أقلام وأراء

السّبت 26 أغسطس 2023 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

هل الخلل في المناهج الدراسية ام بالنظام التعليمي ؟

هل نجحت مدارسنا في انتاج الانسان الفلسطيني القادر على مواجهة التحدّيات؟؟


سؤال أعتقد أنّه في غاية الأهمية، عندما تستلم المدارس أبناءنا اثنتي عشر سنة، هل تنجح في انتاج الانسان الفلسطيني القادر على مواجهة التحدّيات ؟


من يضع يده على الجرح ويدلّنا؟ أين الخلل؟ في المناهج أم النظام التعليمي؟ أم فلسفة التربية؟ أم أهداف التربية ؟ هل هناك مشكلة في العمل على دوافع السلوك بينما نشتغل في ظواهر السلوك ؟


الحديث يطول وقد أصبح من بديهيات القول: عن اهمية العلم وطلبه واحترام المعلم وانجاح العملية التعليمية. واضح أن التركيز على أهمية الموضوع أمر نتقنه ، ولكن كيف نصل إلى القيم السلوكية في حياتنا ؟؟ نعم مشكلتنا في كيف ؟ هل نجحنا للوصول إلى أهدافنا وهل الطرق والوسائل التي استخدمناها نجحت في ايصالنا الى هذه الاهداف ؟ ثم في فلسفة التربية هل لنا فلسفتنا التي تحمل هويتنا الحضارية أم هي مزيج بين الغربية والشرقية فلا أتقنا الغربية ولا حافظنا على الشرقيّة ؟


مثلا: (قيمة الديمقراطية كقيمة سلوكية نجحت مدارس الغرب في انتاجها وأصبحت ممارسة عملية في حياتهم، في المدرسة والبيت والمؤسسة ... هل نجحنا نحن مثلا في انتاج قيمة أو خلق كتطبيق عملي وكمنتج سلوكي في حياتنا؟؟ الجواب واضح : لا أو ليس كما يجب .. جميل، على سبيل المثال: لماذا لم ننتج أخلاقنا كقيم سلوكية في حياتنا ؟


لماذا نتعلّم ؟ لننتج أخلاقا وقيما سلوكيّة؟ أم ننتج إنسانا يحمل معلومات كثيرة؟ أم مواطنا ملتزما بقوانين وأنظمة الدولة واحتياجات السوق الرأسمالية أم خلق إنسان قادر على تكوين أسرة وإنجاب أبناء قادر على تلبية احتياجاتهم المعيشيّة والعيش بسلام ورفاه بعيدا عن قضيته وهمّ شعبه العام، أم إنسان حرّ مشتبك مع المحتلّ وقعت عليه ويلات الاحتلال بصورة مدمّرة لكلّ مكوناته النفسيّة والحياتية وهو قادر على مواجهتها بامتياز ؟


سؤال جوهري لو انشغل عليه جيدا لأنتج كثيرا : كيف تدرّس القيم والاخلاق في مدارسنا ؟ هل المدخلات تتناسب مع المخرجات المطلوبة والتي باتت ملحّة في ايامنا أكثر من قبل؟


قيم الحريّة والكرامة الإنسانية وتحقيق الذات القويّة القادرة على المواجهة والتحدّي والمرابطة والصمود والثبات في ظلّ احتلال يريد أن يقتلعنا من جذورنا ويمحي هويتنا الثقافية والحضاريّة ويمسخ فينا كلّ مكونات الشخصية القادرة على تحقيق الذات وتحقيق الانتصار.


على سبيل المثال كثير ممن يحصلون على فرص مادّية جيدة تتطلّب الهجرة من البلد لا يفكّرون في الامر ثانية واحدة، لماذا يتخلّى بسهولة عن الرباط والثبات والصمود والاستمرار مع شعبه المشتبك مع الاحتلال؟


أعتقد حسب المخرجات القائمة بين أيدينا لمدارسنا ومناهجها التربويّة أننا حقّقنا بلا شك نجاحات كثيرة في واقع العلم والتعليم والتربية كذلك، لكننا أيضا أخفقنا كثيرا في انتاج إنسان التحدّي وتحقيق الانتصار، هناك ثغرات أخلاقية كثيرة، هناك ضعف في إرادة التحرّر وبناء الذات الثورية والتي هي ضرورة في ظل احتلال احلالي يريد أن يشطب شعبنا عن الخارطة الجغرافية والتاريخية والسياسية. طبعا أنا لا أنفي ذلك بالمطلق ولكن بشكل عام هي هكذا، هناك محاولات منهجية تسعى لحرف الانسان الفلسطيني عن أن يكون قادرا على القيام بما هو مطلوب منه وفق التحدّيات التي يواجهها في حياته، هناك مثلا مدارس وكالة الغوث وفرض موضوع عدم التحيّز على العملية التربوية بمعنى أن المعلّم عليه أن لا ينحاز إلى فلسطين وقضيته وأن يقف على الحياد، أعلم أن غالبية معلمينا يرفضون هذا الامر ولكننا في النهاية لا ننتج إنسان القضيّة إذا جاز التعبير، بمعنى الانسان المنتمي لقضيّته ولديه الاستعداد للتضحية من أجلها.


يجب أن نقرع ناقوس الخطر ونعمل بقوّة على احداث التغيير المطلوب في مناهجنا ومدارسنا وفق فلسفة تربوية واضحة المعالم لنحدّد أولا ما هي محددات وملامح الشخصية الفلسطينية والمطلوب منا إنتاجها، وفق هذه التحديات خاصة مع وجود هذا التطرف الإسرائيلي غير المسبوق وخاصة أيضا في مدارسنا في القدس.

دلالات

شارك برأيك

هل الخلل في المناهج الدراسية ام بالنظام التعليمي ؟

المزيد في أقلام وأراء

في انتظار الموت المؤجل ...

يونس العموري

القرار في غزة والجواب في القاهرة

حديث القدس

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

فوزي علي السمهوري

تناقض أم تكامل الخطابين: العسكري والسياسي

سماح خليفة

الحكومة, الانتخابات والوحدة: ما هي استراتيجية الخروج؟

د. دلال صائب عريقات

تحديات أمام الأحزاب

حمادة فراعنة

الشارع الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب ودفع الثمن

حديث القدس

الحجر بكى من وجع غزة

ريما محمد زنادة

الحرب على " ظهور الماعز"

عطية الجبارين

حصار إسرائيل وأميركا في الأمم المتّحدة

عائشة البصري

الهدنة وقرار اجتياح رفح

بهاء رحال

الاستحقاق الانتخابي في موعده

حمادة فراعنة

غزة ... والحرب العالمية الثالثة ... والعرب يتفرجون !!!

ابراهيم دعيبس

الهجوم الإسرائيلي على رفح محكومٌ بالفشل

محسن محمد صالح

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%4

(مجموع المصوتين 180)

القدس حالة الطقس