إسرائيل دولة ديمقراطية ، "استقلت" قبل خمس و سبعين سنة ، و تحتفل بهذا "الاستقلال" كل سنة ، و ليس مهما عمن استقلت ، و ليس مهما منذا الذي كان يحتلها ، فهذه أمور شكلية و هامشية ، و حتى لو ظل جميع سكانها طوال عمرهم يسألون انفسهم هذه الأسئلة حتى اليوم الأخير من أعمارهم دون ان يحصلوا على جواب ، فهي أمور ستظل شكلية و هامشية ، و حين يحاول ساستها التفذلك و التنطع للإجابة ، يكتفون بعبارة : شعب بلا أرض ، لأرض بلا شعب ، و كأن هذا يبرر لهم إقامة دولتهم على أرض بلا شعب ثم اعلان الاستقلال .
دعنا من كل هذه الأمور الشكلية الهامشية ، فلطالما ان الدولة ديمقراطية فيفترض ان تكون تقدمية و علمانية و حضارية ، فماذا عن دينها بحيث يمكن ان يتمتع أي انسان بجنسيتها اذا ما أثبت ان أمه يهودية ؟
- هذا ليس عنصرية كما يمكن ان يتهيأ للبعض ، هذا له علاقة بالنقاء و المحافظة على الأصول و التراث و الأجداد والارباب يهوه و أيل و ياهو والرسل و الاسفار و المزامير و الزبر قبل حوالي ستة ألاف سنة (السنة العبرية الحالية 5784) ، لم تكن الكتابة قد بدأت حتى في أطوارها البدائية ، بل أكثر من ذلك ، من ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي أقيمت بقرار الهي .
- و لكن هذا عدا عن انه تلطي وراء حقب سحيقة معظمها خراريف و أساطير ، فهي منافية للعلم و التاريخ والواقع ، و هناك اليوم 194 دولة يعيش فيها ما يناهز ثمانية مليار انسان اكثر من نصفهم ليس له دين ، و البقية من أصحاب الديانات توارثوا دين آبائهم دون ان يسألهم احد عن رأيهم ، على أهمية ان الدين ، أي دين ، هو الاخلاق و المحبة و النزاهة و السلام (يقول المرشد الايراني علي خامنئي ان دينه يحرّم عليه استخدام القنبلة الذرية ، على عكس وزير الآثار من حزب بن غفير المتدين الذي نادى للتخلص من غزة ، قصفها بواحدة من ترسانته النووية) .
و للرد على ديمقراطية الدولة و حضاريتها و تقدميتها ، أفاقت طفلة تم انقاذها من تحت الردم وآثار دماء و غبار على وجهها ، و يبدو انها فقدت اعضاء اسرتها ، تبكي سائلة : "هل هذا حلم أم جد" ؟. تريد من اي كان ان يقول لها أن هذا مجرد حلم كابوسي مفزع ، و حين لم تسمع أحدا يجيبها ، عادت لتكرر السؤال : هل هذا حلم ام حقيقة؟ ، قل لي يا عمي : "هل هذا حلم ام جد"؟ . أما الطفل الذي ظلت الممرضة تحاول إغماض عينيه الميتتين دون جدوى ، كأنه أراد ان يبقيهما مفتوحتان على ديمقراطية الدولة الحرة المستقلة وعلى إسلامية الامة و عروبتها و صدقية أمريكا زعيمة للعالم الحر .
هذا يا ابنتي جد ، و ستعيشين معه ارهاصات نكبة أخرى حتى مطلع القرن القادم ، بعد ان راهن آباء الدولة الديمقراطية الجديدة على نسيان الصغار و موت الكبار ، فعلى ماذا سيراهنون الآن ؟؟؟؟
أقلام وأراء
الثّلاثاء 05 ديسمبر 2023 9:24 صباحًا - بتوقيت القدس
قل لي يا عمي ، "هل هذا حلم أم جد"؟

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أكلت يدها
عيسى قراقع
يان بيتر هامرفولد... حين وجدت فلسطين في قلب نرويجي
اياد أبو روك
تحقيق هآرتس: مكتب رئيس الوزراء اختار جهة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلف ظهر المؤسسة...
ترجمة مصطفى إبراهيم
القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين
عصام أبوبكر
الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل
مصطفى ابراهيم
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!
تحولات لصالح فلسطين
نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار
أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر
حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي
ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟
تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!
في غزة الناس ينتظرون مصيرهم
مصطفى إبراهيم
هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟
أمين الحاج
غزة والإبادة جوعاً
د. جبريل العبيدي
سِــفر الآلام
نبهان خريشة
القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...
مالك زبلح
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

وزيرة تركية: سنواصل الوقوف إلى جانب أطفال فلسطين

صحة غزة: 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية

وزراء إسرائيليون يحمّلون قادة أوروبا مسؤولية هجوم واشنطن

"إسرائيل" تصنف 1846 معتقلا من غزة كمقاتلين "غير شرعيين"

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,762 شهيداً
صحف عالمية: شعور بالعجز يسود العالم تجاه المعاناة اليومية لغزة

الأكثر قراءة
الاحتلال يعتقل شابا خلال اقتحامه بلدات وقرى في محافظة جنين

كاتس يوجه الجيش بعدم استدعاء غولان للاحتياط ومنعه من ارتداء الزي العسكري

النائب راندي فاين يدعو إلى قصف غزة نوويًا كما حدث مع اليابان بعد إطلاق النار في واشنطن

البنك الإسلامي الفلسطيني يقدم مساعدات إغاثية عاجلة للنازحين في غزة

مدير بعثة الصليب الأحمر يطّلع على احتياجات الهلال الأحمر بغزة ويؤكد دعم الجهود الإنسانية

الإعلام الحكومي في غزة: تلف أطنان من المساعدات ومنع إدخالها يعمّق المجاعة في القطاع

الجهود المشتركة متواصلة : وزير الشؤون المدنية يستقبل وفداً من مصلحة مياه محافظة القدس

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1274)
شارك برأيك
قل لي يا عمي ، "هل هذا حلم أم جد"؟