أخيراً دخلت آليات ثقيلة إلى قطاع غزة وعددها محدود والبيوت المتنقلة ما زالت تخضع لعمليات فحص إسرائيلية ، ووسط حاجة القطاع لمئات الآليات والمعدات الهندسية الثقيلة وضرورة وصول آلاف البيوت المتنقلة ، ومع التزام المقاومة ببنود المرحلة الأولى من صفقة التبادل ، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بها خاصة البروتوكول الإنساني ، حيث يعيق الاحتلال ادخال الاولويات الأساسية الخاصة بالبنية التحتية والمستشفيات والمياه والأدوات الكهربائية ومصادر الطاقة.
أول الغيث قطْرُ.. هذا ما ينطبق على ماجرى إدخاله من مساعدات لقطاع غزة ، الذي يحتاج إلى ملايين القطرات حتى يصبح الحديث ملائماً حول هذا البعد الإنساني، الذي تتعمد إسرائيل تأخيره والمماطلة به، ولكن المقاومة نجحت بتحقيق إنجاز استراتيجي مهم أمام إسرائيل ، من خلال التوافق مع الدول الوسيطة على الإفراج عن ٤ جثث لإسرائيليين غداً الخميس ، وستة من المحتجزين الأحياء يوم السبت ، وبالتالي وضعت إسرائيل في خانة صعبة ، حيث يتوجب عليها تنفيد بروتوكول الصفقة بحذافيره، وهذا ما لا يريده نتنياهو الذي يسعى للحفاظ على حكومته خشية انهيارها إذا ما ذهب لمفاوضات المرحلة الثانية.
إن مطلب إدخال المعدات والمساعدات والكرافانات ، هو حق مكتسب وشرعي للفلسطينيين الذين لم يعد لهم مكان يؤويهم بعد تدمير الاحتلال لمنازلهم وخيامهم ، وهذا الحق لا يعتبر منة أو هدية من أحد ..، بل هو حتمية حقيقية لصمود وصلابة الفلسطينيين وتحملهم لهذا العدوان الذي لم يسبق له مثيل.
رغم التطورات الإيجابية في مسار المفاوضات لنهاية المرحلة الأولى، والاستعداد لانطلاق قطار المرحلة الثانية ، وحماس كل طرف، سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي، لاستقبال عدد كبير من المحتجزين والأسرى ، حتى الجثث ، وأجواء التفاؤل التي عادت لتسود ، فإن على المفاوض الفلسطيني الانتباه لخطورة المرحلة، لا سيما أن إسرائيل ما زالت تهدد بنزع سلاح حماس وإجلاء قادتها ، ومنع أي سلطة حكم فلسطينية في القطاع ، ولا شك أن هذه الاشتراطات التي تتردد على شكل تصريحات وتهديدات من المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة، على حد سواء ، تُعد بمثابة إنذار حقيقي لشطب صفقة التبادل وإلغاء وقف إطلاق النار واستئناف العدوان
شارك برأيك
أول الغيث قَطْرُ!