أقلام وأراء

السّبت 15 أبريل 2023 11:32 صباحًا - بتوقيت القدس

هي حرب دينية... وإن كنا لا نسعى لها

على مدار تاريخ الصراع العربي مع المحتل والمستعمر، لم نقاتل هؤلاء الغرباء على اساس الديانة التي يعتنقونها، وان رفعوا لواء هذه الديانة من أجل استغلالها لأهداف استعمارية، كما فعل الصليبيون، حيث رفعو لواء تحریر البيت المقدس وشعارات دينية لإخفاء أهدافهم الاستعمارية والاحتلالية لارضنا العربية والاسلامية. نحن حين قاومنا الصليبين، لم نقاومهم لأنهم مسيحيون أو يدينون بديانة السيد المسيح، بل قاومناهم لأنهم صليبيون مستعمرون رفعوا شعارات دينية من أجل تبرير احتلالهم واستعمارهم لبلادنا، قاومنا هؤلاء المستعمرين وشاركنا المقاومة أيضاً أخوتنا المسيحيين العرب والكثير منهم كان في جيش صلاح الدين حينها والكثير منهم يشاركنا المقاومة للمحتل لبلاد العرب والمسلمين سواء كان هذا المحتل في فلسطين أو العراق أو سوريا أواي بلد عربي اسلامي آخر دخله المستعمر عنوة بقوة السلاح لاستعمار أرضنا وقهر شعبنا.


 نحن لا مشكلة لنا كعرب ومسلمين وفلسطينيين مع اي ديانة كانت، نحن هنا في فلسطين نقاوم الصهاينة لأنهم محتلين ولأن الحركة الصهيونية حركة استعمارية تستغل الدين اليهودي من أجل توحيد المحتلين واضفاء صفة شعب على هؤلاء في هذه الأرض التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى انهم احتلوا أرضها وشعبها بقوة السلاح بالدعم من الغرب الصيلبي الذي زرع هذا المحتل في قلب الأمة من أجل أن تبقى الأمة العربية الاسلامية مفتتة وممزقة لا تقوم لها قائمة، نحن لا نقاتل اليهود لأنهم يدينون بالديانة اليهودية اذن، بل لانهم محتلون سرقوا أرض شعب آخر بقوة السلاح اسمه الشعب الفلسطيني . هؤلاء هم الذين يقاتلوننا لأننا مسلمون ويريدون لهذه الحرب أن تأخذ الصبغة الدينية كي يستطيعوا توصيل العديد من المنظمات الأرهابية الصهيونية اليهودية في العالم خلفهم اضافه الى منظمات "المسيح الصهيوني" الذي يرى ان دعم الحركة الصهيونية ضرورة ملحة من أجل تعجيل ظهور المسيح وخوض معركة مجدو حسب عقائدهم وشعوذاتهم . وليس الاعتداءات على المسجد الأقصى في كل حين وفي كل مناسبة دينية وصهيونية الا في هذا الإطار. الاقتحامات للأقصى ليست مجرد زيارات سياحية أو دخول بريء كما كانوا يدعون في السابق، اليوم يجاهرون وعلى روؤس الأشهاد بالصلاة في باحات المسجد الأقصى ويجاهرون بنيتهم المبيتة لهدم قبة الصخرة التي يعتقدون انها قائمة في مكان هيكلهم المزعوم. اذن من يريد المس بعقيدتنا العربية هم هؤلاء المشعوذون الغرباء ، الأقصى جزء من عقيدتنا الاسلامية وهو ثالث مسجد تشد له الرحال وهو مسجد خالص وحصري للمسلمين فقط، والصهاينة يتآمرون ويسعون لتقسيمه زمانيا ومكانيا كما حصل مع الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل وفرض أمر واقع جديد في ساحاته تمهيداً لهدم قبة الصخرة وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. لكن لماذا يتباكى البعض ويحذر من حرب وان كنا لا نريدها ولا نسعى إليها كما أسلفت؟ لماذا الخوف من الحرب الدينية الخاسر فيها معروف. لو تكاتفت ابناء هذه الأمة الاسلامية للدفاع عن مقدساتها ، الخاسر هم المشعوذون الصهاينية الذين يعيشون في عقول "زعران التلال" وغيرهم، وايهامهم كذباً بأرض الميعاد"ارض اسرائيل الكبرى".


 وهنا لا ينبغي على أمة المليار مسلم أن تخشى شرذمة إرهابية تعتنق عقائد باطلة ضالة ومضللة، بل هم الذين يجب عليهم ان يخشوننا، أمة المليار مسلم لو نفخت في الافق لطار ال ١٣ مليون يهودي في العالم كله في مهب الريح . لكن مشكلتنا ليست يهود العالم الذين يمارسون طقوسهم وديانتهم بعيداً عن الفكر الصهيوني بل وهناك البعض من يعارض هذا الفكر العنصري الارهابي الاحتلالي مثل حركة "ناطوري كارتا" اليهودية التي يوجد لها ممثلون واعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني ولا تعترف بما یسمی، "اسرائیل" حتى اليوم وتعارض إقامتها من اصلها، وتضامنت في الكثير من المناسبات مع ابناء شعبنا وحقوقه المشروعه. مشكلتنا نحن مع المستعمرين والمحتلين والتي نعتبرها مشكلة سياسية بامتياز. ولكن ان اراد العدو ان تكون حربا دينية فنحن أولى الناس الذين يجب ان يفتخروا ويعتزوا بدينهم ويبذلون الغالي والنفيس من أجل نصرة ديننا وعقيدتنا وأقصانا ومسرانا الذي هو صلب عقيدتنا العظيمة.


ان أرادوا ان تكون حرباً دينيه فلتكن ... لا يجب أن يخيفنا ذلك بل الصهانية الذين يجب ان يخافوا ، فلا داعي للتباكي ومناشدة العالم وتحذيره من الحرب الدينية التي يسعى لها الصهاينة مع تأكيدي على أن حربنا مع المحتلين المستعمرين هي حرب تحرير ارض وشعب وقضية سياسية بامتياز ولیست دينية .


نحن نحترم الاديان السماوية ورسلها وأنبيائها ولا تصح عقيدة مسلم مالم يحترم الأديان السماوية وأنبيائها ورسلها، لكننا لا نخاف الحروب ومواجهة المحتل والمستعر حتى لو أرادها البعض ان تأخذ الصبغة الدينية.

دلالات

شارك برأيك

هي حرب دينية... وإن كنا لا نسعى لها

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس