فلسطين

الأحد 20 نوفمبر 2022 8:03 صباحًا - بتوقيت القدس

سبت سارة ترويج لفكرة أقدمية الوجود اليهودي في الخليل

الخليل- "القدس" دوت كوم - جهاد القواسمي - يروج سبت سارة، الذي يعتبر من أهم الأعياد التي يقيمها اليهود الحاباد-الحسيديم، لفكرة الوجود اليهودي التاريخي في مدينة الخليل، التي يتركز فيها هذا العيد، ليكون نموذج معاناة أخرى لسكان المدينة، التي أصبحت حياتهم لا تطاق بفعل الإجراءات القمعية والانتهاكات العدوانية المتفاقمة من جنود الاحتلال والمستوطنين المنفلتين ضدهم.


سمة استيطانية


وقال الدكتور أحمد الحرباوي، الباحث في مجال الانثروبولوجيا، إن تواجد اليهود الحاباد في الخليل نهاية القرن التاسع عشر بعد أن هاجروا من بيلا روسيا من المجمع اليهودي "الاشكنازي" الذي أسسه الحاخام شلوم زلمان، مشيرًا إلى أن فكر جماعة حاباد يعتمد بشكل أساسي على عقيدة الكابالاة.


وأشار، أن "سلونيم" من أهم عائلات اليهود التي هاجرت من بيلاروسيا إلى الخليل عام 1870م، وبفضل الدعم المالي التي تلقته من المجمع الرئيسي في بيلاروسيا ثم الحركة الصهيونية فيما بعد، بدأوا بالسيطرة على مجتمع اليهود في المدينة الذين تعود أصولهم إلى (الأندلس) حيث شارك "دان سلونيم" في عضوية مجلس بلدية الخليل عام 1919م وتولى إدارة بنك انجلوا فلسطين حتى عام 1929م في المدينة أيضًا، وأصبح مجمع حاباد بداية القرن العشرين بما يمتلكه من بنى تحتية كالمدارس ورياض الأطفال والمستوصف والفندق قبلة لكافة اليهود المهاجرين إلى فلسطين، كما أسس الحاباد مدرسة هي الأكبر في فلسطين أتاها الطلاب من كل أنحاء العالم وخاصة أمريكا وبولندا، وحينما قامت ثورة البراق عام 1929م كانت وجهة الثوار، خاصة أن طلابها كانوا منتمين لعصابات الهاجانا والأرغون الذين نفذوا حرب التطهير العرقي في المدن والقرى الفلسطينية.


وأوضح أن تنظيم جمعية حاباد في بدأ في أواخر شهر تشرين الثاني من عام (22-24) بعيد ما يسمى " سارة" بدعوى الاحتفال بزوجة النبي إبراهيم بعد خلاصها من بطش فرعون - حسب الرواية التوراتية.


وبين الحرباوي، أن المغزى من هذا العيد هو الترويج للوجود اليهودي القديم في مدينة الخليل، لافتًا إلى أن الأغلبية العظمى من سكان الخليل اليهود الأصليين تم ترحيلهم خارج فلسطين عام 1936م من قبل قوات الانتداب البريطاني لرفضهم المشروع الصهيوني، ويستوطن الخليل اليوم يهود غالبيتهم العظمى من الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمتون ليهود الأندلس بأي صلة، وسمة الاحتفال بسبت سارة هي سمة استعمارية لترسيخ وجود اليهود المهاجرين في قلب المدينة القديمة بدعوى الأحقية التاريخية.


تحت الإرهاب


وكشف عيد " سبت سارة"، وجه الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه، والوجه الحقيقي للمشروع الاستيطاني وسياسة الفصل العنصري في شوارع الشهداء والسهلة ومحيط الحرم الإبراهيمي، والشلالدة، وبئر السبع وحارة جابر والسلايمة وواد الحصين والنصارى وازقة بلدة الخليل القديمة، التي كانت تحت ارهاب الاحتلال ونير الاستيطان، وتصاعدت وتيرتها بالاعتداءات والاستيلاء على الممتلكات لفرض السيطرة الكاملة عليها وتهويدها.


وشهدت بلدة الخليل القديمة وحرمها الإبراهيمي الشريف، حملة مسعورة من جانب المستوطنين، بتكثيف اعتداءاتهم على الممتلكات الفلسطينية العامة والخاصة،  وتعالت دعوات مستوطني البؤر الاستيطانية في قلب المدينة، للاستيلاء والسيطرة على البيوت الفلسطينية ولجمع التبرعات لبناء مدينة (حبرون) بهدف فرض أمر واقع على الأرض وترسيخ في يوم عيد سارة  في قلوب وعقول المستوطنين ومحو الذاكرة الفلسطينية لتعتاد على أجواء وعادات وتقاليد خارجه عن عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا الشعبي والديني والتاريخي.


ساحة حرب


ظروف الاغلاق المفروضة على هذه المناطق من البلدة القديمة منذ عقدين من الزمن وعدم سماح الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين بالوصول لتلك المناطق أدى لإطلاق العنان للمستوطنين الذين ما انفكوا يعتدون على المحلات التجارية والبيوت الفلسطينية، والذين قاموا مؤخرًا  بالبناء على أسطح منازل المواطنين الفلسطينيين، مع إقامة معسكر استيطاني ضخم وذلك بنصبهم خياما ضخمة في حدائق الحرم الإبراهيمي الشريف وفي ساحات وأزقة الشوارع وأرصفتها وأمام مداخل البيوت الفلسطينية، لتستوعب عشرات الآلاف من المستوطنين الذين تم استقدامهم بحجة للاحتفال بما يسمى "سبت سارة" وتحقيق دعوات مستوطني البؤر الاستيطانية في الخليل الذين دعوا دعوات صريحة إلى جعل هذا اليوم يوما للاستيلاء والسيطرة، فكان المواطنين في تل الرميدة وواد الحصين والنصارى والراس وشارع الشهداء والسهلة والأحياء والمناطق المغلقة وكافة أرجاء البلدة القديمة، المتزامن مع اغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين، تحت هجمات المستوطنين واعتداءاتهم، وبدت كأنها ساحة حرب ومعارك.


مؤشر خطير


تزامنا مع اغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف، أغلق الاحتلال ولأول مرة شارع الشلالة القديم، لأتاحت الفرصة للمستوطنين بأوسع اعتداءات على المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم ومركباتهم، مترافقا مع إجراءات مشددة وإغلاقات، حيث استخدم حواجز حديدية في باب الزاوية، خلال تأمينه اقتحام المستوطنين لشارع بئر السبع، وسط المدينة، كما قامت بشق طريق استيطاني جديد يمتد بين منطقة "الكرنتينا" جنوبا ومنطقة تل الرميدة وسط الخليل، بعرض أربعة أمتار وطول 500 متر، يربط المنطقة الأثرية التي افتتحها الاحتلال بالبلدة القديمة مع شارع الشهداء، ويمر عبر أراض تابعة لبلدية الخليل والمواطنين، وهي أراض مطوبة، وبذات الوقت قام الاحتلال بطرد عائلة بالقوة ودون سابق إنذار، من داخل مبنى تعود ملكيته للبلدية في منطقة "عين العسكر" بالبلدة القديمة بالمدينة، ويتواجد داخل المبنى "بدر البطش" وعائلته، الذي حوله في البداية إلى فندق إلا أن قوات الاحتلال رفضت ذلك. 

 
وقال البطش: "إن جنود الاحتلال قاموا بإعطائه مهلة شفوية لإخلاء المبنى دون قرار رسمي مكتوب، ورفض ذلك، فقاموا بخلع باب المبنى وطرده وعائلته بالقوة، والعبث بمحتوياته ورميها بالخارج.


جوار باهظ الثمن


ويتحمل السكان المرابطون والمتشبثون بمنازلهم في تلك المناطق، تكاليف جوار باهظ الثمن، يتكبدون إثره صعوبة في التنقل والحركة، والاحتجاز لفترات طويلة، والمضايقة والاستفزاز، والتعرض للضجيج في الليل وعدم الراحة، كنماذج من صنوف المعاناة والبؤس التي يتعرضون لها من الاحتلال ومستوطنيه، الذين يتفننون في فرض مزيد من الألم والوجع والتنغيص لحياتهم، ليس لسبب سوى لأنهم بقوا متمسكين بمنازلهم يواجهون بصدورهم العارية أعتى قوة في المنطقة، ولأنهم بقوا آخر الشهود على جرائم الاحتلال المتواصلة في المناطق المغلقة.


يقول السكان في تلك المناطق، إن حياتهم أصبحت لا تطاق بفعل الاجراءات القمعية والانتهاكات العدوانية المتفاقمة من جنود الاحتلال المستوطنين المنفلتين ضدهم، مؤكدين أنه لا يكاد يمر يوم دون انتهاك جديد، موضحين انهم يعيشون الحياة هنا اشبه بالسجن، تقييد في الدخول والخروج، وعراقيل في المرور، وتفيش وتدقيق واهانه.


وقال ياسر أبو مرخيه، احد سكان تل الرميدة، إن معاناتهم لا تقتصر على يوم بعينه أو في وقت محدد، لكن من مع أيام الأعياد والمناسبات اليهودية، ترتفع وتيرة الاعتداءات والانتهاكات "إلى الدرجة التي يقبضون فيها على أنفاسنا".


وأوضح، أن عدة أحياء في البلدة القديمة من الخليل شهدت عشرات الاعتداءات على منازل الفلسطينيين ومركباتهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ومحاولة اقتحام عدة منازل بينها منازل نشطاء في المقاومة الشعبية، ما أوقع عددا من الإصابات بجروح ورضوض، وتهشيم زجاج السيارات وإعطاب إطاراتها.


ووفق أبو مرخيه، فإن قوات الاحتلال أغلقت مناطق وشوارع بالحواجز العسكرية، ومنعت الوجود فيها لتوفير الحماية للمستوطنين المقتحمين، كما نفذت اعتقالات طاولت عددا من الشبان، مشيرًا إنه لأول مرة منذ سنوات، تشهد مناطق، مثل شارع الشهداء وشارع الشلالة، اعتداءات للمستوطنين وإغلاقات للمنطقة بشكل مشدد، كما أغلقت فيها المحال التجارية واعتدى مستوطنون على الأسواق وألقوا بالخضار والفواكه على الأرض، كما هاجموا مسجدا باب الزاوية وكسروا زجاجه، وكذلك تم الاعتداء على المنازل في منطقة تل ارميدة، لافتا أن نحو 30 ألف مستوطن اقتحموا الحرم الابراهيمي، بقيادة بن غفير.


وبين نضال الجعبري، مدير عام أوقاف الخليل، أن الاحتلال أغلق الحرم الإبراهيمي، منذ عصر الجمعة، إمام المواطنين بشكل كامل، بحجة الاحتفال بما يسمى عيد سبت سارة، مؤكدًا أن الاحتلال سمح للمستوطنين باستباحة الحرم الإبراهيمي بشكل كامل، ومحيطه، حيث تتزامن اقتحاماتهم مع شرب الخمور والتلفظ بألفاظ بذيئة، وغناء فاحش ورقص، في انتهاك لحرمة الحرم.


حملة موتورة


وحذرت لجنة اعمار الخليل، من تحويل الحرم الإبراهيمي إلى كنيس يهودي وتهويد البلدة القديمة بالكامل، مؤكدة على أن هذا التعدي من قبل المستوطنين والاحتلال هو انتهاك خطير للحقوق الفلسطينية العامة والخاصة ويهدد الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة كما ويشكل خطرًا على حياة سكانها.


وقال عماد حمدان، مدير عام لجنة اعمار الخليل، إن ما قام المستوطنين به من اعتداءات وانتهاكات ومن احتفالات ومسيرات داخل البلدة القديمة وحاراتها هي أعمال إرهاب منظم، مشيرًا إلى أن قرارات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين والتي تشمل إغلاق  الحرم الإبراهيمي بكامل أروقته وأقسامه ومنع المواطنين المسلمين من الصلاة فيه وجعله مستباحا  للمستوطنين بحجة تمكينهم من أداء صلواتهم وإقامة احتفالاتهم التلمودية، هي ممارسات جائرة، تندرج في اطار تهويد الحرم والبلدة القديمة.


ودعا حمدان، المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم داخل البلدة القديمة من الخليل، محملا حكومة الاحتلال بصفتها دولة الاحتلال المسيطرة على المنطقة كامل المسؤولية عن أرواح المواطنين وممتلكاتهم فيها.

دلالات

شارك برأيك

سبت سارة ترويج لفكرة أقدمية الوجود اليهودي في الخليل

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 312)

القدس حالة الطقس