أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 1:33 مساءً - بتوقيت القدس

أصل حكاية فايزر والسلطة

بقلم: نبيل عمرو

الفلسطينيون يعانون من أخطاء السلطة، ويعانون أكثر من طريقتها في تقديم المعلومات واكثر واكثر في كيفية تبريرها لهذه الاخطاء.
المشجب الاسرائيلي الذي تعلق عليه الكثير من الخطايا لم يعد يحتمل مزيدا من الاثقال فضلا عن انه في الاساس ليس محل عتاب او لوم، فهو صاحب ام الخطايا التي هي الاحتلال، وما ينتج عنه من عذابات تطال ادق تفاصيل حياتنا. -ان الذين يلامون حقا هم اولو الامر عندنا-.
آخر ما اهتم به الناس وما انشغلو به حكاية لقاح فايزر، الذي وصف بأنه موشك على انتهاء الصلاحية، ولقد اصيب الناس بحالة من الذعر الجماعي، فالذين تلقوا اللقاح الامريكي “حسن السمعة” خافوا على حياتهم، والذين ينتظرون الجرعة الثانية خافوا أكثر، اما الذين تلقوا اللقاحات قليلة الشهرة -وانا منهم- فقد شعروا ببعض أمان .. لا يعلم غير الله الى متى في زمن الطفرة الهندية.
وحكاية الانشغال بفايزر، هي بعض حكاية من حكاياتنا في هذا البلد الامين وغير الامن،
حياتنا صارت موزعة بين كارثة ننساها بحلول الكارثة التي تليها، بحيث لم يعد لدينا من لقاح نتقي به اذى الكوارث المتسلسلة الا النسيان.
حكاية فايزر المرشحة للنسيان مثلما حدث مع امور كثيرة تشبهها، هي نتاج للادراة العشوائية والارتجالية، التي تدار بها البلد وناسه، فإن كانت الجرعات الموشكة على انتهاء الصلاحية كما أُعلن هي عنوان خلل فادح يطال صحة قطاع واسع من الناس فإن انتهاء الكفاءة لدى السلطة المسؤولة عن ملايين البشر هو الجذر الاساس لكل الاخطاء والخطايا، وهو كذلك الذي يفرض علينا انتقالا مستمرا بين كارثة وأخرى.
ان اهم الحواسيب تعجز عن احصاء الاخطاء والخطايا التي حفل بها اداء السلطة في كافة المجالات، والتي لم تعالج بل تركت للزمن والنسيان ولكي لا اقلّب المواجع فلا ارى لزوما لسرد الوقائع المثبتة الدالة على ما اقول فضحاياها الذين هم الناس يحفظونها عن ظهر قلب.
ما العمل اذا؟
هل تتشكل لجنة تحقيق رقمها العشرة الاف ونتائجها صفر؟ وهل نضحي بوزير او وزيرة او موظف كبير او صغير فنحمله مسؤولية ما حدث لنقول للناس ها نحن نحاسب ولا نرحم؟ وهل نواصل التعامل مع الاخطاء والخطايا بالقطعة وكأن كل شيء على ما يرام الا آخر كارثة؟.
ان ادارة شؤون ملايين البشر بالطريقة التي تؤديها السلطة سواء في الضفة او غزة، سوف تؤدي وتلقائيا الى مزيد من الكوارث ما دام صناع الاداراة والقرارات مجرد اشخاص يرتجلون وما داموا آمنين من المسائلة وبعيدين كل البعد عن الرقابة والمتابعة.
الناس يواصلون الالم عندما تنهمر عليهم التبريرات الساذجة والباهتة للأخطاء والخطايا وهم يتلقون روايات متعددة ومتناقضة تزيد البلبلة على نحو يجعل الذين يقولون “فالج لا تعالج” في ازدياد مضطرد، وهذا اسوأ ما في الامر حين يصل اليه شعب ينوء تحت اقسى ظروف يعيشها اي شعب في اي زمان ومكان، الخلل ليس في مجرد اداء صفقة يشوبها التباس كبير وليس في خطأ اداري او مهني ارتكبه موظف او جملة موظفين عن قصد او غير قصد .
الخلل في نظام لم تنته صلاحيته فحسب بل انتهت كفاءته واسألوا كيف هو حال السلطة في أعين وعلى السنة الناس.

شارك برأيك

أصل حكاية فايزر والسلطة

المزيد في أقلام وأراء

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

في ذكرى النكبة 76.. غزة تعيد الصراع للمربع الأول

وسام رفيدي

حِراك طلبة الجامعات.. وشبابنا العاطل!

المتوكل طه

أصغيتُ، شاهدتُ، فتعلمت فأيقنت

غسان عبد الله

النكبة الفلسطينية نزيف مستمر وشاهد على عجز الأمم المتحدة

عبد الله توفيق كنعان

ماذا يحدث في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية؟

أنطوان شلحت

لماذا تستميت أميركا لتطبيع سعودي مع إسرائيل؟

لميس أندوني

الكتابة بين الجثث.. قُبلة على جبين غزة في الذكرى الـ 76 للنكبة

عيسى قراقـع

مقارنة بين نكبتين.. من الطنطورة إلى الشابورة

إبراهيم ملحم

لاجئ وحتما عائد

حديث القدس

ذكرى النكبة محطة العودة

حمادة فراعنة

حق العودة بعد السابع من أكتوبر

عصري فياض

في يوم أوروبا.. بين مواقفها والوقائع بعد ٧٦ عاماً من جريمة النكبة

مروان إميل طوباسي

استقلالهم ونكبتنا

بهاء رحال

فلسطين و "إسرائيل".. من الهولوكوست اليهودي إلى الهولوكوست الفلسطيني

إبراهيم أبراش

عن القدس في ظل حرب الإبادة

يونس العموري

جبل غزة الذي لا ينحني….

محمد دراغمة

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%2

%98

(مجموع المصوتين 57)

القدس حالة الطقس