض

بمناسبة يوم الأسير: شهادة الأسير عز الدين عمارنة، السجون وعجائبها السبع؟!

وليد الهودلي

استراتيجيات الرد المتوازنة: لعبة شد الحبل بين إيران وإسرائيل على وقع حرب غزة

فادي أبو بكر

الهند والأونروا... بين نهجين: الشراكة التنموية و"عدم التسامح مع الإرهاب"

منال علان

أسعار العملات

الثّلاثاء 23 أبريل 2024 8:39 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.32

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 149)

القدس حالة الطقس