أقلام وأراء

الخميس 04 أبريل 2024 10:59 صباحًا - بتوقيت القدس

وحدة الصفوف تتطلب مراعاة الواقع الجديد

تلخيص

وقائع جديدة فرضتها معركة الطوفان، وتستمر بفرضها منذ 7 أكتوبر. أولى تلك الوقائع أن خيار المقاومة غدا ليس فقط ذا جدوى مستمرة، كما قالها مرة الشهيد باسل الأعرج، بل وخيار يمكنه تغيير موازين القوى المحلية والعالمية لصالح قضية شعبنا. فرغم حجم التضحيات الهائلة التي قدمها وما زال شعبنا، وفاشية الإحتلال، دون أن نقع في ورطة النزق السياسية، أو إن شئت العدائية للمقاومة، فندين الضحية لا المجرم، فإن مكتسبات سياسية وعسكرية ودولية تحققت بفضل مقاومة شعبنا، فدخلت القضية الوطنية مرحلة جديدة تفتح الآفاق لتحقيق هدفي التحرير والعودة، كهدفين تاريخيين لا لحظيين بالتأكيد، فالكيان لن يسقط بالضربة القاضية، بل بالنقاط، وتسجيل النقاط بدأ مع 7 أكتوبر وما زال.


وقائع جديدة كثيرة، وتراجع غير مسبوق في مكانة منظمة التحرير وهياكلها ومؤسساتها، لصالح قوى المقاومة، قوى داخل المنظمة رسمياً وقوى خارجها، حتى بات التراجع يؤشر لانتفاء الدور والمكانة تماماً. إنتهاء الرهان حول عودة قيادة حركة فتح والمنظمة والسلطة، (وهي ذات القيادة، وندعوها القيادة الثلاثية)، عن نهجها السياسي إلى غير رجعة، لا بل تعزز ذلك التوجه عبر الانخراط في (اليوم التالي) الأمريكي، بتلبية طلب تأليف حكومة (فتح قراط) كما عبّر أحد الظرفاء، والعمل على تشكيل (قوة أمنية) في القطاع بالتنسيق مع الكيان، وخارج قوى المقاومة، ودون التنسيق معها في الميدان. لعل البيان الأخير لحركة فتح صريح بما فيه الكفاية ليوضح ما ذهبنا إليه. تعزز مكانة قوى المقاومة عبر ميدان التضحيات أساساً، وتؤكد خيارها في المقاومة بديلاً لكل الخيارات البائسة التي جُربت طوال 30 عاماً فما جلبت سوى الكارثة الوطنية المسماة باتفاقيات أوسلو، وترتيباتها السياسية والاقتصادية والأمنية والديموغرافية. إن الانحياز الشعبي لخيار المقاومة الشاملة، والعداء الجذري للكيان، والتمسك بفلسطين التاريخية، كلها مفاصل سياسية تأكدت منذ 7 أكتوبر، وعلى النقيض من نهج القيادة الثلاثية بالتأكيد.


لذلك فان أي مقترحات (كمقترح انعقاد مؤتمر وطني فلسطيني مثلاً)، مهما بلغت من مستويات عليا في الأخلاقية الوطنية والحرص، مكتوب لها الفشل، إن لم تأخذ تلك المتغيرات بعين الاعتبار. لذلك ينبغي مغادرة الشعار/ الهدف الفضفاض (الوحدة الوطنية) لصالح البحث في صيغة وطنية وحدوية تعلن هدفها (بوطنية الوحدة)، تراعي تلك المتغيرات بتأكيد قواعد ثلاث، لا يجوز إخضاعها للمساومة تحت اي ظرف وهي: الانحياز لنهج المقاومة بديلاً لنهج التفاوض المذل، واستعادة الميثاق الوطني الفلسطيني بمثابته رؤية توحيدية للشعب وقاعدة لنضاله وبناء مؤسسات حركته التحررية، وأخيراً أن تتم عملية بناء المؤسسة الوطنية الجامعة، اي المنظمة، على قاعدة أوسع مشاركة ديموقراطية لمؤسساتها المختلفة.


إن صيغة (عفى الله عما مضى) التي تختفي خلف صيغ الدعوات الأخيرة لإستعادة وحدة منظمة التحرير، ليست فقط صيغة خاطئة وطنياً، رغم حسن نوايا معظم الداعين لها، وسوء نوايا بعض الداعين لها، مخادعة تماماً، لأنها تسعى لتوفير غطاء لاستمرار النهج السياسي المدمر لقيادة الثلاثي، فتح والمنظمة والسلطة، ذلك النهج المدمر المتواصل منذ 30 عاماً، دون مساءلة أو مراجعة أو تقييم، وكأن شيئاً لم يتغير.


أما الاحتجاج بأن اوسلو انتهى فهذا يهدف ببساطة للسعي لعدم فتح هذا الملف بكل اخفاقاته ومصائبه على شعبنا، فيتمترس أصحابه خلف موقف أن (ما انتهى لا يستحق عناء البحث)!!!.


يهتف الشباب في المسيرات ( أوسلو ولّى وراح واحنا رجعنا للكفاح) هتاف يعبر عن إدارة الظهر لنهج والتمسك بنهج بديل، ولكن هل فعلاً ولّى وراح أوسلو؟ السلطة السياسية الفلسطينية نتاج أوسلو، والترتيبات الأمنية وعلى راسها التنسيق المذل نتاج أوسلو، واعتقال المقاومين بين الحين والآخر نتاج أوسلو، والإلحاق الاقتصادي الشامل نتاج أوسلو، وتقسيمات A B C نتاج أوسلو، والاقتحامات اليومية لمدن الضفة نتاج أوسلو، والدور الوظيفي لجهاز سلطة أوسلو إجمالاً نتاج أوسلو، وغيرها الكثير الكثير من وقائع تؤكد أن اوسلو، قبره الصهاينة منذ اليوم الأول، وما زالت القيادة الثلاثية تتمسك به.


في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي اعلن بيان موقع باسم قوى المقاومة الخمسة آلية وطنية لتوحيد الصفوف، تقوم على تشكيل قيادة طوارئ وطنية، تنتج عنها حكومة توافق وطني شامل، تمهد الطريق لعملية ديموقراطية انتخابية لمؤسسات السلطة والمنظمة وعلى راسها المجلس الوطني. كان واضحاً أن الهدف ليس فقط توحيد الجهود والموقف لدعم المقاومة وصمود شعبنا، بل وبالأساس لتوفير الغطاء السياسي الوطني للمقاومة بديلاً لمخططات (اليوم التالي) الأمريكية والعربية والإسرائيلية.


مع ذلك، أدارت القيادة الثلاثية ظهرها للمبادرة ولم تتفاعل معها مطلقاً، واستجابت بالمقابل للمطلب الأمريكي (لليوم التالي)، وشكلت حكومة (فتح قراط)، وسعت، كما تناقلت قوى المقاومة والأنباء ووزارة الداخلية في القطاع، لبناء (قوة أمنية) بديلة، وعلى حساب، قوى المقاومة في القطاع. واضح أن التمسك لدى القيادة الثلاثية هو بذات النهج، فلم يتغير شيء رغم هذا الكم من التضحيات والبطولات معاً.


إذا كان كل ما جرى ويجري منذ السابع من اكتوبر لم يغير في نهج القيادة الثلاثية شيئا، فلن تغيره الدعوات الأخلاقية هنا وهناك، ولا اقتراح آليات، ربما تكون ضاغطة نوعاً ما، فما لم يتغير بضغط كل هذه التضحيات والمتغيرات والوقائع والبطولات لن يتغير بالمناشدة والاجتماعات والدعوات.

دلالات

شارك برأيك

وحدة الصفوف تتطلب مراعاة الواقع الجديد

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

دور الداخل الفلسطيني

حمادة فراعنة

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ..؟

راسم عبيدات

"الطلبة يساهمون في صنع طريق التغيير وفلسطين هي معيار اختبار العدالة للجميع"

مروان أميل طوباسي

رفح تحت النار.. التصعيد الإسرائيلي يعمق أزمة غزة ويهدد استقرار المنطقة

فادي أبو بكر

قطر ورقة ضغط إسرائيل الخاسرة

سماح خليفة

ألتفاوض على الطريقة الفيتنامية والجزائرية..التفاوض تحت النار وبإسناد محور المقاومة

وسام رفيدي

قناة الجزيرة وانهيار سُمعة إسرائيل الهشّة

أحمد الحيلة

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 09 مايو 2024 9:40 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.98

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 239)

القدس حالة الطقس