أقلام وأراء

السّبت 30 يوليو 2022 10:19 صباحًا - بتوقيت القدس

مخاطر التموضع العسكري الصهيوني في المغرب

بقلم:د. هاني العقاد
سعت دولة الاحتلال بكل ما تملك من علاقات دولية للتطبيع مع المغرب العربي بعلاقات امنية وعسكرية واقتصادية لكون المغرب العربي يمثل موقعا استراتيجيا لتموضع أمني وعسكري صهيوني بالإضافة الى انه يمثل محطة انطلاق للاستثمار في الصحراء الكبرى مع دول افريقية مختلفة ، ويمثل أكبر دولة استراتيجية مطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الاطلسي في زات الوقت تطل على اهم ممر مائي في شمال افريقيا " مضيق جبل طارق " الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي وهو الممر الاستراتيجي بين أمريكا ودول أوروبا ودول افريقيا واسيا وحتى الخليج العربي , لكون دولة الاحتلال تعرف وتدرك أهمية هذا الممر سارعت لا يجاد مكان استراتيجي تتموضع فيه امنيا وعسكريا بما يسهل تجارتها الدولية خاصة ان 70% من تجارتها الخارجية تعتمد على هذا الممر بالإضافة لارتباطها ملاحيا بكثير من دول العالم. اعتبر قادة دولة الاحتلال السياسيين والعسكريين والخبراء الاستراتيجيين ان المغرب العربي يمثل أولوية لعلاقات تطبيعيه مع دولة الاحتلال تمكنهم من عقد وابرام اتفاقيات امنية وعسكرية واقتصادية واستثمارية وتكنولوجية هامة، وبدون هذه العلاقات لن يكون هناك انفتاح حقيقي امام دولة الاحتلال لتتمدد في شمال افريقيا لمد جسور العلاقات لباقي دول قارة افريقيا التي تمتلك وزنا سياسيا كبيرا في الأمم المتحدة ومجلس الامن .

المهمة الأخيرة لرئيس الأركان الصهيوني( افيف كوخافي) في الإقليم هي القيام بزيارة لدولة المغرب العربي وذلك بعد أيام قليلة فقط من انتهاء تدريب عسكري مغربي صهيوني وصف من قبل سفير دولة الاحتلال في المغرب بانه خطوة هامة لتعزيز العلاقات الامنية بين البلدين , والتقي رئيس اركان دولة الاحتلال خلال هذه الزيارة وزير الدفاع والمفتش العام المغربي للقوات المسلحة المغربية وتباحث في العديد من الملفات مع القادة العسكريين والامنين المغاربة لمدة ثلاثة أيام ,وتناول البحث حسب ما هو معلن الأمور الأمنية الثنائية حسب الاتفاقيات الأمنية بين البلدين وموضوع التحالف الإقليمي كمحاولة للتضيق على أي تحرك إيراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وغير المعلن هو التموضع العسكري والامني لدولة الاحتلال في المغرب من خلال بناء قواعد عسكرية لها على المناطق المطلة على مضيق جبل طارق من الناحية المغربية وبحضور رئيس اركان دولة الاحتلال لمهمة إقامة قواعد عسكرية مشتركة بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

اسبانيا بدت قلقة جدا من التقارب الصهيوني المغربي وخاصة بعد توقيع المغرب اتفاق لبناء قاعدة عسكرية في منطقة ( افسو) جنوبي مدينة (مليلة) المغربية وتضاعف هذا القلق بعد ذكر تقارير صحافية اسبانية ان المغرب بصدد نصب وسائل دفاع جوي إسرائيلية تدعى باراك MX قرب مدينة (مليلة) الواقعة تحت السيادة الاسبانية أي بذات القاعدة العسكرية الإسرائيلية التي يتوقع ان يكون رئيس اركان الاحتلال (افيف كوخافي) قد شهد تدشينها في منطقة ( افسو) خلال زيارته . اسبانيا تخشي إمكانية حدوث تغيير في موازين القوى في المنطقة ويتحول المغرب الى قوة إقليمية في منطقة البحر المتوسط لان الاتفاقات الأمنية بين الرباط وتل ابيب من شانها ان تفرض توازنا قويا يخلق وضعا جديدا للمغرب مع عقد اتفاقيات لابتياع تكنولوجيا حربية إسرائيلية عالية التطور ,شمل هذا الاتفاق أسلحة بمئات ملايين الدولارات تلتزم من خلالها دولة الاحتلال بتزويد المغرب بهذه الأنواع من الأسلحة بما فيها ترسانة من طائرات بدون طيار ورادارات شركة" إلتا" المتخصصة بالخدمات الدفاعية الى جانب نظام " سكاي لوك المضاد للطائرات المسيرة بالإضافة لتطوير وتحسين طائرات مغربية مقاتلة من نوع F5.

هذا الاتفاق يشكل خطرا على حرية الملاحة في ممر جبل طارق باعتبار ان المغرب هي صاحبة الولاية على حماية هذا الممر وهي من يحق لها بالشراكة مع اسبانيا تحديد شروط عبور ممر جبل طارق حسب الاتفاقات الدولية والخاصة بين البلدين كما يشكل هذا الاتفاق خطرا عسكريا على الجزائر الدولة المجاورة والتي تعتبرها دولة الاحتلال خطرا على امنها القومي باعتبار الجزائر هي دولة ثورية لا تنقاد لاي استراتيجية تطبيعيه إقليمية وتمتلك أكبر ترسانة مسلحة بالقارة الافريقية والأهم ان بينها وبين المغرب نزاع سيادي على منطقة الصحراء الكبرى وهذا من شانه ان يزيد من حالة التوتر بين المغرب والجزائر باعتبار ان المغرب استعان بقوة عسكرية معادية مازالت تحتل ارض فلسطين وتقتل وتهدم وتعتقل وتنتهك المقدسات خاصة ان المغرب قد تحصلت على اسطول من الطائرات المسيرة الهجومية والتي تستطيع ان تقصف بصواريخها من على بعد اي اهداف جزائرية مدنية او عسكرية, ويعتبر التموضع العسكري الإسرائيلي مجال تهديد حقيقي للأمن القومي الجزائري وتدخل في الخلاف الجزائري المغربي والذي بإمكانه ان يوتر شمال افريقيا لسنوات قادمة.

احتفال الجزائر بالذكري الستين لانتصار الثورة الجزائرية واستعراض القوة العسكرية للجيش الجزائري هو الاضخم منذ العام 1989 حتى الان وبحضور لافت للزعماء العرب والدوليين كان له رسالة مهمة أولها ان الجزائر تمتلك جيش قوي واسلحة تتضمن منظومات صاروخية بعيدة المدى، وترسانة من الغواصات والأسلحة الإلكترونية والطائرات الحديثة تستطيع الدفاع عن أي تهديد محتمل للتقارب المغربي الصهيوني واي تهديد من قبل الجماعات الإرهابية التي تتنامي في الجنوب مع ليبيا من خلال الحدود المتداخلة , وهناك رسائل للمغرب ودولة الاحتلال التي تتموضع عسكريا على الأرض المغربية بان الجزائر لا يقبل التقارب الصهيوني المغربي ويعتبره تهديدا لأراضيه ولا يقبل باي شكل كان اتفاقات التطبيع وعلى المغرب احترام سياسة الجوار ,وعلى إسرائيل ان تدرك ان كل قواعدها وراداراتها وطائراتها المسيرة في المغرب ستكون قوة معادية وبالتالي فهي في مرمي الصواريخ طويلة المدي الجزائرية ولن تتواني بالدفاع عن ترابها الوطني وامنها القومي اذا ما تمادت كل من المغرب وإسرائيل في إجراءاتهما الاستفزازية.

دلالات

شارك برأيك

مخاطر التموضع العسكري الصهيوني في المغرب

المزيد في أقلام وأراء

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

مخيم "نور شمس" وإعادة تدوير الموت عنقاء ستنهض من رمادها

سماح خليفة

مَرض"الوطنّي الوحيد"

سهيل كيوان

أطفالنا القادمون!

أسامة الاشقر

فعل الإجرام واحد

حمادة فراعنة

الفيتو تقويض للسلم والعدالة والمساواة..... الفيتو الأمريكي الدليل ؟

فوزي علي السمهوري

مقابلة الرئيس مع وفا … بداية تغيير أم بقاء القديم على قدمه؟‎

هاني المصري

تراجع إسرائيل وإيران عن حافة الهاوية لا يعني نهاية المخاطر

محمود علوش

الفصح المجيد في أدبنا العربيّ التّليد

د. إياس يوسف ناصر

حرب المجازر والمقابر ..

حديث القدس

ما العمل في ظل أجواء الفقدان

غسان عبد الله

عن اليوم التالي لحرب غزّة واليوم الذي يليه

سعيد زيداني

الحرب على غزه وتصفية القضية الفلسطينية

ناجى صادق شراب

عار الفيتو

رمزي عودة

جرائم المستعمرة متواصلة

حمادة فراعنة

الاحتلال يواصل جرائمه والقيادات تواصل تصريحاتها .. والالتصاق بالكراسي

إبراهيم دعيبس

اجتماع السبعة : خطاب الاستعداء اجتماع الستة : اعتدال ينقصه الغضب

أحمد رفيق عوض

بمناسبة يوم الأسير: شهادة الأسير عز الدين عمارنة، السجون وعجائبها السبع؟!

وليد الهودلي

استراتيجيات الرد المتوازنة: لعبة شد الحبل بين إيران وإسرائيل على وقع حرب غزة

فادي أبو بكر

الهند والأونروا... بين نهجين: الشراكة التنموية و"عدم التسامح مع الإرهاب"

منال علان

أسعار العملات

الثّلاثاء 23 أبريل 2024 8:39 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.32

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%22

%5

(مجموع المصوتين 151)

القدس حالة الطقس