يعرف الجميع ويعرف الاسرائيليون أيضاً، ان المسجد الاقصى المبارك ليس مجرد مكان عبادة وقداسة للفلسطينيين فقط، ولكن لملايين المسلمين في كل العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه. وتشكل اقتحامات غلاة المتطرفين اليهود لساحاته وباحاته واقامة الشعائر التلمودية فيها، استفزازاً لكل هذه الملايين وغضباً من الأعماق.
وقد اعتاد بعض هؤلاء المتطرفين الدخول الى الحرم القدسي ورأى اليهود جميعاً كيف كانت ردود الفعل الغاضبة لهذه الممارسات، وقد أدرك رئيس وزراء اسرائيل، نتنياهو ذلك وأحسّ بما تثيره هذه الاقتحامات من ردود فعل واسعة، ولهذا قرر «تعليق» الاقتحامات من يوم أمس الاول حتى نهاية شهر رمضان المبارك.
ان هذا القرار قصير النظر وقصير المدة لن يكون حلاً أبداً ولا مخرجاً من الازمة والتوتر، لأن هذه الأيام العشرة ستنتهي قريباً ويعود المتطرفون الى ممارسة اعتداءاتهم واقتحاماتهم، وعلى نتنياهو وكل أصحاب القرار والتأثير أن يمنعوا دائماً اقتحام الاقصى وليس لمجرد عشرة أيام أو خلال الفترة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
ان هذه الاعتداءات يشارك فيها مسؤولون كبار ووزراء في كثير من الاحيان، مما يعني ان الحكومة بشكل أو بآخر هي جزء من هذه الاقتحامات، وعلى حكومة نتنياهو ألا تضع الحواجز أمام المصلين أو تمنع دخولهم إلا في أعمار محددة في حدود الخمسين عاماً، وكذلك عليها ألا تمنع الفلسطينيين من داخل الخط الاخضر من المشاركة في اقامة الواجبات الدينية.
وفي موضوع آخر ولكنه متفق مع هذه العقلية الاحتلالية، فقد منعوا عدداً من المسيحيين من أبناء قطاع غزة من الوصول الى القدس للمشاركة في احتفالات عيد الفصح المجيد، وكان عدد منهم يحمل التصاريح ولكن سلطات الاحتلال ألغت هذه التصاريح وأصرّت على منعهم من الدخول الى القدس والصلاة في كنيسة القيامة.
هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً لكل الحقوق الدينية التي أقرتها القوانين الدولية وعلى العالم ان يدرك ذلك ويعترض عليه ويحاسب الاحتلال بسببه!!.
شارك برأيك
المطلوب وقف اقتحامات الأقصى وليس مجرد تعليقها واحترام حرية وحق العبادة