منوعات

السّبت 25 مارس 2023 1:13 مساءً - بتوقيت القدس

أهداف الصيام وفوائده

بقلم:الشيخ الدكتور/يوسف جمعة سلامة
النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس


يقول الله تعالى في كتابه الكريم (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُم إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة الآية (184)) .


يتفيّأ المسلمون في هذه الأيام ظلال شهر رمضان المبارك، شهر التسابيح والتراويح، شهر الصيام والقيام، حيث يُطِلّ علينا بخيراته وبركاته ، فقد افترض الله علينا صيام نهاره، وَسَنَّ لنا النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- قيام ليله، وحثّنا على اغتنام الأوقات والأعمال الصالحة فيه؛ ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ ورغبة في جَنّته والنجاة من ناره، لذلك يجب على المسلمين الاستعداد لاستقبال هذا الضيف الكريم، وأَنْ يُشَمِّرُوا عن ساعد الجدّ، وَيُوَطِّدوا العزم على صيام أيامه وقيام لياليه.


إِنَّ شهر رمضان هو شهر الصيام، ولشهر الصيام أهداف وثمرات طيبة، منها:


-الصيام سببٌ في غفران الذنوب: لقوله -صلّى الله عليه وسلّم – : ("مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، و "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" )(أخرجه البخاري)، وقوله - صلّى الله عليه وسلّم - : ( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ) (أخرجه البخاري).


- شهر رمضان موسم من مواسم الخير: حيث يستفيد منه الفرد في زيادة إيمانه وتقوية عزيمته، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ}(سورة الفتح الآية (4))، كما يستفيد منه المجتمع في تراحمه وتعاونه وتكافله، حيث يعمّ التكافل جميع أفراد المجتمع المسلم.


-الصيام وقاية من الآثام: لِمَا ورد عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم– أنه قال:(يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ،فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )(أخرجه البخاري)، وفي حديث آخر (وَالصِّـيَامُ جُنَّة)(أخرجه البخاري)،أي سِتْر ووقاية من الآثام في الدنيا ونجاة من النار يوم القيامة.


- الصيام يُهَذِّب الأخلاق والطِّباع: لقوله – صلّى الله عليه وسلّم –: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)(أخرجه البخاري).


- شهر رمضان شهر التجارة مع الله تبارك وتعالى: فإذا كان تُجَّار الدنيا ينتظرون المواسم لِرَوَاجِ تجارتهم وبضاعتهم وزيادة أموالهم، ويتحمَّلون في سبيل ذلك الآلام والأهوال في السّفر، وقد يتعرّضون لكثيرٍ من الأخطار والمخاوف، فإذا حَقَّقوا أُمْنِيَتَهُم وربحوا في تجارتهم ذهبت عنهم تلك الآلام، فما بالكم بالتجارة مع الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك؟!.


أخي القارئ: إِنّ بلوغ شهر رمضان الفضيل نعمة كبيرة على مَنْ بَلَغَهُ، وقام بِحَقِّه بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته، ومن الغفلة عنه إلى ذكره عزّ وجلّ، ومن البُعْدِ عنه إلى الإنابة إليه، ورحم الله القائل:


يَا ذَا الَّذِي مَا كَفَاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ حَتَّى عَصَى ربَّهُ في شهر شعبـــــــانِ


لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَــــــــــــا فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضًا شَهْـــــــرَ عِصْيــــــــانِ


وَاتْلُ القُرانَ وَسَبِّحْ فيهِ مُجتَهِـــــــــــدًا فَإِنه شَهْرُ تسبِيـــــــحٍ وقُــــــــــــــــــرْآنِ


كَمْ كنتَ تعرِف مِمَّنْ صَام في سَلَفٍ مِنْ بين أهلٍ وجِيـــــــرانٍ وإخْوَانِ


أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدَهُــــــمُ حَيًّا فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدّانِي


هنيئاً لمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، هنيئًا لمن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، فَغُفِرَ لَهُ ما تقدّم من ذنبه.


نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام


وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

دلالات

شارك برأيك

أهداف الصيام وفوائده

المزيد في منوعات

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 85)

القدس حالة الطقس