أقلام وأراء

الأربعاء 16 أغسطس 2023 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس

اتفاق التطبيع بين السعودية و إسرائيل

كانت دائما وابدا الحروب و المعارك ونتائجها بالنسبة للدول المنتصرة او الدول المهزومة هي التي تحدد العلاقات الدولية وترسم العلاقات الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط وكانت حرب 1948 وقيام اسرائيل وما تلتها من حروب عام 1967 وحرب 1973 وحرب بيروت 1982 قد ساهمت في رسم خارطة الشرق الاوسط من خلال توقيع اتفاقيات سلام بين الدول المتحاربة وتحديدا بين الفلسطينيين و اسرائيل وتوقيع اتفاقيات اوسلو عام 1993 و1995 .


وكان الغريب و الجديد في نظريات العلوم السياسية ان توقع دول تتمتع باستقلاها وسيادتها على اراضيها اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل وتوقيع اتفاقيات ابراهام في البيت الابيض مع اسرائيل وبدون ثمن سياسي حتى انها لم تعد تتحدث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ولكن على الرغم ان اتفاقيات التطبيع بقيت بدون دعم وتاييد شعبي الا انها تمثل اتفاقيات سياسية بين اسرائيل و تلك الدول وبالتالي انعكس ذلك على المواقف السياسية لتلك الدول "لا تعارض و لا تنتقد سياسات اسرائيل فيما يتعلق بالاحتلال و الاستيطان وكان القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني مجرد اقلية تعيش في اسرائيل و العمل على تحسين مستوى المعيشة و دعم اقتصادي و ازدهار اقتصادي دون التاكيد على الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني .

وقد نشرت صحيفة " وول ستريت جورنال" تقريرا الاسبوع الماضي 9-8-2023 ، بان اتفاق تاريخي تم التوصل اليه بين السعودية و الولايات المتحدة الامريكية يتعلق بوضع الخطوط العريضة لاتفاق التطبيع بين السعودية و اسرائيل.


وفي احدى الندوات التي نظمها " المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية" قبل ثلاثة اشهر حول العلاقات الاقليمية في الشرق الاوسط تحدثت في مداخلة واكدت يومها من خلال تحليل متواضع للوضع السياسي في الشرق الاوسط واكدت " بان الدولة المطبعة التالية هي المملكة العربية السعودية" وكان احد المتحدثين في الندوة الزميل" الدكتور ناصر اللحام" ويومها قال " صعقت من تحليل الدكتور علي الاعور و النتيجة التي وصل اليها" وبكل الاحوال اصبح التطبيع بين السعودية و اسرائيل امر حتمي ومسألة وقت .


و السؤال المهم : لماذا التطبيع بين السعودية و اسرائيل؟ ماذا تستفيد السعودية من التطبيع؟ هل توقع السعودية على اتفاق التطبيع مع اسرائيل في البيت الابيض ؟ هل تبقى شروط السعودية ثابتة للتطبيع فيما يتعلق بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ؟ ام تبقى المصالح الاقتصادية و الاستراتيجية و الامنية هي التي تحدد اتفاق التطبيع بين السعودية و اسرائيل؟
المملكة العربية السعودية كانت دوما ومازالت ثابتة في موقفها من القضية الفلسطينية منذ المؤسس الاول الملك الراحل " عبد العزيز بن سعود وحتى الملك سلمان بن عبد العزيز و السعودية دولة مستقلة بجيشها وسيادتها كاملة على ترابها المقدس وخيراتها و النفط و الموارد البشرية و الطبيعية تمثل اقوى دولة في الشرق الاوسط وبالتالي السعودية ليست بحاجة الى اسرائيل و السعودية ليست في حالة حرب مع اسرائيل و بالتالي مبادىء السعودية و موقفها المشرف و الثابت من القضية الفلسطينية اسمى من كل المصالح الاقتصادية .


اسرائيل و نتنياهو هو المستفيد الاول و الاخير من التطبيع مع السعودية وهذا ما صرح به نتنياهو للصحافة الامريكية بان " التطبيع سوف يساهم في ربط الرياض و جدة ومكة بتل ابيب في المجالات الاقتصادية و المواصلات واقامة سكة حديد بين مكة و ايلات وربطها بالشرق الاوسط واوروبا وتطوير العلاقات الاستراتيجية و البنى التحتية و الاستثمار و حركة الطيران لشركة العال الاسرائيلية في الهبوط و الطيران في الاجواء السعودية نحو الشرق و الغرب والاهم من ذلك ان التطبيع مع السعودية وهي الدولة القوية و الكبرى في العالم السني سوف تعني ان هناك مليار مسلم ينتظرون التطبيع مع اسرائيل ماليزيا و اندونيسيا و الباكستان و افغانستان ودول مسلمة في افريقيا وغيرها وبالتالي سوف يكون التطبيع بين السعودية ونتنياهو اتفاق تاريخي يعادل اعلان بن غوريون عام 1948 قيام دولة اسرائيل .


واخيرا رسالة مهمة الى الملك سلمان بن عبد العزيز " خادم الحرمين الشريفين و الى القيادة الفلسطينية و الى الشعب الفلسطيني " قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية اولا وشرط رئيسي للتطبيع بين السعودية و اسرائيل و انهاء الاحتلال و القدس الشرقية و المسجد الاقصى المبارك وباب العامود وقبة الصخرة المشرفة فلسطينية عربية اسلامية لان التطبيع بين السعودية و اسرائيل ان تم قبل انهاء الاحتلال سيكون بمثابة " الضربة القاضية للقضية الفلسطينية سياسيا ولكن الشعب الفلسطيني سيبقى حيا من رفح الى الناقورة .


*باحث في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية

دلالات

شارك برأيك

اتفاق التطبيع بين السعودية و إسرائيل

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس