فلسطين

الثّلاثاء 04 أبريل 2023 1:02 مساءً - بتوقيت القدس

عائلة الشهيد يوسف صبح تفقد أجواء رمضان في ظل غيابه واحتجاز جثمانه

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

للعام الثاني على التوالي، تغيب أجواء الاستعداد والتحضيرات والفرح في شهر رمضان المبارك، عن منزل عائلة صبح عامة والوالدة رجاء عرفات صبح خاصة، في غياب نجلها الشهيد يوسف صبح (17 عاماً)، واحتجاز الاحتلال لجثمانه، وتقول: "شهر رمضان مناسبة دينية ومفروضة علينا ونؤدي شعائرها الدينية، لكنها اليوم مختلفة في حياتنا فلا يوجد فرح وروح نهائياً، فرمضان الحالي أصعب، ولم يكن هناك أي أجواء رمضانية للبهجة أو الزينة في ظل استشهاد يوسف واحتجاز جثمانه، فهو شهيد وأسير في نفس الوقت".


وتضيف: "قبل إعدامه كنا نحتفل ونجهز ويساعدنا في تحضير الزينة والإضاءات، ويبتهج ويفرح مثلنا، ويشاركنا اجتماع الشمل على موائد السحور والإفطار، ويحرص دوماً على الجلوس بجانبي، ثم ينضم للأصدقاء ويتسامر معهم".


وتكمل: "ما زلت أتذكر حرصه على تلبية طلباتي، وسؤاله الدائم عن احتياجاتي ليحضرها، فهو متميز بالمحبة والوفاء وبر وطاعة الوالدين، وبوجوده كان بمنزلنا صوت وفرحة وحياة، ولحب الجميع له، كان اسمه يتردد على السنة الجميع في المنزل والحي ووسط الأصدقاء الذين اعتبرهم إخوانه".


ومنذ اليوم الأول لشهر رمضان، سارعت الوالدة الصابرة، لتجهيز صورة كبيرة ليوسف، ونصبتها على الجدار وسط منزلها وبشكل مباشر، أمام سفر الإفطار، ليكون كما تقول: "حاضراً دائماً معنا وأمامنا، ليشد أزرنا ويخفف ألمنا، مع رفض الاحتلال تسليم جثمانه لنا، وأقضي ليالي الشهر الفضيل، في الصلاة والدعاء لرب العالمين، ليرد لنا جثمانه وبحريته من مقابر الأرقام، فقد اشتقت لضمه لصدري ووداعه وتشييع في مراسم وطنية كباقي الشهداء الأبرار".


وتضيف: "يزداد حزني كلما تكررت تساؤلات ابنتي الصغرى ياقوت عن شقيقها، ولماذا يحتجز في ثلاجات الاحتلال ولا يوجد له قبر كباقي الشهداء؟، ويعجز لساني عن الإجابة عن أسئلتها لأن إجابتها أصعب".


استعادت ذاكرة الوالدة رجاء، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل ارتقاء يوسف صبيحة 26-9-2021، وقالت: "حضر للمنزل وتناول العشاء، ودخل لغرفته، وجلست كأنني أحرسه، أهلل وأسبح حتى سمع صوت انفجارات وإطلاق رصاص بعدما اقتحمت قوات الاحتلال برقين، فذهبت إليه واطمأنيت أنه لم يغادر".


 وتضيف: "جلست ووالده نتابعه حتى لا يخرج، ولكن فجأة اختفى، لا أعلم كيف خرج من المنزل بلمح البصر، حاول والده إعادته لكنه توجه للمواجهات التي كانت شرسة ومختلفة عن الأيام السابقة، وبقيت أترقب الأخبار، وأتضرع لرب العالمين ليحميه وكل الأبطال أمثاله".


في حوالي الساعة الرابعة فجر، كان الاتصال الأخير بين يوسف ووالده، الذي طلب منه العودة وحماية نفسه، في ظل انتشار الاحتلال بشكل كبير في البلدة  بينما كانت والدته تتواصل مع رفاقه، وتحثهم على العناية به، في ظل توترها كلما سمعت صوت رصاص وأخبار عن إصابات، لكنها لم تعلم إلا بزوغ الشمس باستشهاده.


يروي الشهود، أن يوسف تقدم الصفوف في المواجهات مع الاحتلال، بجرأة وشجاعة وعندما أصيب أحد رفاقه المقاومين برصاص الاحتلال بقدمه، وسقط أرضاً مضرجاً بالدماء، استل يوسف بندقيته، وأكمل المشوار، وهاجم الجنود من نقطة صفر، فأطلقوا النار عليه، ورغم الإصابة بقدميه، تحدى الجنود وواصل إطلاق الرصاص حتى أصابوه بعدة رصاصات في كافة أنحاء جسده، فسقط شهيداً ثم قاموا باحتجاز جثمانه ونقله معهم.


بعد استهداف يوسف، تضاربت الأنباء حول مصيره، لأن الاحتلال نقله معه خلال انسحابه، وتقول والدته: "عشنا كوابيس رعب لأن الاحتلال تكتم على مصيره، وبعد العصر اعترف بتصفيته وإعدامه، فشعرت بوجع وألم كبير، لكن إكراماً لروحه وأمنيته، قلت "مبروك الشهادة عليه، الي طلبوا نالوا، وبعدها لم أعرف ما حصل معي من هول الصدمة ".


وتضيف: "احتجاز جثمانه أكبر وجع، فمن حقنا أن نستقبله وندفنه، واحتجازه جريمة، فأبطالنا ليسوا مجمدات لوضعهم في ثلاجاتهم، هذا جزء من العقاب والانتقام، نريد أن يرتاح جسده في قبره، وترتاح قلوبنا الموجوعة، وسنبقى ننتظر ونقاوم حتى زفافه في عرس وطني واحتضنه وأودعه".

دلالات

شارك برأيك

عائلة الشهيد يوسف صبح تفقد أجواء رمضان في ظل غيابه واحتجاز جثمانه

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 164)

القدس حالة الطقس