فلسطين

الخميس 13 أبريل 2023 10:30 صباحًا - بتوقيت القدس

زوجة الأسير محمد حنايشة: الحزن يلازمنا لغيابه ونتمنى أن يكون معنا بالعيد القادم

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

أثناء السحور اقتحمت الوحدات الإسرائيلية الخاصة منزل الشاب محمد عامر حنايشة (40 عاماً)، في بلدة قباطية، وانتزعته من بين أطفاله خلال شهر رمضان الماضي، وخيمت أجواء الحزن في منزل عائلته، وهي تمضي الشهر الفضيل الحالي، ونجلها ما زال في غياهب السجون، رهينة الاعتقال الإداري الظالم، الذي جرى تمديده ثلاثة مرات متتالية.


في بلدة قباطية بمحافظة جنين، ولد ونشأ ويعيش الأسير محمد، تعلم كما تروي زوجته، بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح ثم انتسب للجامعة العربية الأمريكية تخصص علاج طبيعي، وبعدما أنهى عام ونصف، استهدفه الاحتلال بالاعتقال الأول ليقطع طريقه الجامعي، فقضى 8 شهور، وبعد تحرره بفترة قصيرة، أعاد الاحتلال اعتقاله، وحرمه من مواصلة دراسته الجامعية، وحوكم بالسجن الفعلي 44 شهراً.


وتقول أم معمر: "بعد تحرره من الاعتقال الثاني، عمل واجتهد حتى تمكن من تأسيس حياته، وتزوجنا، وكرس حياته للأسرة خاصة بعدما رزقنا بثلاثة أطفال، أكبرهم معمر 10 سنوات وأصغرهم الطفلة أيلول 4 أعوام، وفي كنفه عشنا حياة جميلة ومستقرة، حتى نغصها الاحتلال علينا".


لم تدم فرحة العائلة، بشهر رمضان المبارك فقد استهدفها الاحتلال، كما تتذكر أم معمر، عندما اقتحمت وحدة "اليمام" وعشرات الجنود منزلها أثناء السحور الرمضاني فجر تاريخ 26/ 4/ 2022، وتقول: "فوجئنا بوجودهم داخل منزلنا، بعدما فجروا ودمروا البوابة الرئيسية، وانتشروا في كل مكان بطريقة مخيفة وارعبت أطفالنا، فخلال المداهمة كانوا في حالة استنفار ويصرخون علينا، احتجزوني وأطفالي وعزلونا في غرفة عن زوجي".


وتضيف: "لم يراعي المستعربين هلع ورعب أطفالي وصرخاتهم، شعرت بخوف وقلق على زوجي الذي أخضعوه للتحقيق الميداني، ثم قيدوه ومنعوني من رؤيته والحديث معه، ورفضوا السماح له بوداع أطفاله، بهدف إرعابنا وتدمير إرادتنا ومعنوياتنا كأهالي أسرى، لكن مهما مارس الاحتلال الظالم ورغم المنا باعتقال زوجي ، فان الارادة قوية والمعنويات عالية ولن يكسرونا".


شكل اعتقال محمد، صدمة كبيرة لزوجته وأطفاله، الذين ما زالوا يبكون يومياً لافتقادهم لوالدهم، الذي نقله الاحتلال لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وتقول زوجته: "طوال فترة التحقيق انقطعت أخباره، وصبرنا على أمل حريته وعودته لأطفاله، لكن المأساة الكبرى التي عشناها، وفاة شقيقته رائدة حنايشة بسبب المرض الخبيث بعد 19 يوماً من اعتقاله، ولم يصله الخبر إلا بعد انتهاء رحلة التعذيب التي استمرت 40 يوماً، مما شكل له صدمة كبيرة وحزن لا تصفه كلمات".


وتضيف: "بعد تمديد توقيفه عدة مرات، ورغم عدم إدانته بأي تهمة، رفضوا الإفراج عنه، وحولوه للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، بذريعة الملف السري".


وتكمل: "عندما أنهى الفترة، جددوا الإداري له مرة ثانية لستة شهور، وقدم المحامي اعتراض واستئناف مطالباً بإطلاق سراحه لعدم وجود تهمة أو أدلة تبرر اعتقاله، فخفضت المحكمة فترة شهرين".


بموجب التخفيض، تحدد موعد الإفراج عن الأسير محمد بتاريخ 28/ 2/ 2023، ومع اقتراب الموعد، بدأت عائلته تستعد للاحتفاء بحريته، لكنها واجهت صدمة جديدة، كما تقول زوجته: "فقد رفضوا الإفراج عنه، وسلموه قرار من المخابرات الإسرائيلية بتجديد اعتقاله للمرة الثالثة لمدى 4 شهور، فقدم المحامي استئناف لكن المحكمة رفضته بتوصية من المخابرات، ضمن الاستهداف المستمر لزوجي رغم عجزهم عن ادانته بأي تهمة".


وتضيف: "تعرضت حماتي الثمانينية خضر حنايشة، لانتكاسة صحية ومرضت بسبب رفص الإفراج عنه، ونقلت للمشفى، كونها تعاني من مشاكل في القلب، فلم تحتمل الخبر، وتأثرت نفسياً وصحياً بوفاة ابنتها و تجديد اعتقال ابنها الأصغر، واستمرار حرمانها وأطفاله منه دون تهمة أو سبب".


وتكمل: "لم تتمكن حماتي من زيارة ورؤية ابنها منذ اعتقاله بسبب المرض وكبر السن، رغم أنها قضت سابقاً 9 سنوات على بوابات السجون لزيارته في اعتقالاته السابقة، وزيارة نجلها الثاني أمجد الذي قضى 6 سنوات وتحرر، وفي كل لحظة تتحدث عنه ولا تتوقف عن الدعاء لرب العالمين، أن يمد بعمرها حتى يعود لأحضانها وتعانقه حراً بدون قيود، فقد أقر الأطباء زراعة صمام قلب لها، لكن تم إلغاء العملية لأن وضعها الصحي لا يحتمل".


تحدت الزوجة الصابرة أم معمر، الظروف وتحملت مسؤولياتها بصبر ووفاء، واكملت حياتها، كمعلمة في وظيفتها، وراعية ومربية لأطفالها في منزلها، ومتابعة قضية اعتقال زوجها وزيارته خلف القضبان، وتقول: "غيابه اثر على حياتنا جميعاً، لكن لن نسمح للاحتلال بالنيل منا وتدمير حياتنا، كرمني رب العالمين بالصبر، وما زالت أقوم بكامل واجباتي وأوفر كل احتياجات أطفالي، لكن لا يمكن لأحد أن يعوضهم عن محبة وحنان والدهم".


وتضيف: "ابني معمر يرتبط بعلاقة وطيدة مع والده، ويشعر بحزن بعدما أصبح محروماً من كل الأشياء الجميلة التي اعتاد أن يوفرها لها والده، كذلك الطفلتين إيلياء وأيلول تفتقدان والدهما، وتتذكرانه في كل لحظة وموقف خاصة في رمضان".


وتكمل: "وجعنا وحزننا كبير منذ بداية الشهر الفضيل، لأننا نفتقد زوجي ونشعر بقلق من كابوس الاعتقال الإداري، ونصلي لرب العالمين أن تنتهي هذه المعاناة ويعود إلينا في العيد القادم".

دلالات

شارك برأيك

زوجة الأسير محمد حنايشة: الحزن يلازمنا لغيابه ونتمنى أن يكون معنا بالعيد القادم

نابلس - فلسطين 🇵🇸

بنت فلسطين قبل 10 شهر

ام معمر رسالتي لك -نحن جميعا نتمنى الافراج العاجل عنه و اتمنى لك ولاطفالك الصبر والقوة معمر رسالتي لك-والدك هو والدنا كتبت لك هذه الرسالة لان والدي ايضا في السجن اتمنى لك ان

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 306)

القدس حالة الطقس