من خلال الانباء التي تتحدث عن وساطات من أجل عملية أو عمليات تبادل الاسرى بين حركة حماس ودولة الاحتلال، لم يتحدث أحد إلا القليل عن جثامين الشهداء الاسرى المحتجزة جثامينهم في الثلاجات لدى دولة الاحتلال وكذلك شهداء الارقام المدفونة جثامينهم في مقابر الارقام داخل إسرائيل والذين مضى على العديد منهم سنوات طوال حيث تعاقبهم سلطات الاحتلال أيضاً وهم شهداء بعد أن عذبتهم وهم أحياء إما بإطلاق النار عليهم بهدف قتلهم أو من خلال عدم تقديم العلاجات اللازمة لهم داخل السجون، الامر الذي أدى الى استشهادهم نتيجة الاهمال الطبي الذي هو إجراء احتلالي للتخلص من أسرى الحرية.
ان أية صفقة تبادل أسرى من الواجب الوطني والاخلاقي والانساني عدم نسيان جثامين هؤلاء الشهداء رأفة بهم وبذويهم الذين يعيشون العذاب المتواصل جراء عدم القاء نظرة الوداع الاخيرة على أبنائهم والقيام بواجب دفنهم حسب المعتقدات الدينية والتي من بينها ان إكرام الشهيد هو دفنه.
ان دولة الاحتلال من خلال احتجاز هذه الجثامين لا تراعي لا الأعراف الانسانية ولا الحقوقية ولا تعليمات الديانات السماوية التي ترفض معاقبة الشهداء بعد استشهادهم، وكذلك ذويهم الذين يطالبون بالقيام بواجب أبنائهم الشهداء بتوديعهم ودفنهم.
ان احتجاز جثامين الشهداء هو من أبشع العقوبات التي تقوم بها دولة الاحتلال الى جانب ما نشاهده الآن من قتل للاطفال والنساء وكبار السن من خلال الحرب الاجرامية التي تقوم بها ضد شعبنا في قطاع غزة.
فأي اتفاقية تبادل أسرى يجب أن يكون الافراج عن جثامين الشهداء سواء الموجودة في الثلاجات أو في مقابر الارقام، بل من الواجب ان تكون لهم الاولوية، حتى تتم التهدئة من روع الاهالي الذي يتوقون لدفن أحبائهم.
صحيح انه قبل الحرب وخلال الحرب جرت مطالبات سواء من الاهالي أو كتاب مقالات، إدراج أسماء هؤلاء الشهداء في صفقة التبادل، الا ان هذه المطالبات لم تستمر وتتواصل، خاصة من قبل لجنة اطلاق جثامين الشهداء المحتجزة.
اننا على ثقة بأن المقاومة التي تحتجز الاسرى الاسرائيليين لم يغب عن بالها هؤلاء الشهداء المحتجزون لدى الاحتلال، ولكن من الضروري التذكير بذلك لوضعهم على رأس الاجندة، وابلاغ الدول التي تتوسط بذلك بأن الافراج عن جثامينهم هو جزء مهم من أية صفقة محتملة بل ومتوقعة في ضوء إصرار المقاومة على ذلك.
شارك برأيك
جثامين الشهداء المحتجزة وشمولهم بعملية التبادل