في العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة ، استشهد نحو 11500 مواطن نصفهم من الاطفال، كما اصيب ما لا يقل عن 32 الف بينهم عدد كبير من الاطفال، وقد تدمرت كليا حوالي 42 الف وحدة سكنية، وما تزال الاعتداءات مستمرة والخسائر متزايدة ، وقد تعرضت المرافق الصحية الرئيسية الى اضرار كبيرة ادت الى توقف عمل المستشفيات كليا تقريبا، كما تم دفن عدد من الضحايا في مقابر جماعية في ساحات هذه المستشفيات او قريبا منها، وما تزال المعارك جارية والضحايا يتساقطون وفي مقدمتهم الاطفال الابرياء الذين استشهد عدد كبير منهم نتيجة القصف المتعمد لبعض المرافق خاصة المستشفيات وساحاتها، وكذلك المنازل السكنية في كثير من الاحياء في مدن القطاع ومدينة غزة بالمقدمة.
وقد ادى قصف المستشفيات الى استنكار دولي واسع وقالت منظمة الصحة العالمية بلسان مديرها انه لا يمكن للعالم ان يقف صامتا امام ما يجري في مستشفيات غزة. وقد وثق المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان اعدام قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين خلال نزوحهم من غزة وشمال القطاع الى جنوبه تجنبا للقصف الاسرائيلي. وقال المرصد ان هؤلاء النازحين جرى استهدافهم باطلاق الرصاص عليهم وفي بعض الاحيان بقذائف مدفعية مما عرض الكثيرين منهم الى الاستشهاد، ويسكن في غزة والمناطق المحيطة بها نحو 1،1 مليون فلسطيني من اصل 2،2 مليون يعيشون في القطاع بصورة عامة.
بالطبع فإن مصر تعارض نزوح الفلسطينيين اليها ولهذا فقد زادت من اجراءاتها على الحدود مع القطاع لأن دخول مئات آلاف الفلسطينيين اليها يشكل مشكلة معيشية كبيرة لها، وهكذا يجد اهالي القطاع انفسهم في مأزق بين اعتداءات الاحتلال وقصفه الذي لا يتوقف وبين اي المناطق يذهبون اليها، والجواب واضح وصريح.. وهو في ان اعتداءات الاحتلال يجب ان تتوقف وهذا القصف العشوائي الذي يقومون به لا ضرورة ولا نتائج له، وهو مجرد اعتداءات لا انسانية ولا اخلاقية يقوم بها هذا الاحتلال البغيض.
ان غزة وهي الجناح الجنوبي للدولة الفلسطينية تشكل نقطة اساسية في القضية الوطنية ، ورغم هذا البعد الذي يخلفه الاحتلال بين جناحي الوطن ، فإن الاقتراب الوطني والانساني بين الضفة وغزة يظل هو النقطة الاساسية في العلاقات الحالية والمستقبلية واي شيء غير ذلك وأية احلام احتلالية حقيرة للفصل بين هذين الطرفين من الوطن لن تنجح ولن تؤدي الى ما يحلم به الاحتلال وتظل الوحدة الوطنية هي الرابط الاخوي والخالد حتى يتحقق الحلم فعليا ونقيم الدولة الوطنية في غزة والضفة وعاصمتها القدس الشرقية سواء وافق الاحتلال او عمل جهده لاحباط هذا الاحتمال فإن المستقبل لنا بالتأكيد.. !
شارك برأيك
غزة الصامدة والضفة دولة واحدة والمستقبل لنا رغم التحديات