منذ أيام، و"العبارة العنوان" أصبحت "ترند" هذا الزمان، وهي تشقّ طريقها على كل لسان، في تحدٍّ صاخبٍ للرجل غريب الأطوار، الذي ينتمي للعصور الغابرة، حين كان الناس يُحكمون بالبلطجة، واقتحام "الكاوبوي" للقرى والبلدات النائية، لمساومة سكانها على أملاكهم وشقاء أعمارهم، وفرض الخاوات عليهم، تحت التهديد بالقتل.
"دون تهجير" سلاحُ الأحرار الصامدين، وثبات أصحاب الأرض الأصليين، الذين لا يضرهم مَن خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء، فهم تلك الطائفة من الصابرين، الذين لا يزالون على الحق ظاهرين، ولعدوّهم قاهرين.
"دون تهجير" تتردّد يومياً على ألسنة كبار المسؤولين، عرباً وعجماً، شرقيين وغربيين، الذين يتحدثون بسخريةٍ عن وعيد ترمب للغزيين بالتهجير والجحيم، كما جاء في "السي أن أن" التي يُخاصمها رجل المفاجآت، كما يُخاصم "أسوشييتد برس" الأمريكية، لرفض رئيسة التحرير مجاراته في إطلاق اسم "خليج أمريكا" على "خليج المكسيك".
"دون تهجير" صوتٌ يصدح في أربعة أرجاء الأرض، ويتردد صداه على الجانب المصري من معبر رفح، حيث تصطف مئات الشاحنات المحمّلة بالكرفانات وبالجرافات والرافعات الضخمة، لانتشال الجثامين من تحت الركام، عندما تدخل إلى القطاع خلال ساعات، وتجرف في طريقها من رفح إلى بيت حانون هلوسات ترمب، ونوازع الغطرسة وأحلام التوسع، التي تتلبّس الثلاثي التلمودي "نتنياهو وسموتريتس وبن غفير".
بإمكان بُناة الأهرامات أن يُعيدوا إعمار القطاع "دون تهجير" خلال بضع سنين، فمَن شاهد حجم العمل ودقته وروعته وسرعة إنجازه في العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، يعرف أنّ مصر قادرةٌ على إنجاز المهمة في زمنٍ قياسيّ.
شارك برأيك
دون تهجير!