جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي- حاول المواطن الثلاثيني وسيم سعدي السعدي، إنقاذ نفسه من جنود الاحتلال، وذلك بعرض التقارير الطبية التي تثبت خضوعه لعملية جراحية مؤخراً، لكن دون جدوى، إذ هاجموه واعتدوا عليه بشكل رهيب كما وصف شقيقه أحمد، موضحاً أن الجنود لم يراعوا حالته الصحية ووجود أطفاله اللذين شاهدوا والدهم وهو يتعرض للقمع بشكل تعسفي رهيب.

فجر يوم الاثنين، تاريخ ولحظات لم تنساها عائلة وسيم السعدي في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، إذ عاشت زوجته و أطفاله الأربعة معاناة رهيبة خلال اعتقاله، ويروي شقيقه أحمد، أن العملية بدأت بتسلل الوحدات الخاصة " المستعربين " لمنزل شقيقه واحتجازه داخله ثم اقتحام الاحتلال للبلدة.

 وأضاف، لاحظنا أن الوحدات الخاصة استخدمت السلالم وتسللت إلى أسطح، دون أن يتنبه لها أحد، فقد نصبت القناصة والكمائن في محيط المنطقة، ويكمل:" فوجئنا باقتحام العشرات من الجنود منزل شقيقي وعلى الفور قاموا بضربه بشكل مبرح، رغم أنه كان في حالة مرضية ويعاني من أثار عملية جراحية أجراها في الظهر والرقبة والعامود الفقري مؤخراً.

وخلال العملية التي استمرت أكثر من ساعة، عزل الجنود عائلة السعدي، في غرفة وسط رقابة وحراسة عسكرية مشددة، بينما قام الجنود خلال التفتيش بتدمير كافة محتوياته،  ويقول أحمد:" لم يبقى شيئ في منزل شقيقي على حاله، تعمدوا تخريب كل شيئ، ورغم حديثه معهم حول حالته الصحية وصعوبة وضعه وقرار الاطباء بمنحه استراحة ومنعه من الحركة لكنهم لم يكترثوا واصروا على اعتقاله واقتادوه تحت التنكيل والضرب أمام أسرته، ويضيف، رفض الجنود السماح لشقيقي بوداع زوجته وأطفاله اللذين بكوا بحسرة على والدهم الذي تعرض أمامهم حتى وبعهد اعتقاله بالضرب، وقاموا بتعصيب عينيه وتقييد يديه واقتادوه إلى الدوريات العسكرية ونقلوه إلى جهة مجهولة، ويكمل:" ماحدث رهيب ومؤلم ولايمكن نسيانه فقط استخدموا الكلاب البوليسية ايضا وتعاملوا مع اسرة شقيقي بطريقة سيئة ومنافية لكافة الاعراف والقوانين".

ولم يختلف المشهد في منزل عائلة الشاب محمد صايل نشات السعدي 20 عاما ، والذي يعمل في مهنة الميكانيك ودهان المركبات ، ويعتبر البكر في عائلته المكونة من 5 انفار .

ويقول والده، أنه ترك دراسته وتعليمه، وكرس حياته للعمل ومساعدتي في إعالة العائلة، إلا أن الاحتلال لم يترك محمد، إذ فوجئنا باقتحام المنزل بطريقة وحشية والتنكيل به "، ويضيف، الوحدات الخاصة تسللت إلى منزلنا واحتجزتنا، قبل حضور جنود الاحتلال وضباط المخابرات، عزلونا في احدى غرف المنزل واخضعونا للتحقيق الميداني"، وتابع:" اعتدى الجنود على ابني بالضرب المبرح وتم قلب المنزل رأساً على عقب، وتدمير محتوياته ونحن في حالة صدمة لانعلم ما الذي يجري، وكأننا في كابوس رهيب ".

قوات الاحتلال، اعتقلت محمد، ولم تسمح لأسرته بوداعه،واقتادوه إلى جهة مجهولة، وقال والده " نعيش على أعصابنا، في ظل مصيره المجهول، وبسبب ما تعرض له من ضرب وتنكيل خلال اعتقاله، ونطالب الصليب الأحمر بزيارته والاطمئنان على وضعه ".