أرغمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس واسرائيل عبر الوسيط القطري وكذلك المصري على التنازل عن سقف أهدافها في حربها العدوانية على قطاع غزة والتي من أبرزها وأهمها بالنسبة لإسرائيل هو القضاء على حركة «حماس» وعدم توقف الحرب إلا بعد تحقيق هذا الهدف، ومنع ادخال المواد الغذائية والكهرباء والماء والنفط ومواصلة ذلك حتى تحقيق هذه الأهداف، التي يبدو، بل من المعتقد ان أياً منها لم يتحقق.
فبعد الحرب العدوانية على القطاع اضطرت دولة الاحتلال الى ادخال مواد غذائية ومواد طبية، وان كانت بالقطارة، إلا ان ذلك يدل على ان السقف الذي وضعته دولة الاحتلال لمطالبها بدأ يتهاوى، لأن طموحات القيادة السياسية والعسكرية كانت ولا تزال مبالغ فيها وبدون أي رصيد على أرض الواقع باستثناء قتل الاطفال والنساء وكبار السن وهدم المنازل على أهلها.
وبعد ذلك اضطرت دولة الاحتلال الى ادخال الوقود ولو حسب تبريرها لوكالة الغوث من أجل ان تقوم شاحناتها بنقل المواد الغذائية وكذلك الطبية والماء الى داخل القطاع .
وهذه الأيام وافقت دولة الاحتلال على صفقة تبادل أسرى، الاولى، وسيتبعها صفقات أخرى لاحقة لتبادل الأسرى. وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان دولة الاحتلال آخذة في التنازل عن سقف أهدافها لعدة أسباب من أبرزها انه بعد ٤٨ يوماً من حربها على القطاع لم تقض على المقاومة وفي مقدمتها حركة «حماس»، وما زالت المقاومة قوية وتوقع في صفوف القوات التي اجتاحت أجزاء من القطاع خسائر فادحة وفقاً لإحصائيات فلسطينية وتصريحات العديد من المسؤولين الاسرائيليين من سياسيين وعسكريين.
كما ان استمرار هذه الحرب العدوانية ستلحق خسائر فادحة بالاقتصاد الاسرائيلي الآخذ بالتراجع، الى جانب الديون التي أصبحت متراكمة على دولة الاحتلال حيث اقترضت مليارات الشواكل من اجل هذه الحرب العدوانية، الى جانب توقف جانب من المصانع الاسرائيلية عن العمل لنقص العمال، وارسال قوات الاحتياط للحرب.
ومنذ البداية قلنا ان سقف الاهداف الاسرائيلية عال ولا يمكن تحقيقه، فالمقاومة لها حاضنة جماهيرية، ولا يمكن القضاء عليها، حتى لو تم استنزافها وهذا مستبعد، فإن ذلك لا يعني انها لم تبعث من جديد ما دام الاحتلال الاسرائيلي جاثماً على الارض الفلسطينية.
ان هذه الحرب العدوانية ستزيد فقط من حالة العداء بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وان أقصر الطرق إن أرادت دولة الاحتلال تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو انهاء احتلالها للأرض الفلسطينية حتى يتسنى للجانب الفلسطيني اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإلا فإن المنطقة ستبقى بين الحين والآخر ملتهبة بسبب الاحتلال.
أقلام وأراء
الجمعة 24 نوفمبر 2023 10:53 صباحًا - بتوقيت القدس
اسرائيل تتنازل عن سقف أهدافها

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أكلت يدها
عيسى قراقع
يان بيتر هامرفولد... حين وجدت فلسطين في قلب نرويجي
اياد أبو روك
تحقيق هآرتس: مكتب رئيس الوزراء اختار جهة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلف ظهر المؤسسة...
ترجمة مصطفى إبراهيم
القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين
عصام أبوبكر
الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل
مصطفى ابراهيم
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!
تحولات لصالح فلسطين
نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار
أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر
حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي
ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟
تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!
في غزة الناس ينتظرون مصيرهم
مصطفى إبراهيم
هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟
أمين الحاج
غزة والإبادة جوعاً
د. جبريل العبيدي
سِــفر الآلام
نبهان خريشة
القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...
مالك زبلح
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

وزيرة تركية: سنواصل الوقوف إلى جانب أطفال فلسطين

صحة غزة: 53 ألفا و901 حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية

وزراء إسرائيليون يحمّلون قادة أوروبا مسؤولية هجوم واشنطن

"إسرائيل" تصنف 1846 معتقلا من غزة كمقاتلين "غير شرعيين"

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,762 شهيداً
صحف عالمية: شعور بالعجز يسود العالم تجاه المعاناة اليومية لغزة

الأكثر قراءة
الاحتلال يعتقل شابا خلال اقتحامه بلدات وقرى في محافظة جنين

كاتس يوجه الجيش بعدم استدعاء غولان للاحتياط ومنعه من ارتداء الزي العسكري

النائب راندي فاين يدعو إلى قصف غزة نوويًا كما حدث مع اليابان بعد إطلاق النار في واشنطن

البنك الإسلامي الفلسطيني يقدم مساعدات إغاثية عاجلة للنازحين في غزة

مدير بعثة الصليب الأحمر يطّلع على احتياجات الهلال الأحمر بغزة ويؤكد دعم الجهود الإنسانية

الإعلام الحكومي في غزة: تلف أطنان من المساعدات ومنع إدخالها يعمّق المجاعة في القطاع

الجهود المشتركة متواصلة : وزير الشؤون المدنية يستقبل وفداً من مصلحة مياه محافظة القدس

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1274)
شارك برأيك
اسرائيل تتنازل عن سقف أهدافها