يعتبر الأردن من أوائل الدول والجهات الذي تحدث عن ضرورة فرض حل الدولتين... دوليا، على قاعدة أنه طالما استمر اليمين الإسرائيلي في السلطة وطالما أن الكيان الصهيوني كله منزاح نحو اليمين إلى درجة كبيرة ليس في الحكم فقط وإنما في الشارع السياسيٍ؛ فان هذا اليمين لن يقبل ذاتيا بهذا "الحل"، ولذلك لا بد من فرضه، وبالذات في ظل رئيس وزراء إسرائيلي أعلن أنه "فخور بجهوده التاريخية لمنع إقامة دولة فلسطينية"، لا، بل يعتبر: "الدولة الفلسطينية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل".
وقد استعاد عديد الساسة والمراقبين بالذاكرة مؤتمر مدريد، وكيف أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه (إسحاق شامير) إلى الذهاب إلى العاصمة الإسبانية والمشاركة بالمؤتمر. لكن تبين لاحقا أن الدولة الصهيونية جعلت من مؤتمر مدريد فخا، هدفه منح الكيان الصهيوني مزيدا من الوقت لتوسيع الاستعمار/ "الاستيطان" وتحقيق المزيد من الاختراق للساحات العربية باسم السلام، حيث انقلبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تعهداتها والاتفاقيات مع السلطة الوطنية الفلسطينية التي لم يبق لها أي سلطة فعلية او حقيقية، وها هي "اسرائيل" اليوم تتمادى مع ما يجري من حرب إبادة ضد الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية أيضاً.
من، إذن، بإمكانه أن يفرض حل الدولتين؟ أو لنقل: من يرفض حل الدولتين باستثناء الكيان الصهيوني؟! الولايات المتحدة الأمريكية توقعت أن يوفر لها الكيان طرف خيط يسمح لواشنطن بدفع رؤيتها السياسية، وبضمنها حل الدولتين، لكن يبدو حتى الآن أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الحالية للكيان تماطل، وعليه تواصل واشنطن التعبير عن إحباطها، فيما يواصل الرئيس الأمريكي (جو بايدن) إظهار دعم متنوع للكيان في حرب الإبادة على قطاع غزة، ويرفض الاستجابة لدعوات مشرعين ديمقراطيين في الكونغرس اشتراط استمرار هذا الدعم بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) على خطة خروج من الحرب وإنهائها وبحث مستقبل قطاع غزة بموجب الخطة التي يطرحها (بايدن) لمستقبل الشرق الأوسط كله، مركزا اعتقاده من أن الطريق لتطبيع علاقات بين الكيان الصهيوني ودول عربية يتأتى من خلال حل الدولتين الذي يضمن أيضاً أمن الكيان الصهيوني، مع الأخذ بالاعتبار أن (بايدن) يواجه مخاوف من عدم تمكنه من تقديم إنجازات في سياسته الخارجية قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية والكونغرس، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
الآن، تتصاعد الضغوط الدولية على الكيان الصهيوني للعمل نحو التوصل إلى حل سياسي يؤمن العالم بأنه حل الدولتين لا غير. ففكرة الدولتين "لشعبين" تحظى بدعم واسع النطاق في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وهو ما عبر عنه ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية (ماغيره!!!) حين قال: "الحرب التي تشنها إسرائيل تزرع الكراهية، أعتقد أنه يتعين علينا التوقف عن الحديث عن عملية السلام والبدء في الحديث بشكل ملموس أكثر عن عملية حل الدولتين".
من المؤكد أن لا حل الآن إلا بفرض "حل الدولتين" من الخارج، إذا افترضنا أن النوايا الأميركية سليمة، وأنهم بحق يسعون للحل، ولذا، يجب الدفع بهذا الاتجاه. واليوم، ونحن نلحظ "عجز" الولايات المتحدة المستدام عن الوفاء بوعد اعادة القنصلية الاميركية الى القدس وفتح مكتب لمنظمة التحرير في واشنطن؛ لانرى اي امل لقيام "دولة فلسطينية" إلا بحل دولي عبر مؤتمر شبيه بمؤتمر مدريد تدعمه دول مجلس الأمن. وفيما عدا ذلك لننسى أن هناك أفقاً سياسياً، ويصبح حينها الحل الأوحد لإقامة دولة فلسطينية من خلال مختلف انواع المقاومة بما في ذلك المسلحة منها.
أقلام وأراء
الجمعة 02 فبراير 2024 9:48 صباحًا - بتوقيت القدس
هل تنجح صيغة "حل الدولتين"... وكيف؟

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الإفراج عن عيدان ألكسندر .. دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية
في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات اللاجئين في القدس
قد لا تصل هذه الرسالة أبدًا
الفرصة الأخيرة؟ الاقتصاد الفلسطيني أمام لحظة الحقيقة مع حكومة مصطفى
الدكتور سعيد صبري- مستشار اقتصادي – عضو مجلس ادارة هيئة التحول الرقمي الدولية
… ونقرأ الفاتحة على خسائرنا الفادحة!
إبراهيم ملحم
الإفراج عن عيدان..هل من انفراجة توقف الإبادة؟
جمال زقوت
الإفراج عن عيدان ألكسندر ، دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية
مروان إميل طوباسي
الاعتراف المزعوم والهراء المعلن
أمين الحاج
إسرائيل على مفترق طرق.. احتلال، إبادة جماعية، وموت رؤية
ألون بن - مئير
انكشاف الغرب الاستعماري وتعريته
حمادة فراعنة
الإدارة على مفترق طرق.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل دور القادة والمؤسسات؟
د. عمر السلخي
بين خطاب فريدمان ومصالح ترامب.. فلسطين قضية تحرر وطني وليست ورقة على طاولة الصفقات
مروان إميل طوباسي
شكوك حول نوايا وجدوى خطة المساعدات الأمريكية لغزة !
نبهان خريشة
كل الجهود لوقف حرب الإبادة وإفشال مخططات التهجير والترحيل
وليد العوض
في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي
محسن أبو رمضان
تجارة لا تبور
إسماعيل الشريف
جائحة الركود التضخمي الجديد
حسام عايش
عائلة بأكملها في قبضة الغياب... حين تُقصف السماء الذاكرة
بن معمر الحاج عيسى كاتب وباحث جزائري
رفح.. سنة في درب المعاناة وسبع محطات من الصبر الجميل المقدّس
حلمي أبو طه
الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
راسم عبيدات
الأكثر تعليقاً
لازاريني: إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح حرب ضد غزة

نتنياهو يعقد اجتماعًا لحكومته في بلدة سلوان بذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس
فريدمان لترمب: نتنياهو ليس حليفا لنا بل يهدد مصالحنا

نتنياهو يهاتف ترمب ويشكره على مساعدته في إطلاق سراح عيدان ألكسندر

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي

"الصحة العالمية": منع الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات الأساسية في غزة يدفعنا نحو المجاعة

هرتسوغ: لا شيء يُسعدني أكثر من مصافحة ابن سلمان

الأكثر قراءة
الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية بمعرض الدوحة للكتاب

هدوء حذر بين الهند وباكستان وسط دعوات أميركية وبريطانية لاستمرار الحوار

الاحتلال يعتقل شابا من الخليل

الاحتلال يعتقل مواطناً عقب اعتداء للمستعمرين جنوب الخليل
مستوطنون يهاجمون شمال غرب رام الله
تقرير: محاولة اغتيال السنوار نُفذت بسرعة واستنادا لمعلومات استخباراتية جزئية

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي


أسعار العملات
الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.62
شراء 3.61
دينار / شيكل
بيع 5.11
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 4.11
شراء 4.1
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1231)
شارك برأيك
هل تنجح صيغة "حل الدولتين"... وكيف؟