أقلام وأراء

الخميس 09 فبراير 2023 10:46 صباحًا - بتوقيت القدس

إنحيازات تراكمية لفلسطين

بقلم:حمادة فراعنة

لم تعد المستعمرة تحظى بما كانت عليه خلال عشرات السنين من التضليل والكذب والافتراء، كان المجتمع الدولي بأغلبه منحازاً لمشروع المستعمرة، ليس فقط بسبب دعم المجموعة الأوروبية لها وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومن بعدهم الولايات المتحدة الأمريكية، بل يعود الدعم لها لسببين جوهريين:


أولهما تعاطفاً مع مشكلة اليهود وما عانوه من النازية والفاشية والقيصرية، من إضطهاد وعنصرية في أوروبا.


وثانيهما الإعلام العربي الذي كان يرغب برمي اليهود إلى البحر، وأن المستعمرة محاطة بالبلدان العربية التي تسعى لتدميرها وإزالتها والبطش بها، وأن اليهود الإسرائيليين مجرد مدافعين عن أمنهم وحياتهم في مواجهة العداء العربي الإسلامي ضدهم، يتوسلون السلام والاستقرار، بينما هم غير ذلك.


بعد عام 1967، واحتلالهم ما تبقى لفلسطين، وسيطرتهم بالقوة على أراضي سيناء المصرية والجولان السوري، وممارستهم أقسى أنواع البطش والاضطهاد للشعب الفلسطيني بمكوناته الثلاثة: 1- أبناء منطقة الاحتلال الأولى عام 1948، 2- أبناء منطقة الاحتلال الثانية عام 1967، 3- أبناء اللاجئين في مخيمات التشرد والنفي، تغيرت الصورة تدريجياً ولو ببطء لصالح فلسطين وضد المستعمرة.


ما زالت المستعمرة تحظى بالمكانة والتحالف والأولوية لدى الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن شعوبهم تمكنت من الفهم والإدراك وكشف حقيقة المستعمرة كمشروع استعماري توسعي، ساعد على ذلك نضوج الوعي الفلسطيني في كيفية مخاطبة المجتمع الدولي، وبروز شخصيات إسرائيلية تتمتع بالمصداقية في رفضها للاحتلال، وتعاطفها مع معاناة الشعب الفلسطيني ومع تطلعاته نحو تحقيق المساواة في مناطق 48، وتحقيق الاستقلال في مناطق 67.


طلبة كلية الحقوق في جامعة هارفرد، خرجوا من قاعة المحاضرات حينما دخل سفير المستعمرة وبدأ يُلقي محاضرته عن شرعية المستوطنات في القدس والضفة الفلسطينية، خرجوا جميعهم بما فيهم الطلبة اليهود احتجاجاً على وجود السفير المدعو من قبل إدارة الكلية في الجامعة، كان الطلبة يستمعون لمحاضرة من ضيف آخر قبل دخول سفير المستعمرة، واستمعوا للضيف باهتمام وأثنوا على محاضرته بالتصفيق، وحينما أتى السفير، رفعوا في وجهه اليافطات الفردية الصغيرة المعدة سلفاً:


 ضد الاحتلال، ضد الأبارتهايد، وشعارات مختلفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تعكس وعي الطلبة وكشفهم لحقيقة المستعمرة، ورفضاً لسلوكها وسياساتها.


منظمة كسر الصمت الإسرائيلية، انتقدت عبر مؤسسها يهودا شاؤول، صمت أوروبا نحو حكومة نتنياهو وبرنامجها الاستعماري التوسعي في العمل على:


1- تهويد القدس وعبرنتها وأسرلتها، بالاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين وترحيلهم.
2- توسيع الاستيطان في الضفة الفلسطينية وتمزيقها وجعلها طاردة لشعبها وأهلها وأصحابها.
في باريس قال شاؤول في لقاء مع الصحفيين إن صمت أوروبا بشأن سياسة حكومة المستعمرة وجرائمها، غير مقبلول، ويفتقد للنزاهة.


أحداث بسيطة ووقائع متواضعة ولكنها تؤكد أن تحولات جارية تدريجية لصالح فلسطين ضد المستعمرة تجتاح مجتمعات أوروبا والولايات المتحدة.


صمود الفلسطينيين في وطنهم وعلى أرضهم ضرورة، ولكنهم يحتاجون للدعم والتضامن والإسناد لنضالهم ضد الاحتلال المتفوق، ومظاهر الاحتجاج في الجامعات الأوروبية والأميركية، ولدى القوى الديمقراطية التقدمية روافع معنوية للفلسطينيين، ستعطي نتائجها مع استمرار النضال والوعي، وكما يقول البسطاء لا يصح إلا الصحيح، والتضليل والكذب والعنصرية الإسرائيلية وألاعيبها ستنكشف، وسيدفعوا الثمن بالهزيمة والإندحار مهما تأخر الوقت.

دلالات

شارك برأيك

إنحيازات تراكمية لفلسطين

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 232)

القدس حالة الطقس