التعاون الفلسطيني – الأردني في كافة المجالات، هو تعاون أزلي، نظراً للروابط التي تجمع البلدين والشعبين، ولأن الأردن يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسراً وتحت تهديد السلاح والمذابح الصهيونية الى بلدان الجوار العربي وفي جميع أرجاء العالم.
فهذا التعاون يشمل السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والتعليم وغيرها الكثير، بما في ذلك الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس وفي طليعتها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة، رغم ان دولة الاحتلال تعمل على الغاء هذا الدور الاردني، وكذلك الدور الفلسطيني، من خلال اقتحامات المستوطنين والمتطرفين اليهود للاقصى واقامتهم صلوات تلمودية داخله بحراسة وحماية قوات الاحتلال، واعلان بينيت أثناء رئاسته للحكومة الاسرائيلية بأن السيطرة الاسرائيلية على القدس تشمل المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة وجميع المقدسات.
غير ان الشيء الملفت هذه الأيام هو التعاون الفلسطيني – الأردني المكثف من اجل اخراج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» من أزمتها المالية التي تعاني منها لعدة أسباب من أبرزها محاولات التآمر على الوكالة لانهاء خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والاردن وسوريا ولبنان، لأن بقاء الوكالة يسبب الأرق لدولة الاحتلال والدول الغربية الداعمة لها والتي ساهمت في اقامة هذه الدولة على انقاض شعبنا.
فبقاء وكالة الغوث يعني تذكير العالم بقضية اللاجئين وبحق عودتهم الى ديارهم، وفقاً لقرار الأمم المتحدة ١٩٤ والذي ترفض دولة الاحتلال تنفيذه منذ صدوره عقب اقامة دولتها وتشريد شعبنا من أرضه وأرض آبائه وأجداده.
فهذا التعاون الأردني – الفلسطيني المكثف لمنع انهيار وكالة الغوث، ولكي تواصل تقديم خدماتها المختلفة للاجئين الفلسطينيين، هو ضروري وهام في هذه المرحلة لإفشال مخططات محاولات تصفية وكالة الغوث التي هي من المعالم البارزة لحق العودة.
كما ان هذا التعاون المكثف يحقق للاجئين سبل مواصلة تقديم وكالة الغوث المساعدات لهم رغم ان الازمة المالية التي تعانيها «الاونروا» قلصت من خدماتها للاجئين في كافة اماكن تواجدهم.
ووكالة الغوث التي أنشأتها الأمم المتحدة لتقديم الخدمات للاجئين مشروط انهاء خدماتها بعودة اللاجئين الى ديارهم، الأمر الذي من الواجب استمرار عملياتها لحين العودة، وان بقاء اللاجئين من اكثر من ٧٥ عاماً في المخيمات التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الانسانية هي وصمة عار في جبين العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، في حين تدعم هذه الدول المتشدقة بالديمقراطية دولة الاحتلال.
شارك برأيك
حديث القدس:: تعاون فلسطيني – أردني بناء لحل أزمة «أونروا» المالية