Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 20 أبريل 2025 1:08 مساءً - بتوقيت القدس

القِيَامَةُ في الوِجدَانِ الفلسطينِيِّ



بهاء رحال


القيامة في الوجدان الفلسطيني، المسلم والمسيحي، واحدة؛ وتعني الرفعة والرقي والنور والفداء والتضحية بيسوع الناصري، ابن مريم العذراء.

والقيامة حقًا جزء من الإيمان الديني والروحي والوطني؛ فهي طريق النجاة والانتصار على الظلم والاضطهاد والقهر، وهي السبيل إلى الخلاص من الطغاة، وتمجيد صورة الحق، وسحق الباطل وتقزيم أفعال الشيطان الأكبر وشياطين الحياة، وهزيمتهم بقوة الحق لا بحق القوة.

والقيامة في الوعي الجمعي الفلسطيني هي أكثر من حدث ديني، فهي رمز للثبات على الأرض، وللتمسك بالحق رغم اشتداد المحن، ورغم تغول الأشرار، وهي انتصار السلام على الحرب، والحياة على الموت، والأمل على اليأس، والنور على الظلام، وهي صورة الصمود في وجه المحتل، وتجدد الوعد بالحرية والخلاص، وهي في معناها الأعمق قيامة شعب، لا يُهزم مهما اشتدّ عليه البأس، لأن القيامة وعدٌ بالمستقبل، وتأكيد على أن النور لا بد أن يشرق بعد الظلام، وأن الحقيقة لا تموت، وإن غابت لحظةً في ظلال القهر والظلم وفصول الاضطهاد، إلا أنها ستشرق ثانية، ليعم العدل والسلام.

وفي القيامة بشرى العذراء مريم، خير نساء العالمين، الطاهرة البتول، التي حملت بشارة السماء في قلبها ونفسها ورحمها، وانتبذت مكانًا قصيًّا، هاربةً ممن كانوا يريدون قتل الطفل في المهد، وكان أمر ربك مقضيًّا، فكانت النجاة من بين أنياب الذئاب التي تربصت بالطفل يسوع، وكان كذلك أمرًا مفعولًا.

وفي القيامة بشرى للإنسان، بأن العدل والسلام عائدان إلى الأرض، وأن الاحتلال والقتل والظلم زائل لا محالة، وأن هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطيني، بكل أدوات القهر والظلم والقتل، وبكل الأسلحة الفتاكة، ستتوقف، وهذه القيامة بكل معانيها تحمل للناس في غزة، وفي الضفة والقدس، وتحمل لكل المقهورين والمضطهدين في العالم، أمل الخلاص والحرية من كل أدوات الاستبداد والظلم.

وفي ظل ما يعيشه شعبنا من إبادة جماعية، يعيش المسيحيون وهم مكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني هذه الأيام أسبوع الألم، الذي شهد آخر أيام السيد المسيح على الأرض، وفيه جمع الناس على طريق الحق وأوصى تلاميذه بالمحبة فيما بينهم، والتسامح والعطاء وبعث المسرة في الناس وأن تمتلئ قلوبهم بالإيمان والنور، وفيه قيامته ورفعته المجيدة إلى السماء. وهنا في فلسطين أرض الميلاد والقيامة، وأرض المحبة والسلام، حيث لا تزال تنشد السلام المفقود على صليب الاحتلال وسياساته وعنصريته، ولا تزال فلسطين على حالها تشكو زمانها المنكس، على خشبة الاحتلال الذي يضطهد حريتها وحقها في الاستقلال والتحرر وحقنا في الحياة ككل شعوب العالم، وحيث تحتفل الطوائف المسيحية بهذا العيد "عيد القيامة" لا يزال الاحتلال يضع العراقيل ذاتها أمام المؤمنين في الأرض المقدسة، ويمنعهم من ممارسة حقهم في الوصول إلى الأماكن الدينية ودور العبادة، وتحديداً في القدس والناصرة وبيت لحم، أما غزة فقد قصفت ودمرت الكنائس والمساجد وهي لا تزال تحت وطئ الإبادة المستمرة. وفي كل عام أيضاً يسعى الاحتلال لنزع الفرحة من قلوب الناس الذين يحتفلون بالعيد، بمنع التواصل  والزيارات ويضع الحواجز، لمنع دخول الفرحة وفرض إجراءات قاهرة، والعيد طقس ديني واجتماعي وعائلي وإنساني وروحي، ومعنى إيماني خالص بالأرواح المؤمنة التي تنشد السلام، وتنشد الحق وتنشد الحياة بكرامة، وتدعو لوقف الإبادة، وأن يعم السلام في أرض السلام .


..............

في القيامة بشرى للإنسان، بأن العدل والسلام عائدان إلى الأرض، وأن الاحتلال والقتل والظلم زائل لا محالة، وأن هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطيني، بكل أدوات القهر والظلم والقتل، وبكل الأسلحة الفتاكة، ستتوقف.

دلالات

شارك برأيك

القِيَامَةُ في الوِجدَانِ الفلسطينِيِّ

المزيد في أقلام وأراء

"بين الأيدولوجيا والبراغماتية.. آن أوان إنقاذ ما تبقى من فلسطين

رام الله - "القدس" دوت كوم

فاروق الشرع في مذكّراته... رجل دولة في نظام متهالك

بين بلفاست وغزة: دروس من أيرلندا الشمالية للفلسطينيين

فلسطين من التقسيم إلى التطهير العرقي.. النكبة مستمرة

رفعت قسيس

الحب في زمن الحرب بغزة.. بين لهيب المعاناة ولهفة القلوب

حلمي أبو طه

جولة ترامب.. الرابحون والخاسرون

عوني المشني

هل يعود حكم المماليك؟

جواد العناني

النكبة والإبادة والحد الأدنى

حمزة البشتاوي

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!!

محمد علوش

التعليم في فلسطين.. رسالة الأمل وصوت الهوية في زمن التحديات

د. سارة محمد الشماس

كل يوم في المخيم هو تذكير بأن النكبة لم تنتهِ

محمد أبو عكر أسير سابق مضى خمس سنوات في الاعتقال الاداري

الإسلاميون بعد قرن.. حصادُ الصراع ومآلات المستقبل؟!

الإفراج عن عيدان ألكسندر .. دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات اللاجئين في القدس

قد لا تصل هذه الرسالة أبدًا

الفرصة الأخيرة؟ الاقتصاد الفلسطيني أمام لحظة الحقيقة مع حكومة مصطفى

الدكتور سعيد صبري- مستشار اقتصادي – عضو مجلس ادارة هيئة التحول الرقمي الدولية

… ونقرأ الفاتحة على خسائرنا الفادحة!

إبراهيم ملحم

الإفراج عن عيدان..هل من انفراجة توقف الإبادة؟

جمال زقوت

الإفراج عن عيدان ألكسندر ، دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

مروان إميل طوباسي

الاعتراف المزعوم والهراء المعلن

أمين الحاج

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1242)