Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 04 ديسمبر 2024 10:29 صباحًا - بتوقيت القدس

اضطراب المزاج الدوري

يواجه الإنسان  الكثير من الأزمات النفسية والضغوطات المختلفة التي تسبب له الكثير من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على أدائه في المجالات المختلفة سواء كانت تعليمية، أو مهنية، أو اجتماعية. تتنوع هذه الاضطرابات وتختلف في شدتها وآثارها، وتعمل على إرباك الحياة الطبيعية للفرد. ومن بين هذه الاضطرابات النفسية اضطراب المزاج الدوري، فما هو ذلك الاضطراب، وما هي أهم أعراضه، ونسبة انتشاره، وما هي العوامل المسببة له، وكيف يمكن علاجه، وأخيراً، بعض التوصيات لتعزيز الصحة  النفسية للوقاية من الاضطرابات النفسية، وخاصة اضطراب المزاج الدوري؟


ينتمي اضطراب المزاج الدوري إلى عائلة الاضطرابات ثنائية القطب، وسميت بذلك لأن المرضى تظهر لديهم أعراض الهوس، وكذلك أعراض الاكتئاب خلال حياتهم (فالهوس والاكتئاب قطبان مختلفان ومتعارضان)، فيمثل القطب الأول الهوس حالة مفرطة من الابتهاج والسعادة والهيجان والطاقة، والفرح ويكون المريض كثير وسريع الكلام، متشتت الأفكار، قليل النوم، اندفاعي في سلوكاته، حيث أنه لا يعي عواقب ذلك، أما القطب الثاني فيتمثل في الاكتئاب حيث يكون الشخص في حالة قلق وحزن وتشاؤم، وكراهية للذات. 


يعد اضطراب المزاج الدوري من الاضطرابات المزاجية الخفيفة، ويعرف بأنه سلسة مستمرة من التقلبات والتذبذبات المزاجية بين ارتفاع المزاج والشعور بالسعادة، أو هبوط المزاج والشعور بالشقاء والتعاسة، وتكون تلك التقلبات مصحوبة بانفعالات تعبر عن حالة عدم الاستقرار؛ بحيث تجعل حياة المريض في حالة من الضيق والتوتر والانزعاج، فتارة يكون المزاج  في حالة من النشاط الزائد والطاقة والحيوية والحركة وهو ما يسمى الهوس، وتارة أخرى يكون هناك خمول وفتور الهمة والحزن وهو ما يسمى الاكتئاب، وتؤثر هذه الأعراض على الأداء الوظيفي أو المهني أو الاجتماعي للمريض.


يقدر بعض الباحثين أن نسبة انتشار اضطراب المزاج بـ 4%، وأن بدايات ظهور الاضطراب في العشرينات من العمر، أما بالنسبة لمتغير الجنس فإن نسبة الإصابة بالمرض متساوية ما بين الذكور والإناث. يتطلب تشخيص اضطراب المزاج الدوري، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM5، وجود الأعراض الهوسية الخفيفة والاكتئابية لمدة سنتين على الأقل من حياة المريض، ففيها يعاني المريض من أعراض اكتئابية متكررة، تتخلها أعراض هوسية وتتصف تلك الأعراض بمتوسطة الشدة، بحيث لا تصل إلى مرحلة الخطورة كما في الأنواع الأخرى من الاضطرابات ثنائية القطب.


أما أسباب اضطراب المزاج الدوري، فلا توجد أسباب محددة ولكن هناك بعض العوامل التي من الممكن أن تكون سبباً في اضطراب المزاج الدوري، منها العوامل البيولوجية والتي تتمثل في اختلالات في نشاط الغدد، والنواقل العصبية التي تلعب دوراً مهماً في اضطرابات المزاج، والعوامل الوراثية. أما العوامل البيئية من أحداث حياتية ضاغطة وصعوبات، فتشكل تلك الأحداث بيئة خصبة لاستثارة نوبات اضطرب المزاج الدوري.  


وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب الأقل شدة من الأشكال الأخرى للاضطرابات ثنائية القطب، إلا أنه قد يصبح مزمناً وحاداً، وقد يتحول إلى الأشكال الأخرى من اضطرابات ثنائية القطب الأشد فتكاً وتأثيراً على الصحة النفسية للمريض، ويمكن أن يسبب هذا الاضطراب حدوث مشكلات عاطفية مع الآخرين، وأحياناً ترافقه محاولات وأفكار انتحارية، وقد يصاب المريض باضطرابات القلق، وإساءة استخدام المواد، لذلك لابد من اكتشاف وتشخيص الأعراض مبكراً، وذلك يساعد في التخفيف  من مضاعفات الاضطراب والحد من تطوره.


 ويعد العلاج النفسي مهم في خفض الأعراض الناجمة عن الاضطراب، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي، وإلى جانب العلاج النفسي يكون العلاج الدوائي مفيداً في بعض الحالات لدوره  في تنظيم وضبط النواقل العصبية وعلاج الاختلالات الغددية، وذلك طبعاً بعد تقييم حالة المريض الصحية والنفسية من قبل الطيبب النفسي أو المعالج النفسي.  


وفي خاتمة هذه المقالة يمكن أن نقدم بعد التوصيات للمساهمة في تعزيز الصحة النفسية للأفراد، وتقليل التوتر للوقاية من الاضطرابات النفسية، والأخص اضطراب المزاج الدوري:


أولاً: من المهم جداً بناء علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين. 


ثانياً: ممارسة أنشطة صحية وممتعة تكون جزءاً من الحياة  اليومية للفرد كالمشي، أو السباحة، أو كرة القدم، أو اليوغا لتفريغ الضغوطات السلبية.


ثالثاً: تخصيص وقت للاسترخاء، وممارسة التأمل لتصفية الذهن من الضغوطات والشعور بالانتعاش والحيوية.


رابعاً: تقبل المشاعر والتحدث عنها مع أشخاص داعمين.


خامساً: تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والتي تؤثر على المزاج.


سادساً: المحافظة على عادات النوم الصحي. 


سابعاً: التخلي عن العادات والأشخاص والأماكن التي تسبب لك مشاعر الضيق والانزعاج والقلق. 

وأخيراً، ابحثوا عن الدعم والمساعدة فصحتك النفسية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية، ولا تترددوا في طلب الدعم والعلاج النفسي المناسب.

دلالات

شارك برأيك

اضطراب المزاج الدوري

المزيد في أقلام وأراء

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

تحولات لصالح فلسطين

نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار

أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر

حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي

ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟

تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

مواقف دولية وتصريحات واعدة

قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !

الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟

الرأي القانوني في قرار الكابينيت الأخير منع عملية تسوية الأراضي في مناطق C وإلغاء إجراءات...

على هذه الأرض ما يستحق البقاء

مصطفى إبراهيم

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1262)