بداية يجب التأكيد والفهم والوثوق أن دور الأردن نحو فلسطين يعمل وفقاً للعوامل التالية:
أولاً لحماية الأمن الوطني الأردني، من محاولات المستعمرة إعادة رمي القضية الفلسطينية من قبل أهالي قطاع غزة نحو مصر، وأهالي القدس والضفة الفلسطينية نحو الأردن، فقد تمكنت المستعمرة من رمي القضية الفلسطينية عام 1948، إلى الحضن اللبناني والسوري والأردني، وبقيت كذلك حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات من إعادة العنوان والموضوع والقضية الفلسطينية إعادتها إلى فلسطين عام 1993، بفعل نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، ولذلك يسعى الفريق الحاكم لدى المستعمرة إعادة رمي القضية الفلسطينية وتبعاتها إلى خارج فلسطين.
ثانياً لقد احتلت الضفة الفلسطينية والقدس، حينما كانتا جزءا من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية عام 1967، وقد تخلى الأردن عن دوره ومسؤولياته بقرار فك الارتباط عام 1988، عن القدس والضفة لصالح شعبها وقيادتها وممثلها منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن الإحساس بالمسؤولية، والواجب الوطني والقومي والديني والإنساني الأردني، بقي يقظاً مشاركاً نحو فلسطين ودعمها باتجاهين أولهما بقاء وصمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، وثانيهما دعم نضاله لاستعادة حقوقه الوطنية على أرض وطنه، الذي لا وطن له غيره.
منذ بداية هجوم قوات الاحتلال البربري، على قطاع غزة، وفق خطة الوزير يوآف جالنت، الثلاثية: الأولى عمليات القصف التدميري بهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من البيوت والبنايات والمنشآت المدنية الفلسطينية، والثانية بدأت يوم 28/10/2023، بعملية الاجتياح التدريجية لشمال قطاع غزة وصولاً إلى احتلال مدينة غزة ومستشفى الشفاء يوم 15/11/2023، والمرحلة الثالثة لم تتحقق بعد وتتمثل باحتلال كامل قطاع غزة، وتنصيب إدارة مدنية على قطاع غزة منسجمة مع برامج الاحتلال، واقتطاع منطقة أمنية عازلة، وتقليص مساحة قطاع غزة، ودفع السكان نحو الجنوب، كما هو حاصل حالياً ومنعهم للعودة إلى بيوتهم شمال القطاع، بهدف إخلاء المنطقة المحاذية من حدود 1948، من سكانها.
لقد عمل الأردن على إحباط مشاريع وخطوات المستعمرة، وتحرك رأس الدولة جلالة الملك، ووزير الخارجية بعدة اتجاهات وعناوين:
أولاً المطالبة بوقف إطلاق النار، وتوفير الاحتياجات الضرورية من الدواء والغذاء والعلاج، وتقديم المساعدات المباشرة كما حصل خلال أيام الحرب بالانزال الجوي.
ثانياً التصدي لفكرة: حق "المستعمرة" للدفاع عن نفسها، التي روجتها تل أبيب مع الولايات المتحدة وأوروبا، ودحضها ونسف فكرتها غير الموضوعية، والتصدي لها باعتبارها غطاء لكل المجازر البشعة التي قارفتها قوات الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة.
ثالثاً تحرك الأردن نحو: 1- مصر لتعزيز الموقف المصري نحو رفض استقبال الفلسطينيين ورفض تهجيرهم وتشريدهم نحو سيناء، 2- نحو الموقف الأوروبي ممثلاً بالبلدان الأربعة التي وقعت مع واشنطن البيان الخماسي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، 3- نحو واشنطن بهدف فشل برنامج نتنياهو في تنصيب إدارة فلسطينية أو عربية أو دولية على قطاع غزة، 4- نحو البلدان العربية وعقد الاجتماع الوزاري العربي مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن بحضور ومشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وسفر بلينكن من عمان إلى رام الله واللقاء مع الرئيس الفلسطيني، وبذلك تم إحباط كل المساعي الإسرائيلية لإسقاط التمثيل الفلسطيني، 5- نحو البلدان العربية وتشكيل حائط صد عربي دعماً للتمثيل الفلسطيني.
لقد نجح الأردن في مساعيه، وعبر الخطوات الجوهرية التي قام بها، بهدف حماية أمنه الوطني، ودعماً واجباً للشعب الفلسطيني.
أقلام وأراء
الأحد 26 نوفمبر 2023 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس
الرافعة الأردنية لفلسطين

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أكلت يدها
عيسى قراقع
يان بيتر هامرفولد... حين وجدت فلسطين في قلب نرويجي
اياد أبو روك
تحقيق هآرتس: مكتب رئيس الوزراء اختار جهة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلف ظهر المؤسسة...
ترجمة مصطفى إبراهيم
القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين
عصام أبوبكر
الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل
مصطفى ابراهيم
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!
تحولات لصالح فلسطين
نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار
أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر
حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي
ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟
تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!
في غزة الناس ينتظرون مصيرهم
مصطفى إبراهيم
هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟
أمين الحاج
غزة والإبادة جوعاً
د. جبريل العبيدي
سِــفر الآلام
نبهان خريشة
القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...
مالك زبلح
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

وزيرة تركية: سنواصل الوقوف إلى جانب أطفال فلسطين

صحة غزة: 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية

وزراء إسرائيليون يحمّلون قادة أوروبا مسؤولية هجوم واشنطن

"إسرائيل" تصنف 1846 معتقلا من غزة كمقاتلين "غير شرعيين"

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,762 شهيداً
صحف عالمية: شعور بالعجز يسود العالم تجاه المعاناة اليومية لغزة

الأكثر قراءة
الاحتلال يعتقل شابا خلال اقتحامه بلدات وقرى في محافظة جنين

كاتس يوجه الجيش بعدم استدعاء غولان للاحتياط ومنعه من ارتداء الزي العسكري

النائب راندي فاين يدعو إلى قصف غزة نوويًا كما حدث مع اليابان بعد إطلاق النار في واشنطن

البنك الإسلامي الفلسطيني يقدم مساعدات إغاثية عاجلة للنازحين في غزة

مدير بعثة الصليب الأحمر يطّلع على احتياجات الهلال الأحمر بغزة ويؤكد دعم الجهود الإنسانية

الإعلام الحكومي في غزة: تلف أطنان من المساعدات ومنع إدخالها يعمّق المجاعة في القطاع

الجهود المشتركة متواصلة : وزير الشؤون المدنية يستقبل وفداً من مصلحة مياه محافظة القدس

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1274)
شارك برأيك
الرافعة الأردنية لفلسطين