شاء من شاء وأبى من أبى ، فإن الحرب العدوانية على قطاع غزة ستضع اوزارها في نهاية المطاف، وإن كل ما يخطط له الاحتلال ما بعد انتهاء هذا العدوان الواسع سيبوء بالفشل الذريع، لأن ارادة الشعوب لا تهزم ، وان شعبنا في قطاع غزة ، سيواصل تقديم المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وعقب انتهاء هذه الحرب العدوانية المدمرة والتي هي حرب ابادة ادانتها جميع شعوب العالم الحية بما فيها شعوب الدول الاستعمارية واميركا ، سيأتي النضال السياسي وطرح المشاريع من تسوية القضية الفلسطينية ، لأنه بدون تسويتها وحلها حلا عادلا ، فإن الصراع سيبقى قائما والمنطقة ستشهد المزيد من الحروب والتي قد تمتد لتصل العالم قاطبة.
ومن هنا ومن اجل ان يتم تحقيق منجزات على الصعيد السياسي والحلول التي ستطرح ، فإن هذه المنجزات يجب ان تكون بمستوى التضحيات التي قدمها شعبنا في قطاع غزة اولا وفي الضفة الغربية بما فيها القدس ثانيا.
وحتى تكون هذه المنجزات بمستوى التضحيات ، فإن لم الشمل الفلسطيني هو له الاولوية في المرحلة الحالية ، ليكون الصوت الفلسطيني موحدا ، ومن الواجب الوطني ان تقوم القيادة الفلسطينية ممثلة بالسلطة الفلسطينية بأخذ دورها في هذا السياق اي عليها دور في استعادة الوحدة الوطنية ، وعدم ابقاء الوضع على حاله ، وعليها الاستجابة لنداءات شعبنا بضرورة قيام السلطة بالخطوة الاولى نحو تحقيق هذه الوحدة وانهاء الانقسام المدمر، والاقلاع عن الرهان على الحلول السلمية القادمة من الغرب ، بل على ارادة شعبنا وقواه الوطنية والحية.
ان المرحلة الحالية لا تحتمل اي تأخير في لم الشمل الفلسطيني من اجل تحقيق حقوق شعبنا الوطنية الثابتة ، والمنصوص عليها في القرارات الدولية ، لأن اي تأخير لن يفيد شعبنا ولا قضيته الوطنية.
ولنا في تجارب الشعوب التي حققت الانتصارات على المستعمر وتحررت بفضل الوحدة الوطنية بين كافة القوى والفصائل والاتفاق على برنامج عمل خير دليل على ذلك ، لأن شعبنا في الضفة والقطاع سيخرج من هذه الاعتداءات رافع الرأس، وسيفرض على العالم ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية لا تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية وغير القابلة للتصرف.
صحيح انه كان من المفروض ان ينتهي هذا الانقسام منذ بداية العدوان على غزة ، ولكن الضغوط على القيادة الفلسطينية حالت حتى الآن دون ذلك ، غير ان هذا لا يعني ان لا تتخلص من هذه الضغوط وتعمل على وحدة الصف الوطني لتحقيق الانتصار المنتظر والذي لن يطول ما دام شعبنا صامدا ولا يتنازل عن حقوقه الوطنية.
شارك برأيك
ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية