شهدت الحدود بين الهند وباكستان أول ليلة هادئة منذ أيام، بعد اتفاق مفاجئ على وقف إطلاق النار، عقب تصعيد عسكري أودى بحياة أكثر من 70 شخصا وأجبر الآلاف على النزوح، لا سيما من منطقة بونش في كشمير.

وأعلن الجيش الباكستاني تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت 26 موقعا هنديًا في إطار عملية "البنيان المرصوص"، مؤكدًا أنه لم يخرق الهدنة، بينما أكد الجيش الهندي التزام الهدوء وأرسل رسالة تحذيرية إلى إسلام آباد من تكرار الانتهاكات.

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا البلدين إلى الحفاظ على التهدئة، وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، دعم بلاده للحوار المباشر، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على بدء محادثات في موقع محايد، وهو ما رحبت به باكستان، بينما امتنعت الهند عن التعليق على أي وساطة خارجية.

وتحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت متأخر أمس الأحد مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، وناقشا التوترات الراهنة بين الهند وباكستان. ودعا الوزيران البلدين إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار ومواصلة الاتصالات.

وقال روبيو إن الولايات المتحدة تدعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان، وتحث على مواصلة جهود تحسين الاتصالات.

وفي إسلام آباد قالت القوات المسلحة الباكستانية أمس إنها ضربت 26 هدفا هنديا في عملية" البنيان المرصوص" لإعادة إرساء الردع بعد أن انتهكت الهند المجال الجوي الباكستاني في وقت سابق من هذا الأسبوع واستهدفت بشكل منفصل قواعد جوية في ضربات في الصباح الباكر.

ونفي المتحدث باسم الجيش الباكستاني ارتكاب أي انتهاكات لوقف إطلاق النار. وقال في مؤتمر صحفي حضره ممثلون للقوات الجوية والبحرية "لم يرتكب الجيش الباكستاني أو القوات المسلحة أي انتهاكات لوقف إطلاق النار".

على الجانب الآخر أعلن الجيش الهندي اليوم الاثنين أن الحدود بين بلاده وباكستان كانت هادئة وشهدت "أول ليلة هادئة منذ أيام"، وذلك بعد وقف إطلاق نار مفاجئ خلال السبت الماضي.

وقال الجيش الهندي في بيان له "ساد الهدوء إلى حد كبير الليلة في جميع أنحاء… كشمير ومناطق أخرى على طول الحدود الدولية". وأضاف البيان: "لم تسجل أي حوادث، هذه أول ليلة هادئة منذ أيام".

تجدر الإشارة إلى أن النزاع حول كشمير، المقسم بين البلدين، كان سببا في اندلاع حربين سابقتين، ولا يزال مصدر توتر دائم في العلاقات الثنائية.