أقلام وأراء

الإثنين 15 أغسطس 2022 11:17 صباحًا - بتوقيت القدس

الحرب الأوكرانية: الشرق بين مسألة الاصطفاف والاستفادة

 بقلم:د. إياد البرغوثي


مرة اخرى ينقسم المثقفون الفلسطينيون والعرب حول الحرب الدائرة حاليا في اوكرانيا.. البعض نظر لتلك ‏الحرب على انها مسألة محلية اوكرانية، ينبغي النظر اليها اخلاقيا كدولة تتعرض لعدوان روسي، ومن ‏واجب المثقفين الفلسطينيين والعرب والشعوب العربية الوقوف معها انطلاقا من كونهم شعوبا تعرضت ‏وتتعرض للعدوان الصهيوني والامبريالي الغربي، ولا يجوز أن يتم الكيل بمكيالين كما تفعل القوى ‏الامبريالية. منطلق هؤلاء الاساس في ذلك الموقف هو الايمان بحق تقرير المصير للشعوب... كل الشعوب ‏دون تمييز ودون تدخل من أحد.‏


ولكي تفسر هذه الفئة من المثقفين موقفها الذي يبدو على انه مضاد لروسيا ولبوتين أكثر منه منحاز ‏لاوكرانيا ورئيسها زيلنسكي، تحاول التذكير باستمرار - وهي تتشكل غالبا من اليسار أو من الذين كانوا ‏يسارا في الماضي- ان الحديث يجري عن روسيا الرأسمالية التي لم تعد لها علاقة بالاتحاد السوفياتي، ‏محاولة بذلك سحب البساط الايديولوجي من الطرف الآخر الذي يفترض انه ما زال يخلط بين الحالتين، ‏بمعنى ان تأييد روسيا من قبل هؤلاء ما هو الا امتداد للموقف التاريخي المنحاز للاتحاد السوفياتي. كذلك ‏تذكر بأن بوتين ليس أكثر من "دكتاتور رأسمالي" يقف ضد الشعوب ورغبتها في التحرر، و"افضل" مثال ‏يؤتى به في هذا المجال هو التدخل الروسي في سوريا "انحيازا للأسد ضد شعبه".‏


أما الجانب الثاني الذي يقف، أو يبدو انه يقف، الى جانب روسيا في تلك الحرب فهو بأغلبه لا يرى ما ‏يجري من عمليات عسكرية في اوكرانيا حربا محلية بين بلدين بل هي حرب، أو لنقل، صراع بين ‏المعسكر الامبريالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة، ذلك المعسكر الذي يحاول الحفاظ على النظام العالمي ‏الحالي ذو القطب الواحد، والذي يتحكم فيه الغرب وخاصة الولايات المتحدة بمصير العالم، أو بمعظم ‏مصيره، وبين قوى صاعدة في العالم اساسها الصين وروسيا، غير المرتاحة لنظام القطب الواحد، والتي ‏تسعى لتغييره باتجاه نظام دولي متعدد الاقطاب، يكون أكثر عدلا، أو هكذا يفترض أن يكون.‏


هذا الجانب، أو معظمه، يتفهم وجهة النظر الروسية التي تقول بأن الغرب هو في حالة عدوان على روسيا ‏منذ انهيار الاتحاد السوفياتي بعد هزيمته في الحرب الباردة، وأنه لا يجوز الاستمرار في السكوت أو ‏التغاضي عن ذلك العدوان، الذي تمثل في اهانة كبيرة لإمبراطورية ضخمة كروسيا، وفي إثارة القلاقل ‏داخل روسيا الاتحادية نفسها وابرزها الحرب في الشيشان، ومن ثم مد حلف شمال الأطلسي الذي يعلن علنا ‏أن روسيا هي عدوته الأساس الى دول شرق اوروبا والتي كان جزء منها جمهوريات سوفياتية مثل استونيا ‏ولتوانيا ولاتفيا، ومحاولة مده الى جورجيا ثم اوكرانيا حيث كان ذلك السبب المباشر في الحرب الحالية.‏


وفي سياق الدفاع عن وجهة نظره في تلك الحرب، يذهب هذا الجانب الى الحديث عن تفاصيل التاريخ ‏والديموغرافيا وأحيانا الايديولوجيا لاوكرانيا ومدى ارتباط ذلك البلد، وجزء لا يستهان به من شعبه، بروسيا ‏وبالروس هوية وفكرا وتاريخا ولغة وثقافة.‏


من الجدير التنويه هنا أنه لا يمكن استبعاد ان بعض المتبنين لوجهة النظر هذه، وهم بالمناسبة ايضا يسار ‏أو كانوا يسارا، ما زال لديهم نوستالجيا الى ايام الاتحاد السوفياتي، وهم يخلطون - وغالبا بتقديري من حيث ‏لا يدركون- بين الاتحاد السوفياتي وروسيا، ويقومون بتقييم الأمور بخلفية ايديولوجية منحازين الى البلد ‏الذي كان اشتراكيا، وربما هو "يمثل" الآن أنه لم يعد كذلك.‏


لكن بالمقابل توجد هذه الخلفية الايديولوجية لدى الطرف الأول (المنحاز لأوكرانيا) ايضا، حيث يتم وضع ‏الولايات المتحدة وروسيا في نفس المرتبة بالقول ان روسيا رأسمالية وكذلك بوتين تماما مثل الولايات ‏المتحدة وبايدن، إن ذلك هو تسطيح لواقع أكثر تعقيدا. ان هذا يعني بشكل أو بآخر اننا لا ينبغي أن نكون مع ‏اي طرف في اي حرب إذا لم يكن أحد المحاربين اشتراكيا. صحيح أن لكل الحروب ضحايا من البشر، لكن ‏كثيرا من الحروب التي شنت في التاريخ لها ما يبررها حتى وإن كانت انظمتها السياسية، أو نظمها ‏الاقتصادية الاجتماعية من نفس "النوع"... حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل على سبيل المثال هي ‏حرب بين دولتين "رأسماليتين" بشكل او بآخر، لكن فيها من هو محق يريد تحرير أرضه ومن هو معتدي.‏


ذلك ينطبق على الحرب في اوكرانيا ايضا، فروسيا رأسمالية وكذلك اوكرانيا والولايات المتحدة والغرب، ‏لكن ذلك لا يعني أن الجميع متشابهين. وحتى عندما نسلم بأن كل هذه دول رأسمالية إلا أن كلا منها بلغ في ‏عدوانيته وامبرياليته وتسلطه على العالم مرتبة تختلف عن الآخر. ان الذهاب الى ضرورة أن يكون أحد ‏المتحاربين اشتراكيا حتى تكون حربه عادلة لا ينم إلا عن اصولية فكرية لا تبتعد كثيرا عن القول بأن ‏الوطن لا تحرره إلا "الأيدي المتوضئة".‏


وضمن خلط الأوراق التي يقوم بها الطرف الأول، أو بعضه، والذي يساوي بين روسيا وامريكا، وبوتين ‏وبايدن، يتم الحديث عن أن الطرفين داعمين لإسرائيل بشكل او بآخر، سواء تاريخيا حيث اعترف كل من ‏الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة باسرائيل منذ البدايات، أو في وقتنا الحاضر حيث تدعم الولايات ‏المتحدة اسرائيل بلا حدود وكذلك تقوم روسيا بغض النظر عن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على ‏سوريا رغم تواجد جيشها وقواعدها هناك.‏


هناك كثير من الصحة في ذلك بالطبع، لكن هناك كثير من الخلط ايضا. فأمريكا تقف مع إسرائيل ‏استراتيجيا وسياسيا وعملياتيا وايديولوجيا. بايدن يقول انه صهيوني دون تحفظ، وبدون أن يبذل أي جهد ‏لمجاملة آخرين قد لا يكونوا سعداء بهذا الموقف. لقد جاء "اعلان القدس" الذي نتج عن زيارة بايدن ‏لإسرائيل ليؤكد أن الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل في كل شيء، بل ان مصير إسرائيل مرتبط عضويا ‏بمصير الولايات المتحدة.. جاء هذا يوما واحدا فقط قبل اجتماعه في قمة الرياض مع دول عربية يفترض ‏أن بعضها ما زال يعتبر أن إسرائيل دولة محتلة.‏


اما روسيا فإن موقفها من إسرائيل ليس محكوما بايديولوجيا أو باستراتيجيا بقدر ما هو محكوم بسياسات ‏مرتبطة برؤى للمصالح الروسية الآنية التي تتغير من حين لآخر. لكن روسيا تدرك بالأساس أن إسرائيل ‏هي الحليفة الأوثق للولايات المتحدة، وانها لن تكون الى جانبها في يوم من الأيام في حال وجد التناقض ‏الروسي الأمريكي.‏


بوتن هو قومي روسي ارثوذكسي، هو ليس ضد إسرائيل من حيث المبدأ لكنه أيضا ليس معها ايديولوجيا ‏وعلى طول الخط. من غير المعروف عنه أنه موال للصهيونية، لم يقل ذلك، وخلفيته كلها لا تشي بذلك، ‏وإن كان على ما يبدو يدرك التقاطعات بين روسيا وإسرائيل في بعض القضايا، وبالتأكيد فإن مواقفه في ما ‏يتعلق بالسكوت احيانا عن الممارسات الاسرائيلية ضد سوريا هو شيء يجب أن لا يدخل في نطاق التفهم ‏من قبلنا في يوم من الأيام وهو مرفوض بالنسبة لنا تماما.‏


هذا هو ما عليه الوضع بالنسبة للفلسطينيين والعرب وخاصة مثقفيهم في ما يخص الحرب في اوكرانيا، ‏لكن ذلك بتقديري ليس هو الأهم، ولا ينبغي أن يكون هو الأساس. ان نقاش اننا مع الحرب أو ضدها لم يعد ‏مجديا ما دامت الحرب قد وقعت، لذلك من الضروري أن ننتقل من خانة المع والضد الى كيف يمكن ‏الإستفادة من مخرجات هذه الحرب الدائرة، أو على الأقل كيف يمكن أن نتلافى ما يمكن أن يشكل ضررا ‏على شعوبنا وبلداننا.‏
لقد اوضحت الحرب حتى الآن بعض الحقائق، أهمها أن "الغرب" بلغ حدا من العنصرية لم يسبق له مثيل، ‏تجلى ذلك في التصرفات والمواقف تجاه اللاجئين، بتصنيفاتهم المختلفة، سواء في تحديد من يحق له دخول ‏هذه الدولة أو تلك، ومن يحق له ركوب القطار ومن يرمى منه، أو في القوانين المطبقة على اللاجئين حسب ‏تلك التصنيفات.‏


لقد اظهرت العقوبات التي فرضت على روسيا، أن العنصرية الغربية ليست فقط ضد المسلمين أو ‏الشرقيين، بل ضد كل من يقف في طريقهم سواء كان ابيضا أو غير ابيض، مسلما أو غير مسلم، كاثوليكيا ‏أو ارثوذوكسيا... وصلت العقوبات ذات الطابع العنصري الى موقف سلبي من ثقافة روسية عريقة، ومن ‏كتاب روس اثروا الثقافة الإنسانية، وتم طرد الطلبة الروس من جامعات غربية يفترض أنها تمثل رمزا ‏للانفتاح والتسامح والتحرر والديموقراطية وحقوق الانسان.‏


لقد فتحت الحرب الاوكرانية أعيننا على مدى الهيمنة التي يمارسها الغرب علينا كعرب وكشرقيين وعلى ‏كل الشعوب وحتى الدول الضعيفة وغير الضعيفة في العالم، الصديقة منها للغرب أو غير الصديقة.‏


الولايات المتحدة تحدد للشعوب وللدول أصدقاءها وأعداءها، ما يمكن أن تعمله وما لا يمكن، تقرر منْ من ‏الدول تستطيع أن تنقب عن ثرواتها ومن لا تستطيع، ومن يجوز له أن يزرع القمح أو عليه استبداله ‏‏"بالفراولة" مثلا. لقد اجبرت الولايات المتحدة العراق على انهاء عقده مع شركة سيمنز الألمانية لإنتاج ‏الكهرباء في العراق واجبرته على الارتباط كهربائيا بالسعودية والأردن. واجبرت دولة كأستراليا على فسخ ‏العقد الذي وقعته لشراء غواصات فرنسية واستبدلتها بغواصات أمريكية... عند الولايات المتحدة لا فرق ‏بين حليف وغير حليف، وصديق وغير صديق، فالكل يجب أن يلتزم بما تمليه الارادة الأمريكية العليا.‏


من أهم ما كشفته الحرب الاوكرانية حتى الآن، على الأقل في منطقتنا، أن بعض الأنظمة الموالية للولايات ‏المتحدة هي ليست راضية تماما عن تلك العلاقة، وهي تتحين الفرص للتحرر ولو بشكل بسيط من تلك ‏العلاقة (الهيمنة). لقد ثبت بشكل أو بآخر أن ارتباط تلك الأنظمة بأمريكا ليس بالضرورة نابعا من إرادة ‏مستقلة، أو من إعجاب بها، وإنما هي على الأغلب - على الأقل في بعض جوانبها- استجابة للخلل القائم في ‏النظام العالمي، وتعبيرا عن ضعف هذه الانظمة أمام التحديات التي تواجهها، واتقاء لشر الدول الأقوى بما ‏فيها الولايات المتحدة نفسها. لقد اثبتت قمة الرياض الأخيرة بقيادة بايدن، وفي ضوء ما يجري في اوكرانيا ‏حاليا، مدى رغبة بعض تلك الانظمة في تقليل منسوب الهيمنة الأمريكية عليها، رغم وضوح بايدن في ‏عدول الولايات المتحدة عن قرارها مغادرة المنطقة لأنها لا تريد أن تترك فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو ‏ايران.‏
في ضوء هذه "الحقائق" التي تأكدت من ما جرى في اوكرانيا حتى الآن وانعكاسات ذلك على النظام ‏العالمي، أقول إن الاصطفاف مع روسيا أو اوكرانيا والغرب بالنسبة لشعوب منطقتنا ودولها ليست هي ‏جوهر الموضوع، بل إن مهمتنا الأساسية، وسؤالنا الأساس، هو كيف على شعوبنا ودولنا أن تعمل لكي ‏تكون أحد الاقطاب التي تتشكل في النظام العالمي الآتي، خاصة أن منطقتنا تملك كل المقومات المطلوبة ‏لذلك. إنها فرصة تاريخية قد تأتي بها تلك الحرب لكي تسعى شعوب الشرق للتخلص من كل اشكال الهيمنة، ‏ولتستعيد سيادتها واستقلالها الحقيقيين وذلك بتقاربها وتكاملها ووعيها الجيواستراتيجي بمصالحها المشتركة ‏ومصيرها الواحد.‏


في كتابي المعنون "تحرير الشرق.. نحو إمبراطورية شرقية ثقافية" تم الحديث عن ضرورة وعي شعوب ‏المنطقة لمصالحها المشتركة بانتظار "الفرصة التاريخية" التي قد تأتي لتجعل بالإمكان انشاء "إمبراطورية" ‏الشرق التي تشكل قطبا وازنا وموازنا بين الاقطاب الأخرى في العالم.‏


إن أي نظام عالمي قادم لن يكون عادلا ومتوازنا واخلاقيا إذا استمرت شعوب الشرق مفرقة وضعيفة ‏ومهيمن عليها من أي كان، وإذا استمر الشرق ساحة لصراع الآخرين، ولا يشكل لهم إلا مصدرا للثروات ‏الطبيعية، وسوقا للاستهلاك. إن العالم سيصبح أكثر استقرارا وأمنا وثراء في ظل وجود قطب شرقي سيد ‏ومستقل ومتوازن.‏


من المهم أن تعرف الأطراف المتقاتلة الآن في اوكرانيا أن السعي لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب لن ‏يكون حقيقيا في ظل وجود دول تحتل شعوبا أخرى وتمارس العنصرية على تلك الشعوب، والمعني هنا ‏بالأساس إسرائيل. إن حديث أي من المتصارعين في اوكرانيا، وبالأساس روسيا والرئيس بوتين وكذلك ‏الصين عن نظام عالمي جديد لن يكون صادقا ومطمئنا إذا لم يقترن بالتعامل مع إسرائيل كدولة احتلال ‏وبالتعامل مع الصهيونية كفكر عنصري، وأن النظام العالمي العتيد هو الذي ينبذ الاحتلال واية عنصرية ‏مهما كانت. لقد تميز النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بتجريم النازية ونبذها، والنظام ‏القادم لن يكتمل إلا إذا نبذ الأفكار العنصرية التي تسمح وتبرر انتهاك حقوق الشعوب المضطهدة وفي ‏مقدمتها الشعب الفلسطيني.‏

دلالات

شارك برأيك

الحرب الأوكرانية: الشرق بين مسألة الاصطفاف والاستفادة

المزيد في أقلام وأراء

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أسعار العملات

الأحد 19 مايو 2024 10:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.01

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 82)

القدس حالة الطقس