أقلام وأراء

الخميس 04 أبريل 2024 11:03 صباحًا - بتوقيت القدس

ليالي القدْر في رباط الثغر

تلخيص

لا يعلم كثيرون أن أبا هريرة زار قومه المرابطين على ساحل الرملة، وكانوا مرابطين بأوامر من قائد أجناد الشام عامر بن الجراح، وهناك تعرّضوا لهجوم عسكري من قبط الإسكندريّة، ويروي ابن حِبان في صحيحه عن أبي هريرة أنه كان في الرباط، ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأس فانصرف الناس، وأبو هريرة واقفٌ، فمرّ به إنسانٌ، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (موقفُ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود)

ويروي لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب حديثاً جليلاً نوصي به أهلنا في الثغر النازف الآن في قطاعنا الثائر، إذ يروي ابن عمر عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه:(ألا أنبئكم بليلةٍ أفضل من ليلة القدر؟ حارسٌ حَرَسَ في أرضِ خوفٍ، لعلّه لا يرجع إلى أهله) رواه النسائي والبيهقي والحاكم وابن أبي شيبة بإسناد صحيح.


واليوم قد ضرب الخوفُ كل ناحية في قطاعنا بسبب هذا القصف المجنون وأحزمة النار التي لا يتوقف لهيبها، فهي أرض خوف ورَوع، وكما وصفها رسولُ الله أنّ أحدهم “لعله لا يرجع إلى أهله” فهم مهددون بالموت في كل ساعة، وقد استودعوا أروحهم لله، وقد يئسوا من الحياة، ولم يعودوا يرجونها.

وقد جعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ليلة الحارس أفضل من ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وموضعُ التفضيل هنا أن من يحيي ليلة القدر إنما يرجو فِكاك نفسه وعتقها من النار، وأما الحارس في سبيل الله فهو يتعدى بعمله طائفة واسعة من الناس إذ يرجو صيانة أنفسهم وأعراضهم ومرافقهم وإزالة الخوف عنهم والذبّ عن حِياضهم، فخيرُه مُتعدّ مبارِك، فكيف إذا اجتمعت له ليلة الحراسة وليلة القدر.

ومما يؤكد حديث ابن عمر ما رواه عثمان بن عفان مرفوعاً: (حرسُ ليلةٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف ليلةٍ يُقامُ ليلُها، ويُصام نهارُها) رواه الحاكم وصححه ابن ماجه، وما رواه عقبة بن عامر أن رسول الله قال: (رحم اللهُ حارِس الحَرَس) رواه ابن ماجه والحاكم وصححه.

فأبشروا أيها المرابطون القائمون على الثغر فإن كل ليلة تمرّ عليكم تحت النار، وأنتم صابرون ثابتون منافِحون بألف شهر، فلا تفوتكم هذه النيّة، وانشروها بين أهلكم.

دلالات

شارك برأيك

ليالي القدْر في رباط الثغر

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

دور الداخل الفلسطيني

حمادة فراعنة

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ..؟

راسم عبيدات

"الطلبة يساهمون في صنع طريق التغيير وفلسطين هي معيار اختبار العدالة للجميع"

مروان أميل طوباسي

رفح تحت النار.. التصعيد الإسرائيلي يعمق أزمة غزة ويهدد استقرار المنطقة

فادي أبو بكر

قطر ورقة ضغط إسرائيل الخاسرة

سماح خليفة

ألتفاوض على الطريقة الفيتنامية والجزائرية..التفاوض تحت النار وبإسناد محور المقاومة

وسام رفيدي

قناة الجزيرة وانهيار سُمعة إسرائيل الهشّة

أحمد الحيلة

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 09 مايو 2024 9:40 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.98

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 239)

القدس حالة الطقس