Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 04 مايو 2025 8:39 صباحًا - بتوقيت القدس

حين تصرخ فلسطين… فاسمعوا نداء البقاء !

بسام زكارنة 


في زمن تتهاوى فيه القيم وتتقدّم فيه المشاريع الاستعمارية بثوب الحداثة والديمقراطية الزائفة تبقى فلسطين هي الخندق الأخير والسدّ الذي حال دون سقوط العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى.

الإمام المغيّب السيد موسى الصدر رجل المبادئ والكرامة قال يوماً كلمته الخالدة:

"نقبّل أيادي الشعب الفلسطيني الذي حمى الشعوب العربية".

لم يكن ذلك تعبيراً عاطفياً أو نداء تضامن عابر بل كان اعترافاً استراتيجياً  بأن هذا الشعب بصموده، بدمائه، وبقضية لم تسقط رغم التآمر، هو من شكّل على مدى عقود خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة وحرية شعوبها.

وفي المقابل قال مجرم الحرب أريئيل شارون للإدارة الأمريكية:

“نحن كإسرائيل نسدّ مكان عشر حاملات طائرات أمريكية في الشرق الأوسط دفاعاً عن مصالحكم ومصالح الغرب".

بهذا التصريح قدّم شارون خلاصة المشروع الصهيوني: إسرائيل ليست فقط دولة احتلال بل قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا والغرب داخل قلب الأمة العربية، هي عين الغرب وسوطه في آن، وجودها الاستراتيجي هو لتطويق العرب لا لحمايتهم ولتنفيذ حلمها القديم-الجديد: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".

السؤال الجوهري إذن:

إذا كانت إسرائيل تعلم دورها وتؤديه بوضوح فلماذا لا تعي بعض الأنظمة والشعوب العربية أن وجود الشعب الفلسطيني هو بديل عن آلاف حاملات الطائرات التي تحمي أوطانهم وتمنع الغرق الكامل في الهيمنة الصهيونية؟

الشعب الفلسطيني بكل ما يحمله من معاناة لم يدافع فقط عن تراب وطنه بل لقد عرقل المشروع الصهيوني قروناً. 

من ثورة 36، وحرب الكرامة، وحرب 82 في لبنان، وصمود غزة في وجه خمس حروب، وانتفاضات الضفة الغربية المتتالية وتشبث اللاجئين بحق العودة ليسوا مجرد مشاهد مقاومة بل استنزاف يومي للمشروع الصهيوني العالمي.

كل شهيد يرتقي في جنين، كل منزل يُهدم في طولكرم، كل أسير يُنتزع من بين أهله في نابلس، كل أمّ تقف بجانب ركام بيتها وهي تردد "الله أكبر"… كلها لحظات تصنع مستقبل العرب.

إسرائيل لا تكتفي بفلسطين.

تريد غزة ثم القاهرة، تريد نابلس ثم دمشق، تريد الخليل ثم بغداد.

فلا أحد منكم بمنأى، ما دامت أولى القِبْلتين تحت القصف ومسرى نبيكم في خطر وهل المسجد الأقصى للفلسطينيين فقط ؟!

إن ما يجري اليوم ليس "صراعًا حدوديًا" بل معركة بقاء وإذا خذلتم فلسطين فأنتم لا تسقطونها بل تسقطون آخر حصن لكم وتتركون أوطانكم عارية أمام الذئب القادم من تل أبيب.

إلى الشعوب العربية:

فلسطين ليست عبئاً بل كنزكم الاستراتيجي، وليست قضية شعب بل مقياس شرف الأمة وحماية لأمنها القومي، لا تنظروا إليها كأرض محتلة فقط، بل كراية إن سقطت تبعتها كل الرايات العربية والإسلامية.

اليوم تصرخ فلسطين.. لا لتُنقَذوها بل لتوقظكم قبل أن يفوت الأوان.


..............


إذا كانت إسرائيل تعلم دورها وتؤديه بوضوح فلماذا لا تعي بعض الأنظمة والشعوب العربية أن وجود الشعب الفلسطيني هو بديل عن آلاف حاملات الطائرات التي تحمي أوطانهم.

دلالات

شارك برأيك

حين تصرخ فلسطين… فاسمعوا نداء البقاء !

فلسطيني قبل 21 أيام

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطين هي القلعة التي صمدت صد الإنجليز والامريكان والصهاينة ونابليون من قبلهم وستهزم كل غازي بعون الله وهي القلعة الحصينة

المزيد في أقلام وأراء

أكلت يدها

عيسى قراقع

يان بيتر هامرفولد... حين وجدت فلسطين في قلب نرويجي

اياد أبو روك

تحقيق هآرتس: مكتب رئيس الوزراء اختار جهة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلف ظهر المؤسسة...

ترجمة مصطفى إبراهيم

القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين

عصام أبوبكر

الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل

مصطفى ابراهيم

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

تحولات لصالح فلسطين

نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار

أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر

حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي

ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟

تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1274)