أقلام وأراء

الأحد 19 يونيو 2022 9:34 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا تريد امريكا من السعودية؟ ‏

بقلم : د. أماني القرم ‏
نقاش كبير في صفوف النخبة الامريكية حول مسار العلاقة بين واشنطن والرياض وجدلية الاختيار بين ‏المصلحة والقيم الديمقراطية بعد تأكيد الرئيس الامريكي جو بايدن زيارته المزمعة للشرق الاوسط الشهر ‏المقبل والتي سيزور خلالها السعودية، بعد وعوده أثناء حملته الانتخابية بجعل الدولة السعودية "منبوذة" ‏بسبب سجلها في مجال حقوق الانسان وقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. فيما تم تبرير الزيارة في ‏الداخل الامريكي بأنها لحضور لقاء دولي يجمع الدول الخليجية الست بالاضافة لمصر والعراق ونفي ‏حدوث لقاء ثنائي منفرد مع ولي عهد المملكة الامير محمد بن سلمان. ‏
برود شديد شاب العلاقات السعودية الامريكية خلال عامي بايدن في الحكم، يصاحبه حملات اعلامية مكثفة ‏ضد الرياض. بايدن لم يعين سفيرا امريكيا في الرياض، وسمح بالافراج عن تقرير استخباراتي يلقي باللوم ‏في مقتل الصحفي السعودي على القيادة السعودية، وتراجع عن تصنيف الحوثيين على قائمة الارهاب، ‏وقلص الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة في اليمن ، بالتزامن مع هرولة تجاه إعادة العلاقات مع ‏ايران.‏
هي ليست المرة الاولى التي تواجه فيها العلاقة السعودية الامريكية هذه المطبات ، فمنذ احداث 11 ‏ايلول 2001 تبذل السعودية جهدا دؤوبًا ومحاولات حثيثة لاثبات محاربتها للارهاب وتحسين صورتها في ‏الولايات المتحدة ، وشق طريقها نحو الانفتاح الاجتماعي والسياسي على العالم. لكن جاءت قضية مقتل ‏الصحفي جمال خاشقجي لتفجر مرة اخرى الجدل حول العلاقة بين البلدين وترفع من صوت الادعاءات ‏والمطالبات بحقوق الانسان في السعودية . فهل يمكن اسقاط ثمانين عاما من الشراكة الاستراتيجية الفريدة ‏من نوعها بينهما من اجل قضايا حقوق الانسان والديمقراطية ؟ وهل يعقل أن ملف حقوق الانسان في ‏السعودية هو الفيصل في العلاقة بين البلدين، وأن مسألة قتل خاشقجي هي التي تهيمن على شبح ‏العلاقات؟ قضية خاشقجي حدثت في عهد ترامب الذي كان واضحا في شعاره "انا صديق من يدفع" ودفعت ‏السعودية مليارات الدولارات وقتها. وكل يوم أمريكا تثبت أنها لا تعارض الديكتاتوريين بل بالعكس تحبهم ‏وتدعم أنظمتهم. ‏
والسعودية اليوم ضد ايران .. وضد الارهاب.. وملف العلاقات مع اسرائيل مفتوح وفي تقدم .. والحداثة ‏والانفتاح على اوجهما في بلاد الحجاز .. اليس هذا ما تريده امريكا؟؟ فلماذا إذاً تستمر في انتقاد السعودية ‏والضغط عليها وإثارة هذا الجدل الكبير حول العلاقات معها؟ ‏
الاسباب المحتملة عديدة ومختلطة وهي نفسها التي تجعل الامريكان في كل مرة يتأففون فيها من السعودية ‏يعودون اليها مجبرين .. فأهمية المملكة بالنسبة للولايات المتحدة أكبر من مسألة يحددها ملف كحقوق ‏الانسان: ربما تغاضي ادارة ترامب عن حادثة مقتل خاشقجي ضاعف من انتقاد ادارة بايدن للسعودية ‏لإرضاء التقدميين في الحزب الديمقراطي من جهة ولعكس سياسات ترامب من جهة أخرى. وربما محاولات ‏الاستقلال بالقرار السياسي السعودي وتغيير العقيدة الدفاعية السعودية بات أمراً يزعج واشنطن . وربما أيضا ‏أسلوب للضغط لضم السعودية علناً الى مسار التطبيع مع اسرائيل لما له من رمزيه سياسية كبيرة.. ‏
لكن المؤكد هو تداعيات الحرب الاوكرانية الروسية وارتفاع اسعار النفط وزيادة التضخم.. فمن يملك مفتاح ‏النفط العالمي وترويض اسعار النفط العالمية وخفض تكلفة الغاز.. إنها السعودية ..وإنه النفط واذا كان ‏النفط بخير فكل شيء بخير..‏

[email protected]

دلالات

شارك برأيك

ماذا تريد امريكا من السعودية؟ ‏

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 73)

القدس حالة الطقس