Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 06 مايو 2025 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

نتائج الحروب العالمية الثلاث

ثلاث حروب استراتيجية عابرة للحدود، اجتاحت الكرة الأرضية والعالم الإنساني السياسي، خلال القرن العشرين، وطوال سنواته، منذ أن  تشكل في أعقاب الثورة الصناعية ونتائجها، وانفجرت هذه الحروب على خلفية الصراع على النفوذ، والهيمنة على الأسواق والمواد الخام، وخدمة المصالح بين الأطراف المتصادمة، والبلدان المتحاربة، وفق التقلبات السياسية، وصعود بلدان وتراجع غيرها، وهكذا تشكل العالم السياسي، والمعسكرات السياسية، في التحالف أو التصادم بين الدول الكبرى، مخلفة نتائج انعكست لصالح بعضها، وضد مصالح البعض الآخر، وهزيمته. 

الحرب العالمية الأولى بدأت في أوروبا يوم 28-7-1914، وانتهت يوم 11-11-1918، وجرت بين معسكرين متعارضين: الأول قوات الحلفاء المشكلة من بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وروسيا، ضد الثاني دول المركز المكون من ألمانيا والنمسا وتركيا العثمانية وبلغاريا، كما انضمت لاحقاً لدول الحلفاء إيطاليا واليابان والولايات المتحدة، مما أدى إلى هزيمة دول المركز.

الحرب العالمية الثانية بدأت يوم 1-9-1939، وانتهت يوم 2-9-1945، في أوروبا، وتأثرت بنتائجها أغلبية دول العالم، وتمت بين معسكرين متصارعين هما: قوات الحلفاء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وشارك فيها الاتحاد السوفيتي في مواجهة قوات دول المحور: ألمانيا وإيطاليا واليابان، وشاركت فيها أكثر من 30 دولة بشكل أو بآخر، وبرز فيها القصف بالقنابل الذرية لأول مرة في التاريخ، حيث ألقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين من قبل الولايات المتحدة، وأدت إلى انتصار معسكر الحلفاء وهزيمة معسكر دول المحور.

والثالثة، كانت الحرب الباردة ويعود سبب تسميتها بالحرب الباردة، لأنها كانت محدودة الاستعمال للأسلحة المختلفة، من قبل معسكري الصراع: بين معسكر الدول الرأسمالية أميركا وأوروبا ومعهم دول من بلدان العالم الثالث، والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، ويعود سبب استعمال الأسلحة التقليدية، وعدم التصادم المباشر بين المعسكرين خشية تفجير الحرب النووية التي ستدمر العالم، ولن يكون الانتصار لمعسكر على آخر، حيث أن كليهما لديهما الأسلحة الذرية القادرة على تدمير بلدان الطرف الآخر، بدون أن تسلم من الأذى والدمار. 

وقد انتهت الحرب الباردة عام 1990، بهزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي وتفككه.

والسؤال هو ما أهمية هذه الحروب وانعكاساتها على العالم العربي؟

مع الأسف كان العالم العربي إما حليفاً للبلدان الرأسمالية التي تآمرت على بلدان العالم العربي كما حصل في الحرب العالمية الأولى، حيث وقف العرب مع دول الحلفاء، ولكنها لم تحظ بنتائج الانتصار لتحقيق الاستقلال، بل تحولت بلدان العالم العربي إلى دول تحت الاستعمار،  وتعرضت لعمليات الهيمنة والتسلط والتبعية إما عسكرياً أو إقتصادياً أو سياسياً، ولم تتمكن من تحقيق تطلعاتها بالوحدة كقومية واحدة، أو سوق واحدة، أو معايير وقوانين موحدة مشتركة، أو في بعض الأحيان كانت حليفة للمعسكر المهزوم. 

وبالعكس، الصهيونية  كانت حليفة لدول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ونالت: 1- وعد بلفور، 2- الانتداب البريطاني على فلسطين الذي عمل وسهل استقبال المهاجرين الأجانب من اليهود وتوطينهم والسماح ببناء المستعمرات لهم، على طريق إقامة مستعمرتهم على خارطة فلسطين.

وواصلت الصهيونية تحالفها مع معسكر الحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية، وحظيت بنتائج الانتصار بتحقيق: 1- قرار تقسيم فلسطين في 29-11-1947، الذي أعطى مشروعها الاستعماري الشرعية الدولية، 2- إعلان دولتها الاسرائيلية  يوم 15-5-1948. 

كما شكلت المستعمرة قاعدة للتحالف مع البلدان الرأسمالية، وخاصة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وتفوقت بالقدرات التسليحية والدعم الكامل، حتى تمكنت عام 1967 من احتلال باقي خارطة فلسطين. 

ومثلت نتائج الحرب الباردة 1990، نجاحاً للصهيونية ومستعمرتها وتحالفها، وحققت اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، والتطبيع الإبراهيمي ، كما حققت نجاحات عملية ميدانية لصالحها بفعل تدمير العراق واحتلاله، بعد مغامرته الغبية في اجتياح الكويت، كما حققت مرادها في تدمير سوريا، واحتلال أجزاء منها، وسقوط نظامها يوم 8-12-2024، بعد ما يُسمى الربيع العربي 2011، الذي اجتاح العديد من البلدان العربية وسقوط أنظمتها: العراق وليبيا واليمن وسوريا وإعادة احتلال كامل خارطة فلسطين.


دلالات

شارك برأيك

نتائج الحروب العالمية الثلاث

المزيد في أقلام وأراء

القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين

عصام أبوبكر

الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل

مصطفى ابراهيم

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

تحولات لصالح فلسطين

نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار

أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر

حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي

ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟

تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

مواقف دولية وتصريحات واعدة

قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !

الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1265)