فلسطين

الأحد 13 نوفمبر 2022 7:32 مساءً - بتوقيت القدس

خلال شهادته حول جريمة اغتيال أبو عاقلة.. الزميل السمودي: قتلوها بدم بارد ومن حقنا العيش

جنيف – خاص بــ"القدس" دوت كوم- أبكت الشهادة التي قدمها الزميل علي سمودي أمام لجنة التحقيق في جنيف حول جريمة إعدام زميلته الصحفية شيرين أبو عاقلة ومحاولة قتله ورفاقه الصحفيين، حتى المترجمة من اللغة العربية للغات العالمية، وبدى تأثير العبارات القوية والمؤثرة التي قدمها السمودي واضحًا على محيا أعضاء اللجنة، بما فيهم الرئيسة التي عبرت عن تعاطفها وحزنها لما حدث مع شيرين والسمودي الذي وصفته بالناجي من الجريمة.


مراسل "القدس" دوت كوم، توجه إلى جنيف بناءً على دعوة رسمية لتقديم شهادته أمام لجنة التحقيق بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة التابعة لمجلس حقوق في الأمم المتحدة، والتي عقدت عدة جلسات استماع في للتحقيق في انتهاكات إسرائيلية للقانون الإنساني الدولي في الأراضي المحتلة والقدس، وبعد شهادات نقيب الصحفيين ناصر أبوبكر ورئيس لجنة الحريات محمد اللحام ولينا أبو عاقلة، دخل قاعة المؤتمر وهو يحمل صور زميلته في قناة الجزيرة شيرين، وافتتح شهادته برفع صورتها، قائلاً: "سأرفع صورة الشهيدة شيرين، التي مر 6 شهور على جريمة قتلها برصاص جندي إسرائيلي، ما زال حرًا طليقاً، بينما نبكي ونتألم على فقدانها، وجرحي ما زال ينزف من رصاصهم، وتأثير الجريمة مستمر على كل رفاقي، لذلك أطالبكم بالعدالة بمحاكمة القتلة فورًا".


الزميل الصحفي علي سمودي (54 عاماً)، والذي نجا من الموت بأعجوبة، روى أمام رئيس وأعضاء المجلس، تفاصيل الجريمة التي ارتكبها الاحتلال صبيحة 5/11/2022، وقال: "في صبيحة ذلك اليوم، شاهدنا الموت وعشنا كوابيس مروعة، لقد ذهبنا أنا وزملائي شيرين وشذى حنايشة ومجاهد السعدي ومجدي بنورة ومهند لمخيم جنين، لتغطية الأحداث، فرغم توقعنا للقتل أو الاعتقال على يد قوات الاحتلال، لم نتوقع استهدافنا وإطلاق النار علينا بتلك الطريقة".


 وأضاف: "خلال ثواني وبدم بارد قتلوا الزميلة الصحفية شيرين، وحاولوا قتلي وقتل زملائي لكن إرادة الله كانت أقوى من رصاصهم".


وأكد الزميل علي سمودي، أن محاكمة الاحتلال على جريمة إعدام أبو عاقلة ومحاولة قتله وباقي الصحفيين، ستوقف جرائم الاحتلال واستهدافه المستمر للصحفيين الذين يتعرضون للقمع والتنكيل والسجن والقتل بشكل يومي، متمنياً أن تتظافر جهود الجميع والأمم المتحدة لحماية الإعلام الفلسطيني والعدالة لشيرين لتكون أخر ضحية للعدوان الإسرائيلي.


وشدد السمودي على أهمية التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين وغض النظر عن انتهاكات إسرائيل، وخاطب رئاسة المجلس ومنظمات الأمم المتحدة الدولية، قائلاً: "إن تقصير وغياب الدور الفاعل للمجتمع الدولي يمنح إسرائيل الضوء الأحمر، لتصعد من استهدافها للصحفيين الفلسطينيين، وحتى الأجانب العاملين في فلسطين والأراضي المحتلة".


وأضاف: "لذلك، نطالب مجلسكم وهيئة الأمم المتحدة المبادرة بخطوات عملية، لمنع القتلة من الإفلات من العقاب والعدالة لروح شيرين وكل شهداء الإعلام الفلسطيني، وتوفير الحماية لنا ومنع إسرائيل من استهدافنا وقمعنا وسجنا خلف القضبان، وتعريض حياتنا للخطر".


وشدد السمودي أنه ما دام العالم صامتًا عن جرائم وانتهاكات الاحتلال، فإنه سيستمر ولن يتوقف، وقد تزايدت وتيرة التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات لحقوق الصحفيين مؤخرًا".


 وأكمل: "بعد اغتيال شيرين، قتلت قوات الاحتلال الصحفية غفران وراسنه في الخليل، كما أصيب واعتقل عدد أخر من الصحفيين، وما دام هناك احتلال سنبقى في مرمى النار ولن تكون شيرين ضحية الاحتلال الأخيرة".


وفي شهادته أمام المجلس، استعرض الزميل السمودي، تفاصيل ما حدث في اليوم الأسود، عندما استهدفهم الاحتلال وأطلق النار عليهم خلال تغطيتهم عملية عسكرية في مخيم جنين، مفندًا ودحاضًا الروايات الاحتلالية لتضليل العالم والمجتمع الدولي.


الزميل السمودي، الذي تعرض للإصابة برصاص الاحتلال مرات عديدة ونجا من الموت بأعجوبة، ناشد لجنة التحقيق وكافة الأطراف الدولية ومنظمات حقوق الانسان، للوقوف مع كافة الأطراف في هذه المعركة وكشف الحقيقة.


 وقال: "كل ما نشره جيش الاحتلال من تقارير ونتائج، محاولة لطمس الحقيقة وإخفاء جريمة القتل التي نفذها جنوده بشكل متعمد، متسائلاً لماذا لم ينشر الاحتلال الصور التي التقطها جنوده من موقع العملية من المكان الذي كنا نتواجد فيه؟


 وأضاف السمودي: "الجيش يوثق ويصور، وفي التحقيق الذي أصدره الاحتلال نشر صور من كاميرات جنوده، لكن في منطقة أخرى وبعيدة من مكان تواجدي وشيرين وباقي الصحفيين، .. لماذا لا يُفرض على الاحتلال بإبراز صور لحظات إطلاق النار علينا، رغم أنه ينشر يوميًا توثيقًا لعملياته ونشاطاته".


 وأكمل: "السبب معروف أن صوره تشكل إدانة واضحة، ودليل على أن الجيش من أراد قتلنا، وأطلق النار علينا بشكلٍ متعمد ودون سبب".


وأشار السمودي إلى أن حكومة الاحتلال حاولت الالتفاف والتحايل وتضليل وخداع العالم والجهات القانونية والقضائية، لإفشال محاولة لرفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية لكنها فشلت، وقال: "أؤكد لكم أن تقرير إسرائيل كذبة مفضوحة، ولن تمنعنا عن مواصلة معركتنا للمطالبة بالعدالة".


وخلال الجلسة، قال: "نتطلع إلى إحقاق العدالة لشيرين من أجل روحها أولاً، ومن أجل أرواح الأبرياء الآخرين الذين نتطلع إلى حمايتهم من التعرض لذات المصير مستقبلاً وخاصةً الصحفيين".


 وأضاف: "منذ بداية عملي الصحفي تعرضت للإصابة، وإطلاق النار عدة مرات وتغطية الأحداث في منطقة جنين، كما تكررت إصاباتي ولم يتوقف الاحتلال عن قتل الصحفيين مثل عماد أبو زهرة من جنين، وفضل شناعة من غزة، وعزيز التنح من بيت لحم، ودروزة من نابلس، والقائمة تطول للضحايا من شهداء وجرحى ومعتقلين".


 وأكمل: " لذلك نطالب ونصر على تحقيق العدالة من خلال محاسبة حكومة الاحتلال وقادتها وجنودها، حيث ننتظر الحرية والأمل المتجدد بنصر قريب لشعبنا وخلاصه من أخر احتلال على وجه الارض ما زال يدير ظهره للعالم ويواصل جرائمه لقتل احلامنا واغتيال وجودنا وتدمير مستقبلنا".


 واستدرك: "الفلسطيني يلاحقه رصاص الاحتلال فقط، لأنه يحلم بالحياة والحرية والأفضل، ولعل الشاهد على ذلك مجزرة مخيم جنين التي ارتكبها الاحتلال في نيسان 2002، ففي مدينتي ومخيمي جنين، حياة الناس الطالب والمسن والمعلم والمحامي والصحفي والمزارع مهددين، ورصاص القناصة وجنود الاحتلال يتفنن في ملاحقة أحلامنا وقتلنا، ويوم أمس قتلوا في مدينتي عاملاً كان يبحث عن لقمة عيش أسرته، وقبل أيام قتلوا طفلاً دون ذنب، لأنه يقف على أبواب المخيم ،وقبلها قتلوا شيرين وحاولوا قتلنا، فأرجوكم ساعدونا في وقف القتل بحقنا فمن حقنا أن نعيش".


الجدير ذكره، أن جلسات المجلس تعقد لأول مرة علنية، للرد على الاتهامات الإسرائيلية بالانحياز لفلسطين، وقد شنت إسرائيل هجومًا وانتقادات كبيرة، عبر عنها بيان صدر عن مكتب لابيد، أوضح فيه أنه بعد سلسلة من الاجتماعات والمحادثات السياسية والأمنية، أصدر لابيد تعليماته لتحضير أدوات سياسية أمنية، للرد على تحرك الفلسطينيين في الأمم المتحدة. 

دلالات

شارك برأيك

خلال شهادته حول جريمة اغتيال أبو عاقلة.. الزميل السمودي: قتلوها بدم بارد ومن حقنا العيش

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 81)

القدس حالة الطقس