بقلم :المحامي وليد ابوتايه
نكرر في كل مقال بأن القدس هي الاقصى ، وأن كل فلسطين هي قدس وعدم الاعتراف بالاحتلال و حان الوقت للوصول الى تسويه مع اسرائيل كما شمال ايرلندا وجنوب افريقيا ..الخ .
وقلنا ان مفهوم الهوية الوطنية في كل أمة هي مجموع الخصائص والسمات التي تتميز بها ، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها ، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها ، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها ، بل يستوي وجودها من عدمه ، وهناك عناصر للهوية الوطنيّة لا بد من توفرها ، وقد يختلف بعضها من أمة لأخرى .
وقلنا سابقا ان عناصر الهوية الوطنية هي الموقع الجغرافي ، حيث ان من يشتركون فيها يضمهم موقع جغرافي محدد والتاريخ المشترك الذي يربط من يشتركون في الهوية الوطنية الواحدة ، من خلال الأحداث التي مرت بآبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم بصفتهم الجماعيّة على هذه الأرض . ويربطهم كذلك رباط اقتصادي واحد ، ونظام مالي واحد ، كنظام العملات الموحد ، ونظام التسعيرة الموحد لبعض السلع الاستهلاكيّة والعلم الواحد وهو الرمز المعنوي الذي يجمع كل أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة ، وهو شيء مادي ملموس ، له رسم وشكل محدد بألوان محددة ، ولكنه يرمز إلى قيمة معنويّة ، وهي الهوية الوطنية والانتماء للوطن إلى جانب الحقوق المشتركة ، حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة بالحقوق ذاتها ، كحق التعليم والتعبير عن الرأي و الحياة بكرامة وعزة على أرضهم ، والملكية والبناء فوق أرضهم والعمل ، وغير ذلك من الحقوق التي تجسد معاني الهويّة الوطنية .
اما الواجبات الفرديّة والجماعية ، التي يتعين على المجموع الوطني القيام بها ، إمّا بصفة الفردية ، كالأفراد كل في مجال عمله وتخصصه ونشاطه ، وإمّا بصفتهم الجماعية ، وذلك مثل ما يتعين على المؤسسات القيام به نحو مواطنيها ، وفق آليات محددة ، كمؤسسات التربية والتعليم ومؤسسات الصحة والبيئة والاقتصاد والبنى التحتيّة ، كسلطة المياه ، ووزارة العمل ، والدفاع وسلطة المواصلات ، والسلطة الحاكمة بكل مؤسساتها التشريعيّة والتنفيذية وغير ذلك من مسميات وطنية تحمل روح العمل الجماعي لخدمة الوطن والمواطن ، فهذه كلها بعملها والتزامها به على خير وجه تعبر عن الهوية الوطنية . إنّ للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثار عظيمة ، تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام ، ولا سيما متى قام الكل الوطني بواجباته خير قيام ، فثمرات ذلك أكثر من أن تحصى ، وهي تتمثل في قوة النسيج الاجتماعي الذي تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين ، ونهضة في العلم والمعرفة ، في شتى المجالات ، والسيطرة والحد من الأمراض وقوة في الاقتصاد ، واستغلال جيد للعقول المبدعة .
والمواطنه مأخوذة من الوطن وهو محل الإقامة والحماية ، وهي منظومة العلاقات بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة ، فالمواطنة تشير إلى العلاقة مع الأرض والبلد .
كما تعني المواطنة القواسم الثقافية والقانونية المشتركة بين أفراد شعب أو أمة تقطن في رقعة جغرافية لها حدود سياسية تسمى بلدا أو موطنا ، يعيشون فيها ويستغلون مواردها وثرواتها وأرزاقها وطبعا هي إطار حياتهم وسكنهم وبيئتهم ومحيطهم الاجتماعي وذويهم من أهل وإخوة وأخوات وأصدقاء وأبناء البلد الواحد كما تضمنها وتؤكدها علاقة من الواجبات والحقوق المتبادلة بين الدولة والأفراد .
وبخصوص الاقامه الدائمه للمقدسيين ، فقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 ومنحت الفلسطينيين من سكان القدس بطاقة الاقامه الدائمه وهي الهوية الاسرائيلية " البطاقة الزرقاء" التي تخولهم الاقامة الدائمة مستثنية الآلاف منهم ممن كانوا خارج المدينة عشية حرب حزيران سواء الذين خرجوا منها أثناء الحرب كنازحين أو الذين كانوا في الخارج بسبب العمل أو الدراسة أو العلاج ، فالقانون الإسرائيلي الذي منح بموجبه المواطنون المقدسيون بطاقات هوية هو قانون الدخول إلى إسرائيل بموجب تأشيرة ما يسمى بقانون الجنسية لعام 1952 ، فهو لا يعترف بالفلسطينيين كمواطنين أصليين في المدينة بل أنهم مقيمين أردنيين دائمين ..؟؟؟ وكأي شخص أجنبي منحته الداخلية الإسرائيلية تأشيرة للاقامة الدائمة فيها ولها الحق في إلغائها متى شاءت ووفقّا للظروف .
في حين ان ما يسمى بقانون العودة الذي شُرِع عام 1950، والذي يعطي كل يهودي الحق في الهجرة " عالياه " إلى إسرائيل ، ويحصل تلقائيا على الحق بالمواطنة ، هذا القانون ، اعتُبر اليهود أصحاب المواطنة الشرعيين والأصليين ..؟؟ فالشعب اليهودي ، كما زعم بن غوريون له " حقّ بديهي بالاستيطان في هذه الأرض " . أما القانون الثاني فهو " قانون المواطنة " والذى صُمِّم لإدارة مواطنة الفلسطينيين التي اعتُبرت نتيجة " احسان " من الدولة ، وليست حقا طبيعيا ، وحتى لا يكون عامي 1950 و 1952 عاما المزاوجة بين القانونين الصارخي التناقض والعنصرية ، حوّلت إسرائيل، اليهود المستوطنين إلى أصلانيين ، والأصلانيين الفلسطينيين إلى غرباء في ارضهم ...؟؟
ويا ظالم لك يوم..
أقلام وأراء
الجمعة 22 يوليو 2022 10:18 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا تعني الهوية والمواطنه الفلسطينيه والاقامة الاسرائيلية الدائمة للمقدسيين في عرف الاحتلال ..؟

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل
مصطفى ابراهيم
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!
تحولات لصالح فلسطين
نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار
أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر
حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي
ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟
تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!
في غزة الناس ينتظرون مصيرهم
مصطفى إبراهيم
هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟
أمين الحاج
غزة والإبادة جوعاً
د. جبريل العبيدي
سِــفر الآلام
نبهان خريشة
القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...
مالك زبلح
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
مواقف دولية وتصريحات واعدة
قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !
الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟
الرأي القانوني في قرار الكابينيت الأخير منع عملية تسوية الأراضي في مناطق C وإلغاء إجراءات...
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

حماس: إسرائيل تضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات لغزة

المكتب الحكومي بغزة ينفي دخول مساعدات للقطاع لليوم الثالث

مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

دونالد ترمب الابن: ربما أترشح للرئاسة يوماً ما

وزارة الصحة بغزة تحذر من انهيار كامل للمستشفيات

الاحتلال الإسرائيلي: 100 شاحنة مساعدات للأمم المتحدة دخلت إلى غزة

الأكثر قراءة
الاحتلال يعتقل شابا خلال اقتحامه بلدات وقرى في محافظة جنين

مستعمرون يقتحمون مدرسة عرب الكعابنة شمال غرب أريحا

الإعلام الحكومي في غزة: تلف أطنان من المساعدات ومنع إدخالها يعمّق المجاعة في القطاع

محدث| 12 شهيدا في قصف الاحتلال خان يونس ورفح

قصف إسرائيلي يستهدف مركبة في عين بعال جنوبي لبنان

الجهود المشتركة متواصلة : وزير الشؤون المدنية يستقبل وفداً من مصلحة مياه محافظة القدس

هجوم روسي يقتل 6 جنود أوكرانيين وسط حراك دولي لإنهاء الحرب

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1265)
شارك برأيك
ماذا تعني الهوية والمواطنه الفلسطينيه والاقامة الاسرائيلية الدائمة للمقدسيين في عرف الاحتلال ..؟