أقلام وأراء

السّبت 14 أكتوبر 2023 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

المعركة الأخلاقية وإنهاء الاحتلال

يحلو للبعض أن ينتقي جزئية صغيرة من منظومة ضخمة قائمة على الباطل وغارقة في الباطل وما زالت مصرّة على ممارسة الباطل بأسوأ أشكاله الممكنة، يأتي بهذه الجزئية ليحاكمك عليها بقمّة الروح الإنسانيّة والأخلاقيّة، وواقع هذا الكيان منذ بدايته لهذا اليوم غارق في أحقر وأسوأ درجات الاجرام والسلوك البشري، ولا داعي للذهاب بضرب الأمثلة وأشكال الاجرام التي لا تعدّ ولا تحصى، فقد قام على القتل وارتكاب المجازر والتطهير العرقي واحتلّ فلسطين وما زال قائم على هذا الباطل ومصرّ على أعتى الممارسات البشريّة والتي آخرها إلقاء مئات الاطنان من المتفجرات والقنابل الممنوعة دوليا ، فسفورية وارتجاجية وفراغية على بيوت السكّان الآمنة بطريقة غير مسبوقة عالميا. فهل هناك رعب وإرهاب وتوحّش ودمار شامل لحياة الانسان أبعد من هذا؟
لقد نشأت المقاومة في سياق الردّ على جرائم الاحتلال، وهو أمر طبيعيّ لكلّ أمّة أو شعب وقع تحت الاحتلال أو العدوان فما بالنا هذا الاحتلال الذي بلغ ما بلغ في الامعان بكلّ أشكال الجريمة مدعوما بقوى الاستكبار العالمي التي ما زالت تمارس الاستعمار بأشكال متعدّدة، ففرنسا مثلا ما زالت تفاخر وتحتفظ بجماجم ضحاياها فترة استعمارها للجزائر وما زالت ترتكب جريمة الاستعمار في نهب ثروات دول افريقية وتتركها في حالة من الجوع والفقر المدقع، ثم تأتي لتنظّر الى الناس في عالم القيم والأخلاق وحقوق الانسان، بريطانيا ما زالت تحتفل بوعد بلفور الذي كان سببا في نكبة فلسطين، وأميركا في كلّ تدخلاتها الخارجية تمارس أقسى أنواع الجريمة كما فعلت في أفغانستان والعراق والصومال ودعمها اللامتناهي للاحتلال الإسرائيلي.
هؤلاء يتحدّثون عن الاخلاق ويتباكون على حقوق الانسان، آخر من يحقّ له أن يتحدّث عن الاخلاق هؤلاء، أفعالهم وجرائمهم تفضحهم ولكنهم يجيدون التسويق الإعلامي لروايتهم المضلّلة، وتأتي هذه الدولة اللقيطة في هذا السياق الذي يمتاز بارتكابه لكلّ أشكال الجريمة وبأعلى مستوياتها ثم تأتي بصلف عجيب لتتحدّث عن الاخلاق أو القيم الإنسانية ولتقوم أيضا بتمثيل دور الضحيّة وهي في دائرة الفعل تقوم بدور الجلاد بأسوأ صورة عرفها البشر، تماما كما فعل شمعون بيرس مرّة بإدانة قناة الجزيرة لأنها تبثّ صور قتل الأطفال، أمّا من يقتلهم فلا غضاضة في ذلك!!
في مقابلة مع امرأة يهودية على تلفاز اسرائيلي شرحت كيف دخل مقاتلان قسّاميان بيتها وكيف كانا لطيفان، طمأناها وأطفالها، واستأذن منها احدهما أن يأكل الموز فأذنت له، بينما هم يدمرون البيوت على رؤوس أصحابها بكل ما أوتوا من حقد وقسوة دون أن يعلمونهم.
اليوم تقوم هذه الدولة باستهداف الاحياء السكنية في غزة فتقتل المدنيين والأطفال والنساء بأبشع الصور الممكنة، حوالي ثلاثمائة مجزرة منذ بدء العدوان، يقتل ستين طفلا يوميا، وهذا كما يسبّب لنا وللحسّ الأخلاقي الإنساني العالمي الحرّ أعلى درجات الألم إلا أنه يخبر بفشل ذريع في ميدان المعركة مما يدفعها لأن تهرب إلى هذه الأهداف السّهلة.
هذا من شأنه أن يرفع من درجة الغضب والسّخط على هذه الدولة اللقيطة فلسطينيّا وعربيّا واسلاميّا وعالميا. وأهم شيء هم الفلسطينيون رأس الحربة، حيث سيتأكد في نفوسهم أن لا بديل أبدا عن مقاومة هذا المشروع الفاشي ولا مكان له ولا مكانة إلا موقع النقيض التامّ، لا حلّ لهذا المشروع المجرم والذي من سماته الأساسية ممارسة الجريمة، لا حلّ إلا بتفكيك هذا المشروع والخلاص منه وقلعه من جذوره. وما نشهده من تطوّر نوعي على أداء المقاومة إلا إيذان قريب بزوال هذا الكيان والخلاص منه جملة وتفصيلا.

دلالات

شارك برأيك

المعركة الأخلاقية وإنهاء الاحتلال

المزيد في أقلام وأراء

في انتظار الموت المؤجل ...

يونس العموري

القرار في غزة والجواب في القاهرة

حديث القدس

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

فوزي علي السمهوري

تناقض أم تكامل الخطابين: العسكري والسياسي

سماح خليفة

الحكومة, الانتخابات والوحدة: ما هي استراتيجية الخروج؟

د. دلال صائب عريقات

تحديات أمام الأحزاب

حمادة فراعنة

الشارع الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب ودفع الثمن

حديث القدس

الحجر بكى من وجع غزة

ريما محمد زنادة

الحرب على " ظهور الماعز"

عطية الجبارين

حصار إسرائيل وأميركا في الأمم المتّحدة

عائشة البصري

الهدنة وقرار اجتياح رفح

بهاء رحال

الاستحقاق الانتخابي في موعده

حمادة فراعنة

غزة ... والحرب العالمية الثالثة ... والعرب يتفرجون !!!

ابراهيم دعيبس

الهجوم الإسرائيلي على رفح محكومٌ بالفشل

محسن محمد صالح

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%4

(مجموع المصوتين 180)

القدس حالة الطقس